القلعة هي ذلك الحصن المنيع الذي يُبنى غالباً في مواقع يصعب الوصول إليها، ويقوم بعض الأشخاص ببنائها لأسباب مختلفة، منها الأسباب السياسية العسكرية أو الاجتماعية بغرض الوجاهة، ولربما لأسباب عمرانية تُساعد على تخليد ذكرى ذلك المكان لفترة طويلة من الزمن، ومن المعروف أنّ هناك الكثير من القلاع في المملكة العربية السعودية، والتي مازالت محتفظة بتاريخ وأحداث مرّت عليها مئات، بل وربما آلاف السنوات.
في إطار حملة «لمتنا سعودية»، نستعرض بعضاً من تلك القلاع التي تستحق زيارتكم لها، كالتالي
قلعة القائد بخروش
قلعة القائد الوطني بخروش بن علاس الزهراني، والذي أُطلق عليه لقب «نمر العرب» وقائد معارك الجنوب وفارس الدولة السعودية الأولى عام ١٢١٨هـ؛ حيث تحكي هذه القلعة قصة ملحمية لبطولة سجلها القائد بخروش ضد العثمانيين.
تقع هذه القلعة في قرية الحسن الواقعة في محافظة القرى بمنطقة الباحة، ويرى المؤرخون أنّها كانت شاهداً على هذه البطولة وعلى الذكاء الفطري الذي تمتّع به هذا القائد؛ حيث اختار بناء هذه القلعة وتشييدها على قمة الجبل، على أن تحيط بها مناطق انحدارية من ثلاث جهات؛ لتكون قلعة المراقبة في الجهة الرابعة، وذكروا أنّه من الدهاء قيامه بانتقاء الأسلوب البنائي الدائري في وضع القلاع الخمس، التي تربطها مبانٍ حجرية في وضع محكم؛ مما ساعد على قوة الدفاع والقدرة على صد وتفادي القذائف من قِبل أبناء الجيش التابعين له.
يُذكر أنّ بخروش بن علاس، وُلد في عام 1170هـ، وتُوفي في عام 1230هـ.
قلعة قيار
تقع هذه القلعة في جبل خاشر الكائن في قرية قيار الواقعة في محافظة الداير بني مالك بمنطقة جازان، ويُرجح أنّ توقيت بنائها يعود إلى العصر الحميري؛ أي ما يزيد عن ألف عام، ويرى المؤرخون أنّ أكثر ما يُميز هذه القلعة هو صمودها أمام المتغيرات البيئية والعوامل الطبيعية حتى اليوم.
تجمع القلعة في تصميمها ما بين الأبنية الدائرية والمربعة والمستطيلة أيضاً؛ فجدرانها قد تبدو مستقيمة في بعض النواحي، وشبه دائرية في نواحٍ أخرى، وتتخذ القلعة شكل صحن تستقيم أضلاعه طولاً وتستدير عند الزوايا، ويقف عليه بُرجان أسطوانيان شاهقان، يبلغ طول الواحد منهما ما يقارب ارتفاع عمارة حديثة مكونة من 10 طوابق، كما وتوجد نوافذ صغيرة وضيقة على جدران البرجين، ومن الفريد في القلعة إطلالتها على الجبال والمسطحات الخضراء؛ مما جعلها مزاراً سياحياً طبيعياً وخلاباً، كما أنّها أضحت وجهة مميزة للباحثين عن المغامرات والاستمتاع بالأجواء.
قلعة عسفان
أحد أشهر المعالم التاريخية التي تتميز بموقع إستراتيجي؛ حيث تقع في قمة بتل عسفان، وتتبع إدارياً محافظة جدة، وعلى الطريق الرئيسي بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
القلعة التي بُنيت من صخور البازلت وذكرها الرحالة ابن جُبير الأندلسي، لم يُحدد المؤرخون توقيت بنائها إلا أنّ البعض منهم أرجع ذلك إلى العصر العباسي، وأُعيد بناؤها في العصر العثماني، وقد شُيدت في الأساس لحماية أفواج الحجاج والإشراف عليهم.
تعتلي القلعة التي لا تتجاوز مساحتها 260 متراً مربعاً، جبلاً لا يزيد ارتفاعه على 20 متراً عن سطح الأرض، وللقلعة ١٠ أبراج، كما أنّ سطحها موزع لستة عشر قسماً، ولها سرداب لمدخله سلالم من الأعلى، كما واستحدثت بلدية عسفان لها سلالم خارجية بطول ٤٠ م، تُمكن الزائرين من الصعود إليها.
قلعة المعظم
قلعة المعظم هي قلعة أثرية تقع جنوب شرق مدينة تبوك، أنشئت عام 1622م في عهد السلطان العثماني عثمان الثاني؛ أي أنّ عمرها يزيد عن ٦٠٠ عام، وسُميت بهذا الاسم نسبةً إلى الملك الأيوبي المعظم، واستُخدمت لحماية بركة المعظم ومحطة سكة الحديد من المفسدين؛ إضافةً إلى حماية ومراقبة الحجاج، وهناك العديد من النقوش على جدرانها التي تُشير إلى ذلك.
قلعة الشهوان
تقع هذه القلعة التراثية في وسط البلدة القديمة في مدينة تيماء، وهي مجاورة للمَعْلم الأثري الشهير «بئر هداج».
عبّرت هذه القلعة عن الهوية الثقافية لمدينة تيماء، كما جسّدت عبق الماضي وأصالة الأجداد، التي تجلّت بشكل واضح في التراث العمراني الفريد للقلعة، والذي مازال شاهداً بعناصره المعمارية على ذلك التاريخ المجيد.
لمشاركة في الحملة:
يمكن لكل من يرغب في المشاركة إرسال ما يريد التعبير عنه في فيديو أو صورة أو تسجيل صوتي أو رسالة مكتوبة إلى البريد الإلكتروني للحملة:
أو:
كما يمكن إضافة الاسم والمدينة ورقم الهاتف لمن يرغب بالتواصل معه مباشرة.
أو عن طريق الرابط التالي:
