جائحة كورونا أثرت في مختلف الأعمال بصورة كبيرة، وازدهرت التجارة عبر الإنترنت نشطت منصات سابقة ونشأت أخرى جديدة منها منصة (منى العبير المستقل)، والتي تأسست منذ ستة أشهر بهدف المساهمة في توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة والاستفادة من مهاراتهم، محققة نجاحاً متميزاً في التسويق عن بعد.
وفي هذا الصدد أوضح عبدالله محمد فقيهي، المدير التنفيذي المؤسس للمنصة عن بدايتها وما لها قائلاً: بدأت المنصة بشكل فعلي بتاريخ 2020/11/6 م، وتم اختيار مجال التسويق لأنه مجال يُسهم في نشر ما يحتاح إليه الناس من خدمات ومنتجات وسلع، ويسهل إيصال ما يستجد في السوق لهم بشكل أسرع أيضاً، كون التسويق مهنه أيضاً هو ثقافة معرفية وتطويرية للذات وتنمية للعلاقات العامة (ويُعد التسويق الرقمي) أحد توجهات المملكة ومن رؤيتها 2030 الداعمة للتنمية.
وحول إن كانت موجهة لذوي الاحتياجات الخاصة فقط؟ أجاب عبدالله فقيهي... المنصة موجهة لجميع فئات المجتمع بشكل عام، ومن بينهم ذوو الاحتياجات الخاصة على وجه الخصوص، لتكون دافعاً لهم في الاعتماد على أنفسهم وتنمية مهاراتهم وقدراتهم وبروزهم في سوق العمل، مشيراً إلى أنها فاعلة في زيادة دخلهم وتسويق خدماتهم.
وأكد عبدالله فقيهي، بأن جائحة كورونا والحجر المنزلي أثر إيجاباً على المنصة في ظل الحظر الكامل الذي فرضته هذه الجائحة مع الحاجة للتسويق، مشيراً بأنه بفضل الله تمكنا من توظيف مجموعة من الشباب والشابات ومجموعة من ذوي الإعاقة، وأدرجت مجموعة من الإعلانات للمنصة بمختلف أقسامها.
وحول سؤال لـ سيدتي كيف ترى قدرة ذوي الإعاقة في التواصل مع العملاء؟ قال ذوو الإعاقة لديهم قدرات ومهارات وفنون التواصل والاتصال الفعال والفاعل مع العملاء، وقد برز دورهم معنا والدليل هم العملاء المشتركون معنا بالمنصة.
وبالنسبة للإعاقات المستهدفة في توظيفهم في المنصة المستقل (منى العبير للتسويق الرقمي)؟ أجاب عبدالله محمد فقيهي، الفئات من ذوي الإعاقة المستهدفة بالتوظيف بالمنصة:
1- الإعاقة الحركية قادر على العمل.
2- الإعاقة السمعية قادر على العمل.
3- الإعاقة البصرية (الكفيف) قادر على العمل.
4- الإعاقة النطقية (الأصم) قادر على العمل.
5- الإعاقة الخفيفة مثلاً بالأيدي أو بالأرجل قادر على العمل.
وكشف عبدالله فقيهي، عن طموحه بأن يصل عدد الموظفين معنا، خاصة من ذوي الإعاقة إلى 50 موظفاً في مختلف المناطق، ليس في مجال التسويق فحسب، بل في مجالات أخرى مثل التصميم والبرمجة والتدريب وإقامة دورات، ودعا العاملين في مجال التسويق الرقمي وأصحاب الفكر التسويقي والمشاريع الناشئة ومنصات العمل عن بعد من تمكين ذوي الإعاقة من العمل بالتسويق الرقمي ودعمهم مهنياً وتطويرياً.
بناء التواصل
من جانبها قالت، نجد رديني الثبيتـي، مديرة العلاقات العامة والتنسيق الإداري لدى منصة المستقل منى العبير أشارت في حديثها لنا قائلة: التسويق الرقمي من خلال الرابط الإلكتروني هو نشاط اجتماعي يخدم الأشخاص ذوي الإعاقة في رؤية 2030.
وأضافت: غالباً ما نسمع أن هناك صعوبة في التواصل وتعامل مع العملاء، وخصوصاً حين يكون الموظف من ذوي الإعاقة، وهذا غير صحيح نجد أن قدرتهم الفكرية في بناء التواصل أكثر بكثير من قدراتهم الحركية بسبب الإصابة، نحن منصة تسويقية حرصنا جيداً أن يكون لذوي الإعاقة نصيباً كبيراً في مهنة التسويق الرقمي.
وحول اختيارها مجال التسويق كمهنة قالت: أحببت التغيير أولاً، وثانياً أن يكون هناك استثمار لقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة في التسويق الرقمي، وأن نكون بمصاف أمهر المسوقين، مشيرة بقولها: حين يكون لديك الحماس الكبير للوصول لهدف ترغب لتحقيقة وتكون نيتك صادقة واجتهادك عظيم سيأتيك الله بها ولو بعد حين.
وقالت الثبيتي، وضعت خطة وحددت أهدافي، وكان أول هدف تعاملي مع ذوي الإعاقة من المهتمين، ورسخت فكري وقلمي في خدمة مجتمعهم وأهدافي جميعها تشمل كل ما يتعلق بحياتهم، وكان من الأولى حصولهم على التوظيف عن بعد لصعوبة تنقلهم، والحمد لله أنجزت البداية، لافته بأن إكمال الهدف يحتاج منا بذل الجهد في التطوير والتركيز وفي زيادة الثقافة والتمكين لها، وهذا يكون بتأنٍ لأن ليس كل معاق قادراً على هذه المهنة، لذلك يجب التعامل مع اختلاف الإعاقات والقدرات الذهنية والجسدية، وأن نضع لهم الاختيار الصحيح والمناسب لمهاراتهم.
وحول هل ترى مستقبلك في التسويق؟ أجابت نجد الثبيتي... نعم في ظل خدمتي المجتمعية أرى مستقبلي والتغيير مطلوب، مبينة بأن المعاق أثبت نفسه في مواقع التواصل الاجتماعي وكيفية التسويق الرقمي بأسلوب مختلف.
وبالنسبة لأبرز الإنجازات؟ قالت استطعنا في ما يقارب الشهرين تكوين علاقات رائعة للمنصة كشراكة إستراتيجية وتسويق من خلال المؤسسات والجمعيات الخيرية والمعاهد التي تعنى بذوي الإعاقة وغيرها من الجهات، ولأننا حرصنا أن تعلم كل الجهات ذات العلاقة بأن ذوي الإعاقة قادرون على استثمار قدراتهم لتعود عليهم وعلى مجتمعهم بالفائدة.