زعمت الصين أن كازاخستان تواجه مرضاً جديداً غير معروف يؤدي إلى التهاب رئوي أكثر خطورة من فيروس كورونا التاجي، وقد أعربت الصين عن قلقها العميق إزاء الالتهاب الرئوي غير المعروف وأصدرت تحذيراً من سفارتها في العاصمة نور سلطان زاعمة أن معدل الوفيات بهذا المرض أعلى بكثير من الفيروس التاجي.
يأتي هذا التنبيه في الوقت الذي اعترفت فيه السلطات الكازاخستانية بارتفاع الموجة الثانية من Covid-19 مع ارتفاع حاد في حالات الالتهاب الرئوي. وبحسب موقع «ميرور» فقد ذهبت الصين أبعد بكثير من كازاخستان في ادعاءاتها حول الالتهاب الرئوي المتفشي، وحتى الآن لا يوجد دليل مستقل على ما إذا كانت الحالات تتعلق بفيروس كورونا أو سلالة منفصلة.
أصرت وزارة الصحة القازاقية اليوم على أن الادعاء الصيني غير صحيح بالرغم من الارتفاع الواضح في عدد الحالات التي لم يتم التأكد من أنها فيروس كورونا، ودخلت الدولة السوفييتية السابقة في إغلاق مع إصدار الرئيس رسالة «لا داعي للذعر» بينما طالب أيضًا بالتقيد الصارم بالقواعد. وعلى الرغم من أن السلطات الكازاخستانية تدعي أن التقارير الصينية ليست صحيحة، اعترف وزير الصحة الكازاخستاني «أليكسي تسوي» بأن بلاده تواجه حالات عديدة من «الالتهاب الرئوي الفيروسي لمسببات غير محددة، واعترف مسؤولو الصحة بأن حالات الالتهاب الرئوي زادت 2.2 مرة في يونيو مقارنة بنفس الفترة من عام 2019.
علاوة على ذلك، سجلت الدولة رقمًا قياسيًا يوميًا جديدًا لحالات الإصابة بالفيروس التاجي مع ارتفاع رسمي بلغ 1962 يوم الخميس.
وأشارت الصين إلى أدلة على أن مقاطعتي أتيراو وأكتوبي ومدينة شيمكنت شهدت ارتفاعات كبيرة في حالات الالتهاب الرئوي منذ منتصف يونيو. تم تسجيل حوالي 500 حالة من حالات الالتهاب الرئوي غير Covid-19 في الأماكن الثلاثة، مع أكثر من 30 مريضًا في حالة حرجة، كما شهدت مناطق مانجيستاو وبافلودار ارتفاعًا في الوفيات الناجمة عن الالتهاب الرئوي.
شهدت مناطق أكتوبي، كاراجاندا، زامبيل وتركستان، ومدينة شيمكنت ارتفاعًا حادًا في عدد المصابين بالالتهاب الرئوي في المستشفيات.
يقول نائب وزير الصحة «أزهر جينيات»: إن حوالي 28 ألف مريض بالالتهاب الرئوي مع اختبارات فيروسات كورونا سلبية تم إدخالهم إلى المستشفى في كازاخستان.
تم التأكد من وفاة أحد المصابين بالالتهاب الرئوي وهو كبير الأطباء الصحيين «كيرات بايموخامبيتوف» البالغ من العمر 64 سنة في منطقة ألماتي، والذي كان شخصية رئيسية في معركة البلاد ضد الوباء، بينما تجري إدارات الصحة في البلاد أبحاثًا مقارنة حول فيروس الالتهاب الرئوي، لكنها لم تحدد بعد الفيروس.
قالت كازاخستان اليوم إنها لم تستبعد أن المصابين بمرض الالتهاب الرئوي الغامض قد يعانون من مرض كوفيد 19 لكن الاختبارات الأولية لا تظهر الفيروس، فهذا مسموح من حيث المبدأ، لأن عدوى الفيروس التاجي تنحدر من أعلى الجهاز التنفسي السفلي إلى الأسفل، ولا يظهر اختبار PCR دائمًا إيجابي.
قالت «سول كيسيكوفا» رئيسة قسم الرعاية الصحية في العاصمة نور سلطان، لوكالة كازينفورم للأنباء: «يتم نقل حوالي 300 شخص مصابين بالالتهاب الرئوي إلى المستشفى كل يوم».
وتقول التقارير إن البلاد تشتري بشكل عاجل 1600 وحدة جهاز تنفسي إضافي و800 سيارة إسعاف لمواجهة الزيادة المقلقة.
وحذر الرئيس الكازاخستاني «قاسم جومارت توكاييف» في خطاب متلفز: «من المهم الآن تجنب الذعر في المجتمع» وقد انتقد المسؤولين لفشلهم في ضمان أن تكون القيود فعالة، زاعمًا أن الإهمال أدى إلى الأزمة الحالية. وأضاف: «نحن نتعامل بشكل أساسي مع موجة ثانية من الفيروس التاجي، إلى جانب الزيادة الحادة في الالتهابات الرئوية. لا ينبغى التقليل من تهديد الفيروس التاجي»
وقال: «من الخطأ الاستمرار في التفكير في أنها إنفلونزا شائعة، إنها مرض أكثر غدراً وخطورة» وطالب بإنهاء تخزين الأدوية.