الرضاعة من الثدي هي الطريقة المثلى لتغذية الطفل خلال الشهور الأولى وخلال العام الأول من العمر، حليب الأم هو الطعام المثالي للرضيع، فله خصائصه التي تميزه بحسب احتياجات الرضيع الغذائية التي يتطلبها نموه؛ حليب الأم يتكون أثناء فترة الحمل، وبعد نحو 24 ساعة من الولادة يبدأ الهرمون بإرسال إيعاز للغدد الثديية للأم لإفراز الحليب، لكن الطفل يقرر بنفسه بداية الرضاعة وذلك بعد تجربته لأول مرة الحليب، وقد يبدأ مباشرة بالرضاعة بعد ذلك أو قد يرفض شرب الحليب. نتابع التفاصيل مع الدكتور إبراهيم شكري استشاري طب الأطفال
تعليمات خاصة بالأم المرضعة
والوقت الأمثل 6 ساعات،تبدأ الرضاعة الأولى في حياة الطفل متى استطاعت الأم ذلك، ولو بعد مرور ساعة واحدة على عملية الولادة، ولكن أغلب الأمهات يفضلن أخذ قسط من الراحة، وأنصح بعدم إطالة فترة الراحة عن 12 ساعة على الأكثر
للتبكير بالرضاعة فوائد أهمها: تحضير حلمة الثدي والمساعدة على ابرازها حيث أنها تكون -أحياناً- غائرة في كتلة الثدي، كما أن الانقباضات التي تحس بها المرضعة أثناء الرضاعة تساعد على عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي، وتشير إلى قدرةالطفل على جذب اللبن من االثدي
في الأيام الأربع الأولى بعد الوضع يفضل ألا يتجاوز زمن الرضاعة في كل مرة 5 دقائق من كل ثدي على حدة، نظراً لاحتواء قنوات الثدي وغدده خلال الأيام الأولى على قدر قليل من اللبن لا يحتاج لأكثر من ثلاث، أو أربع دقائق من الطفل لامتصاصها
دراسات وأبحاث
أظهرت الدراسات أن لِلَبن الأم دوراً فعالاً فيما يتعلق بمناعة الطفل ضد الأمراض المعدية، كما أن الأطفال الخدج المرضَعين حليب الأم يتمتعون بنسبة ذكاء أعلى من الخدج المرضعين حليباً صناعياً
ودلت الأبحاث أن الحليب البشري بسبب تركيبه الغذائي: سهل الهضم ولا يسبب الغازات والإمساك؛ لأنه يحتوي على مقادير متناسبة لحاجة الطفل الرضيع من اللاكتوز (سكر اللبن) وبروتينات وأحماض دهنية
ونفسياً تتوطد العلاقة الطبيعية بين الطفل وأمه أثناء الرضاعة من الثدي؛ فيشعر بالأمان كما يزداد شعور الأم بأمومتها، وينال الطفل قدراً وافراً من الحنان أثناء حمل الأم له وإرضاعه، وسماعه دقات قلبها الذي تعود عليها جنيناً
فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل
يعتبر تكوينُ لبن الأم من حيث عناصره الغذائية؛ التكوينَ الأمثل لتغذية الطفل خلال العام الأول، فهو يساعد على نمو خلايا جسمه وتطور أعضائه المختلفة، ويلائم المعدة والأمعاء فيسهل هضمه ويتقبله الطفل
لبن الثدي يحتوي على مادة تستطيع أن تقاوم البكتريا، والجراثيم الضارة للجهاز الهضمي؛ وذلك بأثره الإيجابي في تهيئة عصارات المعدة والأمعاء لتكوين وسط ملائم لنمو أنواع من البكتريا الحميدة الطبيعية، التي تقاوم البكتريا الضارة للجهاز الهضمي وتتغلب عليها
يعتبر حليب الصدر أقل احتمالاً للتسبب في الحساسيات؛ من قيء أو إسهال أو التهابات جلدية مثلما تسبب الألبان الخارجية، وليس هناك لبن شديد الدسامة على معدة الطفل -كما يعتقد البعض- إذا ما تقيأ الرضيع، فالقيء يحدث نتيجة لكمية اللبن المتدفقة وليس لنوعيته.
يحوي العديد من المعادن والفيتامينات
والأنزيمات المساعدة على الهضم، فيه مكونات تعطي مناعة للطفل ضد بعض الأمراض الوبائية مثل مرض شلل الأطفال والنزلة المعوية، ويكون تركيزها عالياً جداً في الأسابيع الأولى من العمر
يحمل بداخله مضادات حيوية تجعل الرضيع أقل عرضة لالتهابات الأذن والنزلات والالتهابات المعوية والتنفسية، كما أن مكوناته تجعل الطفل أقل عرضة لفرط الوزن والسمنة، وأقل إصابة بفرط الكولسترول وتصلب الشرايين ومرض السكر بعد البلوغ
وجد أن تسوس الأسنان أقل عند الأطفال المرضعين طبيعياً وذلك لقلة السكر في حليب الأم، لبن الثدي لا يحتاج إلى عملية تحضير، مثلما يحدث في حالة استخدام اللبن الصناعي، وبالتالي فهو غير قابل للتلوث، موجود في أي وقت وأي مكان ومتوفر عند الطلب بأقل تكلفة على الأميتمتع حليب الأم دومااً بدرجة الحرارة الصحيحة، وهو طازج ونظيف تماماً ولا يحتاج إلى تعقيم، عملية المص من الثدي تساعد على نمو عضلات الفك وعظام وجه الرضيع ككل .
لماذا حليب الأم مهم للأطفال؟
يدعم الطفل بالمواد الغذائية اللازمة خلال الأسابيع الأولى، ويحميه من أمراض الجهاز الهضمي، كما يسهل عملية الهضم للطفل ويحميه من مخاطر الإسهال. يقوي مناعة الطفل ضد الأمراض وضد الحساسية ويحسن عملية مضغ الطعام وبناء الفك للطفل
ماذا يحتوي حليب الأم؟
حليب الأم غني بالفيتامينات والمواد الغذائية المهمة والدهون والأحماض الأمينية المفيدة لنمو الطفل، والسكريات التي تزوده بالطاقة، بالإضافة إلى النوكليوتيد المهمة في بناء الخلايا وفي مراحل الرضاعة
الغدد الثديية للأم تبدأ بتكوين اللبأ- لبن السرسوب- والذي يعرف أيضاً بأنه الحليب الأول بعد الولادة، وهو غني جداً بالمواد الغذائية، وتنتجه الغدد الثديية للأم لنحو أربعة أيام فقط، بعد ذلك تنتج الغدد الثديية نوعاً آخر من الحليب يستمر لمدة 6 أيام، وبعد نحو عشرة أيام من الولادة تبدأ الغدد الثديية بإنتاج حليب الرضاعة الذي تتغير محتوياته أيضاً مع نمو الطفل.
ما هي كمية حليب الرضاعة؟
الأم باستطاعتها إنتاج نحو لتر يومياً من حليب الرضاعة، الطفل يشرب بين 200 و250 ملي لترا من الحليب في كل وجبة غذائية، وكمية الحليب تتغير أيضاً؛ اعتماداً على رغبة الطفل وكمية شربه للحليب
كم تستمر عملية الرضاعة؟
منظمة الصحة العالمية تنصح بالرضاعة الطبيعية للطفل حتى عمر 16 شهراً، وتنصح أيضاً بإطعام الطفل ابتداء من عمر أربعة أشهر، فترة الرضاعة للطفل هي ليست ثابتة وتعتمد على الأم وثقافتها وعلى البلد، مثلاً في وسط أفريقيا ترضع الأم الطفل لغاية 53 شهراً، أي نحو أربع سنين ونصف، فيما يبلغ معدل فترة الرضاعة في العالم نحو 30 شهراً.
متى نحكم أن اللبن قليل؟
إذا كان الطفل يبكي بعد الرضاعة مباشرة
إذا وضع يديه في فمه، ولا ينام بعد الرضاعة
إذا ظهر على الطفل أعراض الإمساك مع براز جاف داكن اللون
وإذا لم يزد الطفل في الوزن.. خاصة بعد 15 يوماً فهذا دليل على عدم كفاية اللبن من الثدي
وإذا كان اللبن غير كاف حسب الدلائل.. تبدأ الأم والطبيب التفكير في إعطاء لبن خارجي: رضعه أو اثنتين، أو استبدال الرضاعة الطبيعية بالرضاعة الصناعية
بعدها يبدأ الطفل تلقائياً رفض الثدي والتحول إلى الرضاعة الصناعية
متى نحكم أن اللبن كاف؟
إذا كان الطفل يخلد إلى النوم بعد الرضاعة لمدة ساعتين أو أكثر
إذا استرجع وزنه الذي كان عليه عند الولادة قبل نهاية الأسبوع الثاني، ثم يزداد وزنه بعد ذلك
وهناك دلائل خاصة بالأم.. كالشعور بامتلاء الصدر قبل الرضاعة والإحساس بفراغه بعدها
الطفل عندما يرضع من ثدي يتدفق اللبن في الثدي الآخر، ويتدفق تلقائياً في الموعد المحدد للرضاعة
وللرضاعة الطبيعية أهميتها للأم ..أيضا
رضاعة الأم لطفلها من ثديها توفر لها السعادة؛ فهي تشبع غريزة وعاطفة الأمومة لديها، كما أنها تحقق نوعًا من الاتصال المباشر بينها وبين طفلها؛ ما يخلق نوعًا من الارتباط العاطفي
برضاعة الأم لطفلها رضاعة طبيعية تكسب راحة ووقتًا وجهدًا أقل مقارنة بالجهد والوقت الذي تصرفه في إعداد الرضاعة الصناعية.
رضاعة الطفل من الثدي تعمل على عودة أجهزة جسم الأم إلى الحالة الطبيعية في ما قبل الحمل، وبخاصة الرحم وملحقاته؛ وذلك بتأثير إفراز هرمون أوكسيتوسين الذي يزداد إفرازه بتأثير المص من الثدي
كما تقلل الرضاعة الطبيعية من نسبة الإصابة بحالات النزف بعد الولادة، وبالتالي مرض فقر الدم ومضاعفاته، كما أنها تعمل بوصفها مانع حمل طبيعيًّا في أحيان كثيرة بتأثير إفراز هرمون البرولاكين الذي يزداد في أثناء الرضاعة الطبيعية للطفل من أمه
البرولاكين مُدِرٌّ للحليب ومُثَبِّطٌ للمبيض أيضًا، كما أنه يؤدي إلى إيقاف الدورة الشهرية لفترة محددة، وفى بعض الأمهات طيلة مدة الرضاعة، وبذلك يحصل التباعد بين الولادات.
الرضاعة الطبيعية لا تصلح وحدها
بوصفها وسيلة وحيدة لمنع الحمل للذين يرغبون في تأجيل الحمل التالي فترة من الوقت؛ فقد يحدث الحمل معها في أي وقت.
هناك أبحاث أكدت أن بعض حبوب منع الحمل تؤثر سلبيًّا في لبن الأم، ولكن هناك بعض الوسائل التي تناسب المرضعات أكثر من غيرها
الرضاعة الطبيعية تقلل أيضًا من نسبة الإصابة بسرطاني الثدي والمبيض؛ بالمقارنة باللاتي لا يرضعن، أو من النساء غير المتزوجات.
كما تقي الرضاعة الطبيعية الأمهات من الإصابة بكسور الحوض في مرحلة متقدمة من العمر