قبل تفشي جائحة كورونا كان الفنان (إدموند كوك) البالغ من العمر خمسين عاماً منشغلاً بالتمثيل على مسارح (هونغ كونغ) وفي تصميم الأزياء المسرحية التي تتطلبها الشخصيات وحين اجتاح الفايروس بلده اضطر إلى الجلوس في البيت بعد أن شمل الإغلاق كل أوجه الحياة في مدينته ومن ضمنها المسارح ولكنه لم يستسلم للظروف وحاول أن يوظف روحه الإبداعية من خلال العمل على تصميم وصناعة أقنعة للوجه مستوحاة من أجواء الجائحة مع المزج بين عناصر الدراما المسرحية والرموز والدلالات التاريخية والسياسية المتعلقة ببلده.
من أين استلهم الفنان أقنعته؟
وقد صمم هذا الفنان حتى الآن أكثر من 170 قناعاً محفزاً للعقل، ولا يخلو من الطرافة أيضاً، كما أن هذه الأقنعة لا تندرج في خانة الأقنعة الطبية التي تحد من انتشار الفايروس، ولكنها قطع فنية توثق للجائحة في هونغ كونغ، وتلعب على ثنائية الرمز والجمال البصري، وقد استخدم الفنان في صنعها أواني الوجبات السريعة البلاستيكية، التي تذكر الناس بما تلحقه هذه المواد من أضرار على البيئة، وقصاصات الأقمشة المتبقية من عمله في التصميم المسرحي، إضافة إلى أشياء عادية تستخدم في الحياة اليومية، كما أنه وظف كثيراً من الرموز التعبيرية في التصميم منها الأيدي التي تغطي الأفواه، دلالة على قمع حرية التعبير وصور لمعابد تايلاندية كانت وجهة مفضلة للسياح، في إشارة إلى صعوبة التنقل والسفر خلال الجائحة، وكاميرا أمنية ترمز إلى الخوف من عيون المراقبين، وقد نجح الفنان في جذب انتباه أعداد كبيرة من المتابعين من خلال عرض أقنعته على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصوير نفسه وهو يضع هذه الأقنعة على وجهه واحداً بعد الآخر، كما اهتمت به وسائل الإعلام العالمية وأفردت لأقنعته حيزاً كبيراً على صفحاتها.
وقد أكد الفنان كوك في حديثه لمحطة Euronews على استلهامه لخطوط هذه الأقنعة من تفاصيل الحياة اليومية في ظل فايروس كورونا، وهو يهدف في عمله إلى توثيق وتسجيل هذه الأوقات غير العادية في حياة أبناء مدينته، ويأمل أن تكون في يوم من الأيام أرشيفاً وذاكرة يعود إليها الناس، بعد انتهاء الوباء وعودة الحياة إلى طبيعتها.