طرح الفنان الشاب هذال السليمان، الذي فقدَ بصره منذ ولادته وعوَّضه الله بصوت شجي، أغنيةً جديدة بعنوان "العين بصيرة" من وحي الفلكلور الشعبي.
ومن المتوقَّع تداول الأغنية بشكلٍ واسع في اليوم الوطني السعودي الـ 90.
ويؤمن هذال، الذي دخل عالم الغناء قبل خمسة أعوامٍ، بأهمية مشاركة الفنان في كل المحافل والمبادرات الوطنية، وتمثيل بلاده فيها، وهو ما دعاه إلى تقديم عديدٍ من الأعمال الوطنية والاجتماعية والعاطفية.
"سيدتي" استضافت الفنان السعودي، وسألته عن تفاصيل أغنيته الجديدة، وما يحتاج إليه الفنانون الشباب ليبرزوا فنياً.
تطور ملحوظ
بدايةً، أكد الفنان هذال السليمان، الملقَّب بـ "سفير ذوي الإعاقة البصرية"، والعضو في مشروع أكاديمية الإرادة، أن "الفن في السعودية يشهد منذ سنواتٍ تطوراً ملحوظاً، لم يأتِ من العدم، بل نتيجة الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية لاكتشاف المواهب الوطنية، على رأسها هيئة الترفيه، التي تواصل تقديم مبادراتها دعماً للشباب، وتبذل جهوداً عظيمة لتشجيعهم وإبرازهم، وهذا ما رأيناه في المواسم السياحية التي أطلقتها تحفيزاً للشباب، وتعزيزاً لمواهبهم، إضافة إلى تقديمهم للجمهور بالصورة المثالية".
الأعمال الوطنية
وتطرق في حديثه إلى الأعمال الوطنية، ورؤيته لها، مؤكداً حرصه وتصميمه على تقديم هذا النوع من الأغنيات بهدف تسليط الضوء على الموروث الشعبي الأصيل للسعودية، والإنجازات الوطنية العظيمة، كاشفاً عن أنه طرح هذا العمل على عددٍ من الشركات الفنية، وعندما لم يجد منها الاستجابة المطلوبة، قرر تقديمه بنفسه، مشدداً على أهمية مشاركة الفنانين في المبادرات الوطنية، مشيراً إلى أن الفنان الذي لم يقدم أي عملٍ وطني في مسيرته لا يعدُّ فناناً، موضحاً أن هذه الأعمال تحديداً تترك بصمة مميزة في تاريخ الفنانين.
وعن أعماله الوطنية، قال هذال: "قدمت في مسيرتي الفنية ثلاثة أعمال وطنية أخرى، كما ركزت على الأعمال العاطفية التي تُميِّز الساحة الفنية حالياً، إضافة إلى اهتمامي بالأعمال الاجتماعية". مضيفاً "حرصت في أعمالي الوطنية على إبراز إبداعات أبناء الوطن الغالي، وتسليط الضوء على ثقافتنا الأصيلة، وما نتميز به اجتماعياً، لا سيما بعد إطلاق الرؤية السعودية 2030". كاشفاً عن أنه شارك بدعمٍ من وزاراتٍ وجهات رسمية في البلاد في تمثيل السعودية في محافل خارجية عدة، منها في الكويت، مثل المهرجان المسرحي الخليجي الخامس للأشخاص ذوي الإعاقة عام 2019 بدعمٍ من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية.
دعم المواهب
وأكد هذال أن الفنانين الشباب في السعودية يحتاجون إلى دعمهم من قِبل شركات الإنتاج حتى يقدموا أعمالاً جيدة وقوية، قائلاً: "نتمنى من باب المسؤولية المجتمعية أن تقوم الشركات عامةً، وشركات الإنتاج بشكل خاص بدعم المواهب الوطنية بشكلٍ أكبر، كما نطلب من هيئة الترفيه أن تفتح المجال أكثر للإنتاج الفني، فالكلمات والألحان التي بين أيدينا إن لم تُترجم بإنتاجٍ احترافي، فسنخسرها كأغنية وطنية تفيد الجميع".
لا ننتظر الفرص
واختتم الفنان السعودي كلامه بالحديث عن موضوع الفرص الفنية، مؤكداً أن "الموهوب يجب ألَّا ينتظر الفرص فقط، فهي قد لا تأتي، لذا يجب عليه أن يقدم نفسه بشتى الطرق، ومن جهتي سبق وأن تعاونت مع عديدٍ من الشعراء، منهم الشاعر تركي السكران، والشاعر عبدالرحمن السعيد، والشاعر ماجد الرتيق، والشاعر تركي السويدان، ووالدي الشاعر فارس السليمان، الذي كتب لي أغلب أعمالي الوطنية والعاطفية والاجتماعية، ولحَّنها لي أيضاً، مع الملحن عاشق وطن، إضافة إلى تلحيني عدداً من أعمالي بنفسي، إذ إنني أعزف على البيانو، والعود ببراعة، وإن شاء الله هناك تعاونات مستقبلية قوية لي مع شعراء وشاعرات متميزين".