أفضل وسائل علاج الشفة المَشْقُوقَة وسقف الحَلْق

الشفة المشقوقة قصر أو شق طولي في إحدى الناحيتين أو كليهما من الشفة العليا
صعوبة في الرضاعة بعد الولادة، لعدم قدرة الرضيع على المص
4 صور
الأطفال هم بهجة الحياة وعطرها، وأينما حلّوا عمَّ الجمال، فهُم زينة الحياة، ووجود اختلافات خلقية لدى الأطفال أمر لا يقلِّل من روعتهم، وهو ليس نادر الحدوث، وقد يأتي بصور متعددة، وأحد أكثر العيوب الخلقية شيوعًا وحدوثًا في الوجه هو الشفة المشقوقة، أو كما هو معروف سابقًا "الشفة الأرنبية"، وكذلك فتحة سقف الحنك، فما أسباب الإصابة بالشفة المشقوقة؟ وما الطرق الحديثة في علاجها؟


طفل من كل ألف

كشف الدكتور حاتم النعمان، استشاري جراحة التجميل وتجميل الأطفال، عن أن الدراسات تؤكد شيوع هذا العيب الخلقي، الذي يصيب طفلًا من كل ١٠٠٠ مولود، كما أن ٥٠٪ من حالات الشفة المشقوقة تكون مرتبطة أيضًا بفتحة سقف الحنك.

هل الشفة الأرنبية وراثية؟

الكثير من الآباء يشعرون بالمسئولية ولوم الذات عند اكتشاف هذا العيب عند المولود، ولكن في الحقيقة إن أغلب الحالات تحدث دون سبب محدد، وهناك بعض الحالات ثبت ارتباطها بأسباب معينة، مثل التعرُّض لبعض الالتهابات أو الأدوية أثناء فترة الحمل، وأحيانًا يكون سبب الإصابة مرتبطًا مباشرة ببعض الجينات المسببة لذلك.
فشل في التحام أجزاء الوجه
خلال تكوين الجنين في الأسابيع الأولى من الحمل، يحدث اكتمال تكوين الوجه في الأسبوع السادس من الحمل، فيما يكتمل سقف الحلق عند الأسبوع الثاني عشر من الحمل، عن طريق عملية التحام خمسة أجزاء مكوِّنة للوجه، وفشل هذا الالتحام بالكامل يؤدي إلى هذا الانشقاق في الشفة والجزء الأمامي من سقف الحلق.

 

أعراض الشفة المشقوقة


من أعراض الشفة المشقوقة قصر أو شق طولي في إحدى الناحيتين أو كليهما من الشفة العليا، مما ينتج عنه تغيُّر في شكل الأنف، وأحيانًا شق في اللثة، وتشوُّه في الأسنان.
بينما أعراض فتحة سقف الحنك يصاحبها صعوبة في الرضاعة بعد الولادة، لعدم قدرة الرضيع على المص؛ نتيجة عدم انفصال تجويفَي الأنف والفم بالكامل، وعندما يكبر الطفل يصبح غير قادر على نطق الحروف بطريقة صحيحة في أثناء التخاطب.

الخطة العلاجية


لحسن الحظ من الممكن تحقيق نتائج مبهرة في علاج الشفة المشقوقة وسقف الحلق جراحيًّا، ولكن يجب أن يعلم الوالدان أن رحلة العلاج طويلة جدًّا؛ إذ يجب تقييم مرضى الشفة المشقوقة وفتحة سقف الحلق منذ اليوم الأول للمولود، وينتهي العلاج عند سن العشرين، إذ يتمُّ تقييم الرضيع من فريق متكامل متخصص من تمريض واختصاصي تغذية وجراح تجميل أطفال وطبيب متخصص في الأنف والأذن للأطفال لتقييم الأذن والسمع، بالإضافة إلى طبيب تقويم أسنان الأطفال واختصاصي تخاطب وغيرها من التخصصات الدقيقة.
وبعض الحالات تستدعي التدخل المبكر من اختصاصية التغذية لتقييم الرضاعة، ووصف رضاعات خاصة لمساعدة نمو الطفل، ويجب البدء في تركيبات خاصة عن طريق طبيب تقويم أسنان في الأسابيع الأولى من الولادة؛ لتقريب الفجوة العظمية قبل إجراء الجراحة.
 

جراحة الشفة المشقوقة


على الوالدين ضرورة إجراء جراحات الشفة المشقوقة خلال الفترة التي تتراوح بين ٣ إلى ٦ أشهر من عمر الرضيع، حتى يتسنى له تحمُّل التخدير الكامل، والهدف من جراحة الشفة تجميلي؛ لإعادة الشفة لوضعها الطبيعي، مع تحسين شكل الأنف.
ثم تأتي المرحلة الثانية، التي تتمثَّل في إصلاح سقف الحلق بجراحة أخرى من عمر سنة إلى سنة ونصف، وعقب هذه المرحلة يتمُّ تقييم تخاطب الطفل عند عمر خمس سنوات.
وفيما يخصُّ الشق اللثوي، يفضَّل عمل جراحة زراعة العظم عند عمر من ٩-١١ سنة، بعد ذلك يُستحسن عمل جراحات الفكين وتجميل الأنف بعد توقف النمو، أي تقريبًا عند عمر العشرين عامًا.
 


وجَّه الدكتور حاتم عدة نصائح للوالدين، أولها ضرورة الحرص على علاج الطفل لدى مركز متخصص، وفريق طبي متكامل لعلاج شق الشفة وسقف الحلق، إذ ثبت أن النتائج والمضاعفات متفاوتة بين العلاج لدى فريق طبي متخصص ومتكامل، مقارنة بالعلاج بمستشفيات غير متخصصة.
كذلك يجب اتباع الخطة العلاجية للفريق الطبي، وعدم استباق النتائج؛ إذ إن الرحلة العلاجية طويلة، ودعا الدكتور حاتم الوالدين للاستمتاع بالمولود قدر الإمكان، ومعاملته معاملة مساوية لبقية الأطفال، إذ إنه يتمتع بقدرات عقلية طبيعية، مع محاولة التواصل والتخاطب معه بشكل دائم.