أعلن في تونس في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين 24 أغسطس/آب عن تركيبة الحكومة الجديدة التي ستعوض الحكومة المستقيلة بعد التصويت عليها في مجلس النواب الأسبوع القادم. وتحتوي تركيبة الحكومة الجديدة التي يترأسها هشام المشيشي وشغل منصب وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة على سبع وزيرات وهن: وزيرة أملاك الدولة والشؤون العقارية ليلى جفال، وزيرة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عاقصة البحري، وزيرة المرأة والأسرة وكبار السن إيمان هويمل، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي ألفة بن عودة، وزيرة لدى رئيس الحكومة مكلفة بالوظيفة العمومية حسناء بن سليمان، وزيرة لدى رئيس الحكومة مكلفة بالعلاقات مع الهيئات الدستورية وكاتبة دولة لدى وزير الشباب والرياضة والإدماج المهني سهام العيادي.
«طه حسين» وزيراً للثقافة
وضمت الحكومة التونسية المقترحة في صفوفها اسم الدكتور وليد الزيدي وزيراً للثقافة وهو أوّل كفيف تونسي يحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة تونسية، ولقبّ الزيدي ب«طه حسين تونس» وذلك لوجود أوجه تشابه بينه وبين عميد الأدب العربي طه حسين الذي كان أيضاً وزيراً للثقافة في مصر.
وناقش التونسي وليد الزيدي، (34عامًا وأصغر وزير مقترح بالحكومة)، رسالة دكتوراه في الآداب، وذلك في كلية الآداب والفنون والإنسانيات بـ«منوبة»، ليكون بذلك أوّل كفيف يناقش أطروحة دكتوراه في تونس، ويحصل عليها، ليطلق عليه في الأوساط التونسية لقب «طه حسين التونسي».
ووليد الزيدي أستاذ جامعي يدرّس لطلبته من المبصرين البلاغة والتّرجمة، وينتج ويقدّم برنامجًا أدبيًّا بإذاعة مدينة «الكاف» في الشمال الغربي للبلاد. وفي صورة نيله لثقة مجلس النواب قد يكون الزيدي ثاني كفيف في العالم العربي يشغل خطة وزير بعد الأديب المصري طه حسين.
جدل واسع
وأثار تعيين الزيدي جدلاً واسعاً بين التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي بين مرحب يؤكد أن الرجل يمتلك الكفاءة العلمية وأن فقدانه البصر لن يشكل عائقاً أمام قدرته على القيام بمهامه الجديدة مستنداً بذلك لتجربة الأديب المصري طه حسين وما قدمه للثقافة في مصر أثناء توليه منصب الوزير، وبين من يرى أن لا وجه للمقارنة بين الأديب المصري والدكتور التونسي لاختلاف الظروف وصعوبة المهمة الملقاة على عاتقه على اعتبار أن الوزارة مطروح عليها عديد الملفات الشائكة التي تتطلب خبرة ومعرفة مسبقة.