أعلن الروائي المصري علي عطا، انضمامه لحملة سيدتي (لمتنا سعودية)؛ بمناسبة العيد الوطني الـ90 للمملكة العربية السعودية، وقد تذكر الشاعر علي عطا بعضاً من ذكرياته في المملكة العربية السعودية، بدأها بقوله: في أحد أيام شهر نوفمبر عام 2004، طرتُ من القاهرة إلى الرياض، بادئاً زيارة للسعودية كان يُفترض أن لا تتجاوز ثلاثة أشهر، فامتدت إلى نحو ثلاث سنوات، تحولت خلالها رسمياً من زائر إلى مقيم في هذا البلد الأمين، الذي فوجئت بأنه يتسع لمقيمين من العالم بأسره، حتى بات في ذهني جديراً بأن يُسمى «أم الدنيا»، أو حتى أباها.
دهشة أولية
في الطريق من مطار الملك خالد، إلى قلب الرياض، واجهتني علامة دهشة أولية، تمثلت في لافتات مكتوب عليها «للتقبيل»، فربطت فوراً بينها وبين القُبلة، وتساءلتُ هل يُعقل أن يكون غرض تلك اللافتات الإعلان عن محلات؟! ثم اعتراني بالطبع الخجل من نفسي حين حسمت تردداً طال لبضعة أيام وسألت أحدهم، فقال: «للتقبيل تعني للإيجار.. استئجار شقق». بدأت زيارتي بتأشيرة «زيارة متعددة السفرات»، حصلت عليها من القنصلية السعودية في القاهرة بدعوة من صحيفة «الحياة» للمشاركة في تأسيس طبعة محلية منها، ضمن فريق من زملاء من عدد من الدول العربية، كان يقوده صحافي سعودي الشاب هو الزميل جميل الذيابي، وكنا نقيم في كومباوند في حي لا أذكر اسمه الآن، لكنه كان قريباً من حي السفارات. قلت لنفسي إنني لن أمكث هنا أكثر من ثلاثة أشهر، فلماذا لا أنتهز تلك الفرصة التي قد لا تتكرر وأطلب من الأستاذ جميل، الذي كنا نناديه بـ«أبو تركي»، أن يسهل لي أداء العمرة، فإذا به يقول لي: ستعتمر وتحج أيضاً، فانتبهت إلى أننا كنا وقتها على أبواب موسم الحج، ففرحت وشككت أيضاً في إمكانية أن يتحقق ذلك بيسر، فالحج كما أعرف يتطلب تصريحاً رسمياً، والوقت ضيق، لكنه أخبرني بأنه سيضمني ومعي الزميلان السعودي مصطفى الأنصاري واللبناني محمد علي فرحات إلى البعثة الإعلامية المصرَّح لها بتغطية مناسك الحج في مكة المكرمة، ولن يكون مطلوباً من ثلاثتنا أي عمل صحفي، لنتفرغ لأداء المناسك ضيوفاً على وزارة الأوقاف.
السفر براً
في تلك السنة (2005) حدث خطأ في تحديد بداية شهر ذي الحجة، وتم تلافيه سريعاً، لكن ترتب على ذلك أن الطيران الذي حجزناه من الرياض إلى جدة، سيضيع علينا المنسك الذي يسبق يوم عرفة مباشرة، فقررنا السفر براً بسيارة الزميل الأنصاري، وهو أصلاً من مكة، وكما يقال أهل مكة أدرى بشعابها. ونجحنا والحمد لله في اللحاق بمناسك الحج كافة، بما فيها الدخول إلى مكة بملابس الإحرام، مع أن التصريح الذي كنا نحمله يقول إننا إعلاميون وليس حجاجاً. شهد ذلك الموسم من الحج سيلاً عارماً، لكنه لم يخلف خسائر تُذكر في الأرواح، لكن ترتب عليه أنني تخلفت عن زميلي الرحلة، لساعات عدة، حتى تمكنت من التواصل معهما عبر الهاتف المحمول، ولحقت بهما في موقف السيارات، خارج مكة لنبدأ رحلة العودة براً إلى الرياض، ومسافتها تزيد على الألف كيلومتر.
من زائر إلى مقيم
ثم سرعان ما تغيرت صفتي من زائر إلى مقيم، لأقضي أكثر من عامين في حي منفوحة الشعبي، لأسمع في سوقها العامر ذات يوم بائعاً ينادي: «يا منفوحة يا أم الدنيا»، وأجد حولي ما يؤكد هذا المعنى الذي كان مرتبطاً في ذهني من قبل ببلدي مصر. من وقتها رسخ ذلك النداء في عقلي، وكتبت عنه مقالاً، كما كتبت عن إرهاصات التغييرات الجذرية التي تشهدها السعودية الآن، متمثلة في تجدد الجدل وقتها عن حق المرأة في قيادة السيارة، وفي أول انتخابات بلدية تشهدها البلاد، وعن أعذب أغنيات مطرب العرب محمد عبده «الأماكن»، والانفجار الروائي الذي أحدثته رجاء الصانع بروايتها «بنات الرياض»، وخروجي شخصياً من التجربة بديواني الشعري «ظهرها إلى الحائط».
للمشاركة في الحملة:
يمكن لكل من يرغب في المشاركة إرسال ما يريد التعبير عنه في فيديو أو صورة أو تسجيل صوتي أو رسالة مكتوبة إلى البريد الإلكتروني للحملة:
أو:
كما يمكن إضافة الاسم والمدينة ورقم الهاتف لمن يرغب بالتواصل معه مباشرة.
أو عن طريق الرابط التالي: