أعلن الفنان المغربي نعمان لحلو عن امتناعه من الاستفادة من الدعم الذي خصصته وزارة الثقافة لمشروعه الفني ضمن لائحة من المشاريع الفنية من أجل دعم الأغنية المغربية، مطالبا الوزارة بأن تحول المنحة المخصصة لمشروعه الفني إن هي شاءت إلى صندوق «كوفيد 19».
وقال لحلو في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، جاء فيها: "لقد امتنعت عن أخذ الدعم مع توقيف تنفيذ الإنتاج لأعمالي الفنية في الوقت الراهن، رغم أن دعم الدول للمشاريع الثقافية والرياضية والفنية مقاربة تتسم بالعمومية على المستوى العالمي".
وأضاف لحلو في ذات التدوينة: "تعاقدنا منذ عقود على الوصال الفني والإنساني على أساس الوضوح والشفافية، ولأن الموقف يستدعي المصارحة، فإني التزاما بذات المبدأ ووفاء لما تقاسمناه من مصداقية، وحرصا على الإبقاء على محبة المغاربة ودعمهم الذي يغنيني كل أنواع الدعم المادية والعينية،فإنني أعلن امتناعي عن أخذ الدعم". رغم أن مِنَح هذا النوع من الشراكات في الإنتاج تذهب افتراضا لدعم الإنتاج، ورغم أنني أشتغل في إطار ممأسس يحقق الشفافية الضريبية ويضمن العيش لمجموعة من الأسر، وتفاديا لأية حساسيات، قد تصدر من بعض الزملاء الفنانين، الذين لم يستفيدوا هذه السنة".
وتابع ذات المتحدث أن قراره هذا قد اتخذه: "احترام المغاربة وارتقائه بهم ومن أجلهم، وكذا حرصه على عدم التموقع في مناطق مشبوهة، وحتى لا يكون هنالك أي سوء تقدير أو فهم أو تأويل".
قام بالمثل
وعلى نفس المنوال أعلن الفنان المغربي سعيد مسكر، عشية أمس عن، تنازله عن حصته داعيا إلى تحويلها للمساعدة في إنشاء المرافق الحيوية والضرورية. وقال مسكير في تدوينة عبر حسابه على "انستغرام": "أشكر السيد وزير الثقافة على ثقته في المشروع الذي تقدمت به للاستفادة من دعم الوزارة المخصص للموسيقى والغناء".
وأضاف مسكر: "ألتمس بكل أدب واحترام وبعيدا عن أي خلفية تحويل هذا الدعم للمساعدة في إنشاء مرافق حيوية وضرورية في المناطق الأكثر حاجة و تضررا في هذه الظروف التي تعيشها البلاد".
يذكر أن لائحة أسماء الفنانين الذين استفادوا من الدعم المالي من وزارة الثقافة خلفت غضبا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وكذا العديد من الفنانين الذين انتقدوا معايير اختيار الفنانين.
اخترت الهروب
كما خرج الفنان الشعبي سعيد الصنهاجي عن صمته في فيديو موثق بالصوت والصورة بعد الضجة التي أثيرت في هذا الخصوص بقوله: "طيلة مساري المهني الطويل، لم أستفد قط من الدعم وإن تكلمت عنه فلن أتردد في الضحك على نفسي، فلا حاجة لي به وليس لدي ما أفعل به".
وأوضح أنه اختار الهروب للبحث عن رزق آخر وحياة جديدة وهو يضع الأصبع على مآل الأغنية الشعبية ويتساءل في الوقت ذاته عن هوية الفنانين المستفيدين من الدعم.
وذرَف الدموع وهو يزيح النقاب عن الوضعية المزرية التي يتخبط فيها من وصفهم بـ "فنانين كبار" أثروا الخزانة الفنية، غير أنهم وجدوا أنفسهم على حافة الهاوية، قبل أن يوجه إلى وزير الثقافة عثمان الفردوس، عبارات قوية تنطوي على لغة العتاب: "حرام عليك أ السيد الوزير، فنانين كيموتوا".
توزيع غير عادل
الكوميدي عبد الرحيم التونسي الملقب بعبد الرؤوف عبر في اتصال مع سيدتي نت، أنه غير راض تماما عن الدعم الذي وجه لبعض الفنانين دونا عن زملائهم مع أنهم من الرواد وأغنوا الساحة الفنية في المغرب، ويضيف الكوميدي عبد الرحيم:" لطالما أنتجت مسرحيات من مالي الخاص سواء جنيت منها او لا ، ولم أحصل يوما على دعم من وزارة الثقافة، أنا لست ضد من حصلوا على الدعم لكنني ضد التوزيع الغير العادل ، هناك فنانون يعانون في صمت لكنهم يتعففون عن السؤال، كفى من العبث ".
ليس من حقك رفض الدعم
في نفس السياق ،أكد الفنان المغربي، محمد الشوبي، أن الدعم الذي حصل عليه الفنان المغربي نعما لحلو مستحق، ولا غبار عليه فهو من أجل إنتاج مادة فنية تغني الخزانة الفنية الوطنية، وليس ريعا أو نهبا للمال العام كما يدعي البعض.
وقال الشوبي في رسالة وجهها لنعمان لحلو: "سيدي المحترم بهذا الإجراء الذي تقوم به ستدفع العديد من الناس للتشكيك في بقية من حصل على الدعم وتشبث بحقه وحق العاملين معه فيه، وستصبح الوزارة كأنها تقوم بفعل غير قانوني، ويتمكن أعداء الفن والفنانين ركوب صهوتك كأنك حصان طروادة الذي يجعلهم يجهزون على مملكة الفن".
وتابع قائلا: "سيدي فلا أنت لص للمال العام ولا الوزارة تخرق القانون ولا العاملين معك لا يستحقون العيش بكفاف وعفاف، من أغضبك سيدي لن تجده يطبطب عليك يوم ضائقتك، لا قدر الله".
قدم توضيحات
وخرج عثمان الفردوس وزير الثقافة والشباب والرياضة، ليقدم "بعض التوضيحات" بخصوص هذه العملية، مشيرا إلى أن "الضربة القوية التي تلقاها النشاط الثقافي من الجائحة، تركت الكثير من الفنانين بدون أي وجهة ولا أفق في الرعاية أو الاحتضان"، مشددا على أن "الدعم عن طريق طلبات عروض مشاريع لا يمكنه أن يقوم مقام تعميم التغطية الاجتماعية".
وأوضح الفردوس أن "الشفافية تعتبر من شروط العمل العمومي"، فيما "يعتبر الولوج إلى المعلومة حقا مكفولا للمواطنين"، وعلى هذا الأساس "تم بشكل كامل نشر نتائج طلبات عروض مشاريع على موقع الوزارة لضمان الوضوح فيما يخص استعمال المال العام".
واستدرك بأن حجم الأضرار التي لحقت القطاع الفني بسبب فيروس (كورونا) دفعت وزارته إلى "تعبئة الصندوق الوطني للعمل الثقافي لإطلاق طلبات عروض المشاريع الفنية كدعم استثنائي، من خلال "التكييف المدرج في دفتر التحملات لمواجهة إكراهات منع التنقل والتجمعات، والتي لها تداعيات إدارية كان من الواجب استباقها"، و"تضاعف عدد المشاريع المرشحة ثلاث مرات سنة 2020، حيث مرت من 327 سنة 2019 إلى 1096. كما أن عدد المشاريع المستفيدة عرف زيادة من 155 مشروعا سنة 2019 إلى 459 مشروعا سنة 2020، أي أنه تضاعف ثلاث مرات كذلك".
وأشار الفردوس إلى أن الغلاف الكلي البالغ 37 مليون درهم (3,7 مليون دولار) عرف زيادة 30 بالمائة مقارنة بدعم 2019، رغم عدم بلوغه الرقم القياسي لسنة 2016 بغلاف 40 مليون درهم(4 مليون دولار).
