لم يجف بعد سيل النقاش حول جريمة اغتصاب ومقتل الطفل عدنان بمدينة طنجة، على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي حول الحلول والطرق لوقف ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال، أو ما يعرف بالبيدوفيليا، حتى أوقفت سلطات المدينة نفسها شخصا يبلغ من العمر 36 سنة، وذلك للاشتباه في تورطه في قضية تتعلق بالتغرير بطفل قاصر يبلغ من العمر 11 سنة ومحاولة تعريضه لهتك العرض.
وغير بعيد عن مدينة طنجة، وبالضبط في منطقة قروية تسمى "زميج" اهتز الرأي لعام المغربي من جديد،على وقع حادث اغتصاب "فقيه" معلم للقرآن لتلميذاته القاصرات داخل مدرسة قرآنية منذ مدة سنوات.
اعتراف الفقيه
وكشف المحامي عبد المنعم الرفاعي، حسب وسائل إعلام مغربية ،أن "فقيه الزميج" اعترف أمام النيابة العامة بمحكمة طنجة، بشكل صريح بجميع الأفعال المنسوبة إليه بخصوص اغتصاب عدة قاصرات.
وأضاف المحامي، في تصريح صحفي، بعد جلسة الاستماع أمام النيابة العامة، أن المحكمة أوقفت المشتبه به بناء على شكاية من الضحايا، اللائي وصل عددهن لحد الآن إلى 6 قاصرات.
وأشار إلى أن النيابة العامة أحالت القضية على قاضي التحقيق بنفس المحكمة، حيث استنطق المشتبه به في إطار الاستنطاق التمهيدي، وقرر تأجيل جلسة الاستنطاق التفصيلي إلى يوم 6 أكتوبر 2020، حتى يتسنى الاستماع للضحايا وأولياء أمورهن، ومن المحتمل أن يقوم بمواجهة بين المتهم والمشتكيات الست.
وذكرت تقارير إعلامية أن الأخير اعترف ببعض التهم المنسوبة إليه، والتي تتعلق بالاستغلال الجنسي ومحاولة هتك العرض، وهي التهم التي تصل عقوبتها إلى أزيد من 7 سنوات سجنا نافذا.
أصل الحكاية
القصة بدأت قبل نحو 7 سنوات، لكنها تفجرت يوم الأربعاء المنصرم، حين أفصحت طفلة عن تعرضها لاعتداء جنسي على يدي الفقيه الذي يدرسها القرآن الكريم، قبل أن تنضاف إليها طفلات أخريات كشفن عن حقائق متطابقة بعد طول صمت بسبب "الخوف".
وقال آباء بعض الطفلات في شكايات وجهوها إلى القضاء، إن بناتهن تعرضن لهتك العرض والاعتداء الجنسي من طرف الإمام المذكور طيلة 4 سنوات في الغرفة التابعة للمسجد حيث يحفظن القرآن، لكنهن لم يفصحن عن أي شيء بسبب عدم معرفتهن بخطورة الأمر حينها بحكم صِغر سنهن، ونظرا للتهديد الذي كان يمارسه "الفقيه" بحقهن حسب ما قالت لهن بناتهن.
ألقي القبض عليه
وكانت السلطات الأمنية قد ألقت القبض على المشتبه فيه، عصر يوم الخميس الماضي للتحقيق معه في ملابسات القضية التي هزت الرأي العام المحلي والوطني، خصوصا وأنها تأتي أياما قليلة بعد اعتقال المتهم الرئيسي في قضية اغتصاب وقتل الطفل عدنان.
ووفق تصريحات أفراد من الأسر الذين تقدموا بشكايات، فإن المتهم داوم على استغلال الفتيات القاصرات اللواتي يحفظهن القرآن، على مدى سنوات، ابتداء من سنة 2013، قبل أن يُكتشف أمره ،بعد تسجيل شكاية من طرف عائلة طفلة تعرضت للاعتداء.ولازال الرأي العام المغربي يترقب أطوار محاكمة الفقيه وسط سخط عارم من المغاربة في وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما انضافت القضية لمأساة الطفل عدنان الذي خلق تعاطفا كبيرا ومطالبات حثيثة بإعدام الجاني وسط نقاش حاد عن عقوبة الإعدام وطرق اخرى لعقاب مغتصبي الأطفال عامة.