تُعَاود يَوميّات الحُبّ رَكضهَا؛ فِي السَّاحَات الخَضرَاء، بَعد غيَاب دَام أكثَر مِن 6 أشهَر، ولَم يَكن ذَلك بسَبَب إصَابة في الرُّبَاط الصَّليبي –كَما زَعمت الشَّائِعَات-، بَل كَان غيَابها قَراراً فَنيًّا بَحتًا مِن المُدرِّب، الذي يَعتبرها وَرقَة رَابِحَة، يَزجُّ بِهَا في الوَقت المُنَاسب؛ لإربَاك خِطَط الخصُوم.. فشَاهدوا واستَمتعُوا:
(الأحد)
زَكاة الفِكر 2.5% فَقط؛ مِثل زَكَاة المَال تَمَاماً، وإذَا اجتَهدنَا –مَثلاً- في رَفعها إلَى 10%؛ ستَكون النَّتيجَة عَكسيّة، حَيثُ يَقول الأَديب «دونالد روبرت بيري»: (لَو جَعلتَ النَّاس تَعتَقد أنَّهم يُفكِّرون؛ فسَوف يُحبّونك، ولَكن لَو جَعلتَهم يُفكِّرون فِعلاً؛ فسَوف يَكرهونك)..!
(الإثنين)
الحُبّ أنوَاع، مِنها الحُبّ العَاطفي، وحُبّ الجَسَد، والحُب الحَقيقي، والحُب الرُّومَانسي، والمسَاحة لَا تَتحمَّل شَرح الفرُوق بَينهما، لِذَا سأكتَفي بنَوعين مِن الحُبّ، هُمَا: الحُبّ الحَقيقي والحُبّ الرُّومَانسي، مُستعيناً بفِكرة الأديبَة «مارجريت آندرسون»، التي تَقول فِيهَا: (في الحُبِّ الحَقيقي؛ نُريد الخَير للشَّخص الآخَر، وفي الحُبِّ الرُّومَانسي؛ نُريد الشَّخص الآخَر)..!
(الثلاثاء)
الحُبّ لَه شرُوط ومُتطلّبات، وعَطَاءَات والتزَامَات، ولَن أُعدِّد الشّروط بالتَّفصيل، بَل سأَقف عِند أَهمّ التزَام للحُبّ؛ حَسب مَفهوم الأَديب «وودرو»، الذي يَقول: (الحُبّ لَا قِيمَةَ لَه، مَا لَم تُرافقه التَّضحية)..!
(الأربعاء)
كِتَابة رَسَائل الحُبّ؛ لَا تَخلو مِن التَّعقيدَات والمُفَارقات، التي تُخيِّم عَلَى أجوَاء الحُبّ نَفسه، حَيثُ يَقول الأَديب «جان جاك روسو»: (لكَي تَكتب رِسَالَة حُبّ جَيّدة، يَجب أَنْ تَبدأ؛ وأنتَ لَا تَعرف مَاذا ستَكتُب، وتَنتَهي؛ وأنتَ لَا تَعرف مَاذَا كَتَبْت)..!
(الخميس)
«سوء الفهم» بِيئةٌ خَصِبَة؛ لاندلَاع الشِّقَاق والنِّزاع بَين المُحبّين، حَتَّى تَتحوَّل حيَاتهما إلَى حَربٍ شَعوَاء، لَا يَتذكَّر طَرفَاهَا لِمَاذا بَدَأت؟ ومَتَى تَنتَهي؟ وقَد أشَارت إلَى هَذا المَعنَى؛ الرِّوائيّة «أجاثا كريستي»، حِين قَالت: (إنَّ العُشَّاق يَتقَاتلون دَائمًا؛ لأنَّهم لَا يَفهمون بَعضهم البَعض، ومَا أَنْ يَأتي الوَقت؛ الذي يَفهمون فِيهِ بَعضهم بَعضاً، حَتَّى يَكون الحُبّ قَد انتهَى)..!
(الجمعة)
عَلَاقة الحُبّ والكَرَامَة قَصيرة الأَجَل، لأنَّها عَلَاقة نَفعيّة، تَنتَهي بانتفَاء المَنْفَعَة، وحِين يَأتي دور التَّنازُل والتَّسَامُح، يَنتَظر كُلّ طَرف مِن حَبيبه؛ أَنْ يُبَادر بالتَّضَحية، وقَد انتَبَه إلَى ذَلك الأَديب «أوفيد»، حَيثُ يَقول: (لَا تَمتزجُ الكَرَامَة والحُبّ جَيّداً، ولَا يَستمرّان مَعاً إلَّا لفَترةٍ قَصيرَة)..!
(السبت)
مَا تَأتي بِهِ العَواصِف؛ يَزول بَعد انقشَاعها، ومَا يَلفظه مَدّ البَحر يَبتَلعه مُجدَّدًا؛ بَعد انحسَار الأموَاج، وهَذه النَّظريّة قَد تَنطَبق عَلى الحُبّ، الذي يُولَد في ظرُوفٍ غَير طَبيعيّة، أو في خِضَمّ أحدَاث دِرَامَاتيكيّة، حَيثُ يَقول الأَديب «أنيس منصور»: (الحُبّ الذي يَتولَّد مِن الخَوف؛ تَقتله الطَّمأنينَة)..!!