في صباح اليوم التالي من انفجار مرفأ بيروت، الذي وقع في الرابع من أغسطس، عادت السيدة اللبنانية مي ملكي (78 عاماً) إلى منزلها في بيروت؛ لتصدم بهول الدمار والخراب الذي حلّ به، فمعظم محتوياته مكسّرة، وحطام الزجاج متطاير في جميع أرجائه، وقفت برهة أمام هذا المشهد، لا تستطيع التعبير حتى عن المساعدة على رفع الحطام، وبعد دقائق، عندما استفاقت من هول الصدمة، توجهت مباشرة نحو "البيانو" الذي بقي صامداً في مكانه، فوجدته سليماً ولم يصب بأي ضرر، فما كان منها إلا أن بدأت بالعزف؛ كطريقة للهروب من الواقع إلى عالم آخر خاص بها.
هذا وقد انتشر مقطع فيديو بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي لهذه السيدة وهي تعزف على هذه الآلة، التي تعتبرها هدية زفافها من والدها منذ 60 عاماً، كرسالة أمل وتعبير عن استمرار الحياة، رغم هول ما جرى.
التعبير عن المشاعر بالموسيقى
تقول ميّ ملكي لـ"سيدتي نت" إنها عندما وصلت إلى المنزل للوهلة الأولى، وشاهدت الدمار والخراب بشكل لا يوصف وغير منتظر: "أحسست أنه من غير الممكن أن نقوم بالتصليح، وكان المنظر فظيعاً، وعندما كنت أتنقل في أرجاء المنزل؛ شاهدت البيانو فجلست وبدأت بالعزف؛ للتعبير عن مشاعري بالموسيقى.
شكرت ربي؛ لأنني لا أزال على قيد الحياة، ومن ثم بدأت مجموعة من الأسئلة تخطر على رأسي، حول ما الذي أصاب الناس؟ وأين هم؟ ووجهت صلاتي للرأفة بالموجوعين، مع إيصال محبتي لهم جميعاً".
وتضيف مي قائلة، حول الرسالة التي وجهتها للمرأة اللبنانية، تحديداً بعد الانفجار: "نصيحتي لكل سيدة ألا تسمح للفشل والخوف من ردعها عن الاستمرار في الحياة".