جَرَت العَادة أنْ أَجْرُد -في كُلِّ سَنَة- تِلك الشَّتائِم التي تُوجَّه لِي؛ مِن خِلال تَعليقات القُرَّاء في مَواقع التَّواصُل الاجتمَاعي، مِثل «تويتر أو فيسبوك»، وغَيرهمَا مِن الوَسَائِط..!
ونَظراً لأنَّني ديمقراطي، وأُرحِّب بالرَّأي الآخر -قَولاً وفِعلاً- فإنَّني أقبَل بِهِ مَهمَا كَانت قَسوته، وهَذا لَيس فَضلاً منِّي ولَا كَرماً، بَل مِن حَقِّ النَّاس عَليَّ أنْ أَقبَل نَقدهم، كَما أنَّ مِن حقّي عَليهم أنْ يَقبلوني؛ حِين أَطلُّ عَليهم مِن هَذه الجَريدَة في كُلِّ صبَاح..!
إنَّني أُحب التَّجديد في كُلِّ شَيء، حتَّى في عَالَم الشَّتائِم، لذَلك سأَكتُب قَائمة بأكثَر الشَّتائِم؛ التي وَاجهتني هَذا العَام حتَّى لا تَتكرَّر، وأَرجو ممَّن يَشتمني بأنْ يَبحث عَن شَتائِم تَكون مُوديلاً جَديداً، يُمثِّل سَنَة 2020م..!
مِن أبرَز الشَّتائِم التي تَصلني قَول بَعضهم: «لَيتهم رَقدوا»، إضَافةً إلَى عبَارة «أنتَ تَكتب للبَحث عَن الشُّهرَة»، كَذلك تَتكرَّر عبَارة «والله مَا حَد درى عَنك»، ولا تهون عبَارة «أنت مصدّق نَفسك إنَّك كَاتِب»، وعبارة «ضُف وَجهك وشُوف لَك شُغلة غير الكِتَابة»، كَمَا تَصلني دَائماً عِبَارة «يَا صَبر الأَرض عَليك»، وعِبَارة «أنتَ غَثيث»، و«أنتَ سَاذِج» ومن الشتائم أيضاً أن هناك من يقول بأنني لا أكتب وأن هناك مقاول بالباطن يكتب لي، وهناك من يقول بأنني حمار لا أفهم ولو كنت حماراً لاعترفت وافتخرت ولكن كيف أدعي ما ليس لي..!
أمَّا أجمَل العِبَارات فهي عِبَارة «أنَا غَاسِل يَدي مِنك»، وهَذه العِبَارة جَميلَة، لأنَّني أَشعُر أنَّ «العَرْفَج» بمَقَالاته سَاهم بنَظافة المُجتمع، مِن خِلال غَسل اليَدين، اللتين ثَبَتَ عِلميًّا أنَّهما أحَد أسبَاب انتقَال فَيروس «كورونا» مِن شَخصٍ إلَى شَخص..!
في النهاية أقول:
هُنَاك شتيمَة تَحتاج إلَى تَوقُّف، فمَثلاً أحدهم يَقول: «والله إنِّي أَكرَهك»، ولَا أَدري مَا عِلاقة الحُب والكُرْه في الكِتَابة؟ فلَو كَرهني النَّاس أو أَحبّوني؛ فإنَّ ذَلك لَا يُغيِّر مِن الحَقيقة شَيئاً..!
يَا قَوم، يَا مَن تَشتمونني وتَشتمون غَيري، لقد شَبعتُ مِن هَذه الشَّتَائِم، وأصبَحَتْ مُكرَّرة، لذَلك ابْحَثُوا عَن شَتَائِم فِيها الجدة والطَّراوة، والإبدَاع والتَّأثير، وإذا كنتم مصرين على الشتائم فابتكروا كلمات جديدة مثل، يا درج، يا مدعي الكتابة، يا ثقيل الدم، يا وجه الطينة ويا حمار الظهيرة.