زار فريق من الجيولوجيين موقعاً في محافظة صبيا بمنطقة جازان في السعودية بعد أن بعث أحد المواطنين برسالةٍ إلى هيئة المساحة الجيولوجية، أبلغها فيها بوجود مواقع للذهب بالقرب من محافظة صبيا.
وقال ناصر الجحدلي، كبير الجيولوجيين: "بعد تلقي الرسالة تمَّ توقيع الموقع المذكور على الخرائط والمصوَّرات الجوية، وصور الأقمار الاصطناعية، وتحديد البصمة الطيفية له، والتحقق من وجود مواقع أخرى بالمنطقة، من ثم تمَّ زيارة المواقع المستهدفة، وتبيَّن أنها عبارة عن عروق من المرو، تقطع صخور الديوريت، ويتراوح سُمكها بين نصف متر إلى سنتيمترات عدة، وتغطي مساحة شاسعة، وتعدُّ من البيئات الجيولوجية المشجعة لوجود الذهب في المنطقة، حيث تمَّ جمع عديدٍ من العينات لتحليلها، ومعرفة تركيز الذهب فيها".
بينما أكد عبدالله الجهني، كبير الجيولوجيين، أن منطقة جازان أسوة بجميع مناطق السعودية تحتوي على عديدٍ من المواقع المعدنية بشقيها الفلزي واللافلزي، مشيراً إلى أن عدد المواقع المعدنية في المنطقة، يبلغ ٤١ موقعاً، منها ٣٩ موقعاً للمعادن والصخور الصناعية، والحجر الجيري، والرخام، والحجر الرملي، والملح، والرمال السوداء، والكيانايت، وتمثل ٩٥% من إجمالي المواقع، أما المواقع الفلزية فممثلة بموقعَين لخام الحديد.
وقال الجهني: "جميع هذه المواقع تمَّ اكتشافها أثناء أعمال المسح الإقليمي للمنطقة بمقاييس رسم مختلفة من قِبل جهات عدة، منها وكالة الوزارة للثروة المعدنية، والبعثاث الجيولوجية، كالفرنسية والأمريكية قبل نحو ٤٠ عاماً، وحالياً تأخذ هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، منذ إنشائها، على عاتقها القيام بأعمال المسوحات الإقليمية والاستكشاف المعدنية في السعودية.
وأوضح الجهني، أن المسوحات والاستكشافات السابقة لم تشر إلى وجود مواقع لخامات الذهب في منطقة جازان، وخلال هذه الرحلة الاستطلاعية للمنطقة تمَّ التعرف على عدد من المواقع لخامات الذهب المصاحبة لعروق المرو، وبناءً على نتائج التحاليل الكيميائية للعينات، سيظهر مدى جدوى استمرار العمل في هذه المواقع، لكنَّ الاستطلاعات الأولية مبشرة بالخير إن شاء الله.
وذكر أن جميع المواقع المعدنية التي تمَّ الإشارة إليها سابقاً، هي موثقة ومحفوظة في قاعدة البيانات الجيولوجية الوطنية لعلوم الأرض، أو ما يُطلق عليه نظام التوثيق للمواقع المعدنية الـ MODS، إذ يتم وضع جميع المعلومات والبيانات الفنية للمواقع المعدنية على المنصة، أو بوابة الهيئة الإلكترونية، لتكون في متناول أيدي المستثمرين والباحثين في مجال علوم الأرض.
فيما كشف الجيولوجي زبن مطر الحربي، رئيس قسم المعادن الفلزية، عن أن هذه الزيارة الاستطلاعية لعدد من المواقع ذات المؤشرات الجيدة لوجود الذهب بعروق الكوارتز تعدُّ الخطوة الأولى.
وقال: "سيتبع هذه الخطوة زيارات للدراسات الجيولوجية التفصيلية في حال ظهور نتائج مشجعة للذهب من العينات التي تم جمعها". لافتاً إلى أن "الدراسات التفصيلية تشمل جمع المزيد من العينات، ورسم الخرائط، وعمل قطاعات جيولوجية، وكذلك إجراء دراسات جيوفيزيائية لمعرفة امتداد العروق بالأعماق، وفي مراحل متقدمة سيتم حفر آبار استكشافية لحساب المصادر المتمعدنة، وتحديد الجدوى الاقتصادية للمواقع".