ساد ليلة الجمعة وصباح اليوم السبت حزن كبير مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب؛ بعد اكتشاف جثة الطفل عدنان الذي توفي بعد تعرضه للاغتصاب والقتل أمام حديقة الحي الذي يقطن فيه في طنجة شمال المغرب.
وكان عدنان الذي يبلغ 11 سنة من العمر، قد اختفي من الحي الذي يقطن فيه مع أسرته بداية الأسبوع الجاري، وانطلقت حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عنه أطلقها عدد من أفراد عائلته، وبالفعل تعاطف الجميع مع الخبر وتشارك رواد الفاايسبوك وكل المواقع صور الطفل عدنان؛ بل رصدت كاميرا لاحد المحلات بالحي الذي يقطن فيه الطفل مرافقته لأحد الأشخاص الذي ظهرت ملامحه جليا، ويبدو شابا في مقتبل العمر يرتدي عباية منزلية ويضع نظارات طبية.
خرج ولم يعد
خرج الطفل عدنان لاقتناء دواء من الصيدلية المجاورة فقد تعود على قضاء بعض الاغراض لوالدته بالقرب من محلات تجارية وسط الحي الآهل بالسكان، واستمرت حملة واسعة انخرط فيها سكان الحي والمدينة والمغرب بكامله عبر تقاسم صور وفيديو الشخص المشتبه فيه، كما اهتمت وسائل إعلام رسمية بالمغرب بالحدث الذي انتشر بشطل واسع ومؤثر ليتم الإعلان عن الخبر الذي تخوف منه لجميع وهو اغتصاب وقتل عدنان.
بلاغ الشرطة
نزل الخبر كالصاعقة حيث تم العثور على جثة عدنان هامدة مدفونة في تراب إحدى الحدائق العمومية قريبا جدا من البيت. وقال بيان المديرية العامة للأمن الوطني الذي صدر ليلة الجمعة أن عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، تمكنت مساء أمس الجمعة 11 سبتمبر الجاري، من توقيف شخص يبلغ من العمر 24 سنة، مستخدم في المنطقة الصناعية بالمدينة، وذلك للاشتباه في تورطه في ارتكاب جناية القتل العمد المقرون بهتك عرض قاصر.
وكانت مصالح الأمن بمنطقة بني مكادة بمدينة طنجة قد توصلت يوم الاثنين المنصرم ببلاغ للبحث لفائدة العائلة، بشأن اختفاء طفل قاصر يبلغ من العمر 11 سنة، قبل أن تكشف الأبحاث والتحريات المنجزة أن الأمر يتعلق بواقعة اختفاء بخلفية إجرامية، خصوصا بعدما تم رصد تسجيلات مصورة تشير إلى احتمال تورط أحد الأشخاص في استدراج الضحية بالقرب من مكان إقامة عائلته.
وقد أسفرت عمليات البحث والتشخيص التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية مدعومة بمصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني عن تحديد هوية المشتبه فيه، الذي يقطن غير بعيد عن مسكن الضحية، قبل أن يتم توقيفه والاهتداء لمكان التخلص من جثة الضحية.
واضاف البيان ان المعطيات الأولية للبحث تشير إلى أن المشتبه فيه أقدم على استدراج الضحية إلى شقة يكتريها بنفس الحي السكني، و اعتدى عليه جنسيا متبوع بجناية القتل العمد في نفس اليوم وساعة الاستدراج، ثم عمد مباشرة لدفن الجثة بمحيط سكنه بمنطقة مدارية.ويضيف البلاغ
انه تم إيداع المشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث التمهيدي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات ارتكاب هذا الفعل الإجرامي الذي كان ضحيته الطفل القاصر، والذي تم إيداع جثته بالمستشفى الجهوي بالمدينة رهن التشريح الطبي.
وفاة جدة الطفل
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا مختلفة وتعازي منذ إعلان الخبرالفاجعة، وطالبوا بالقصاص من الجانب باقصى العقوبات وإعدامه.وانتشرت تدوينات مختلفة تعزي عائلة عدنان بوشوف التي تعاطف معها الرأي العام المغربي وتقاسم صورا جميلة لعدنان بابتسامته الطفولية، وهو يضع كمامته تحت ذقنه بل وحتى وهو يرافق المغتصب المعلوم كان يمضي إلى جانبه وهو يضع كمامته احترازا من عدوى الكوفيد 19، لكن فيروس الاغتصاب والقتل لم يحسب له حساب، ولازال مفترسو الأطفال يعيشون في زمن كورونا. الأدهى والأمر أن جدة عدنان توفيت بعد سماع الخبر بلحظات.والحقيقة أن عائلة الطفل نجحت في إيصال صوتها والتواصل بفعالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بما في ذلك الأب والعم والجد لكن قبضة المغتصب كانت أسرع بعد أن ارتكب جريمته في نفس اليوم الذي استدرج فيه عدنان .