حاولت كثير من الأفلام تنبؤ الأحداث المستقبلية من خلال استشراف الواقع وبناء توقعات مستقبلية، ولكن الغريب أن يحدث ذلك في أربعينيات القرن الماضي في أفلام الأبيض والأسود.
ومن هذه الأفلام فيلم فرنسي يحمل عنوان «التلفزيون.. عين المستقبل« والذي صدر عام ١٩٤٧، وأوضح مقطع الفيديو خلال مدته القصيرة التي لم تتعد ٤ دقائق كيفية تطور الشاشات وكيف إنها تسيطر على الإنسان في المستقبل.
مشاهد من يومنا هذا
ويظهر خلال الفيلم كثير من المشاهد التي نشاهدها في حياتنا اليومية من تأثير الشاشات على الأشخاص وكذلك تصوير الفيلم لأجهزة تلفزيون صغيرة في حجم الهاتف الذكي ويعرض عليها أفلام كتلك التي نشاهدها على تطبيقات المقاطع المرئية مثل يوتيوب.
وهذا الفيلم بالأسود والأبيض، الذي صدر بعد الحرب العالمية الثانية، مبني على مقال من رينيه بارجافيل وإنتاج ج. ريمون ميليت، حسب «روسيا اليوم».
وعلى الرغم من عدم تنبؤ الكاتب بشكل صحيح شكل وعمل الهواتف الذكية كما نعرفها اليوم إلا أنه توقع سلوك البشر الذين لديهم مثل هذه الأجهزة المحمولة.
توقع دقيق لتعامل البشر مع التكنولوجيا
ويُظهر المقطع، الذي تم إصداره منذ أكثر من 70 عاماً، أشخاصاً مختلفين في متنزه وهم ينظرون بتركيز إلى ما يشبه الهواتف الذكية.
كما توقع الفيلم انتهاء الصحافة الورقية واستبدالها والحصول على المعلومات من خلال الأجهزة المحمولة.
كما يظهر الفيلم انشغال الأشخاص بالأجهزة المحمولة حتى عند جلوسهم في الأماكن العامة مثل المقاهي ويبرز ذلك من خلال مشهد اصطدام رجلين ببعضهما البعض لأنهما كانا ينظران إلى أجهزة في أيديهما.
ويظهر الفيلم العديد من التقنيات الموجودة في عالمنا الآن منها ما تم توقعه بدقة ومنها ما كان قريب الشبه بالتقنيات الحالية ولكن بشكل مختلف يتناسب مع التقدم التكنولوجي آنذاك.
ومن التقنيات التي تنبأ الفيلم بها بدقة هي الصور ثلاثية الأبعاد والهولوجرام ففي نهاية الفيلم، يتم نقل المشاهدين إلى غرفة نوم زوجين حيث يواجه الرجل صعوبة في النوم. ثم يقوم باستخدام تقنية الهولوجرام من خلال صورة ثلاثية الأبعاد لامرأة ترقص تظهر فوق السرير.