كلودين صعب زوجة المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب، حاولت أن تكون هادئة بالرغم من الأضرار الجسيمة التي لحقت ببيتها وبيت ابنها ومشغل زوجها جراء انفجار مرفأ بيروت، وقالت لـ"سيدتي": "الحمد لله كلنا بخير. الأضرار التي لحقت بنا كثيرة ولكن كلها لا تساوي شيئاً أمام الأرواح التي زهقت والإصابات التي تعرض لها الناس والبيوت التي دمرت. نحن تضررنا كالآخرين وبيروت كلها دمرت، ومنطقة "الجميزة" غير آهلة للسكن، بل هي تحتاج إلى إعادة إعمار من بينها بيتنا وبيت إبني إيلي "جونيور"، ومكتب زوجي إيلي تحطم كل زجاجه والحمد لله أن أياً من الموظفين لم يصب بأذى". وتابعت "زوجي وأولادي والموظفون كانوا في المكتب وأنا كنت على الطريق متوجهة إلى البيت". كنت أزور أهلي في منطقة "بلونة" والحمد لله أنني تأخرت 5 دقائق. أما زوجة إبني فكانت عند الطبيب لأنها سوف تلد قريباً. وتكسر زجاج عيادة الطبيب بالقرب منها".
وأشارت كلودين أن الأضرار التي لحقت بهم تقدر بالملايين، وأوضحت "منزلنا في الجميزة لا يقدر بثمن، لأنه تراثي وما لحق ببيتنا لحق بكل بيوت الجميزة، وتتراوح أعمارها بين 150 و200 عام، ويحتاج أساسها إلى تمتين. وإعادة ترميم البيوت للمحافظة على طرازها المعماري، يكلّف أكثر من بناء بيت جديد. حتى كل الأثاث تحطم، ولم يسلم أي غرض فيه، ونحن نسكن حالياً في البيت الجبلي. حتى الآن، لم نتمكن من إصلاح أي شيء حتى زجاج المكتب لأن الزجاج غير متوفر حالياً".
وأكدت كلودين أن زوجها لا يمكن أن يترك لبنان مضيفة " أتمنى أن نتمكن من اجتياز هذه المرحلة الصعبة. وإيلي متمسك بلبنانيته كثيراً".
إيلي صعب: الضربة قوية وقاسية
من جهته، تحدث المصمم إيلي صعب لـ"سيدتي" عن الأجواء النفسية والمهنية التي يعيشها نتيجة انفجار مرفأ بيروت وقال:" عشت معظم حروب لبنان، وانطلقت عالمياً في أوجّ الحرب الأهلية، لكن ما حصل في 4 أغسطس- آب شكّل صدمة كبيرة، لأن بيروت دُمرت وهي في الأساس كانت تعيش ظروفاً صعبة بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمصرفية، وحصل الانفجار وزاد من مآسي الناس. أنا أشعر بحزن كبير لأن بيروت لم تكن تستطيع أن تتحمل هذه الضربة الموجعة التي ألحقت الأذى بالناس الذين فقدوا بيوتهم وأشخاصاً أعزاء على قلوبهم وعائلاتهم". وأضاف صعب" مهنياً، في الأساس، هناك عدد كبير من الناس كانوا قد فقدوا أعمالهم، وجاء الانفجار وزاد مصيبة إضافية إلى مصائبهم، ولا شك أن ما حصل سيترك تداعيات كبيرة على الشعب اللبناني، وعلى نفسياتهم وصمودهم، خصوصاً وأنهم كانوا متعبين خلال الفترة التي سبقت الإنفجار".
كما أكد صعب "لا يمكن أن أترك لبنان أبداً، وحققت العالمية في أوجّ الحرب في لبنان ولو أنني أفكر بترك لبنان لكنت فعلت ذلك سابقاً. الأمل يبقى موجوداً رغم المأساة، ولطالما سعيت لأن أنقل صورة جميلة عن لبنان. ترك لبنان يعني الهروب وأنا لم أعتد على الهروب، بل على الصمود ويهمني أن أنقل رسالة الأمل والحب والجمال عن لبنان".
وأضاف صعب "الأضرار كبيرة جداً، وأتمنى أن يكون الله في عون اللبنانيين. الشعب اللبناني يحب الحياة ومعطاء ومتفائل ومتضامن ويريد الأفضل دائماً. لا شك أن الضربة قوية وقاسية، ولكن الشعب اللبناني لا بد وأن يقف مجدداً على قدميه وينفض الغبار عنه، ويطوي صفحة ويبدأ صفحة جديدة . خيط الأمل لا يمكن أن ينقطع في لبنان، لأنه مزروع في النفوس للتقدم نحو الأفضل".
أما عن الأضرار الكبيرة التي لحقت به، فيوضح " الأضرار المادية لا تساوي شيئاً مقارنة مع الأضرار النفسية والآثار التي سوف يتركها الإنفجار في النفوس. كل شيء يمكن تعويضه والأهم، هو أن يقف الشعب اللبناني مجدداً ويتضامن كل أبنائه جنباً إلى جنب من أجل لبنان أفضل".
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي