قصص للأطفال قبل النوم عادة جميلة تواظب عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، ويسعد بها الأبناء فرحين بقربهم من والدتهم، وحتى يكبر قلبهم بالمعاني الجميلة، وقصة "جملة مفيدة" واحدة من القصص التي توضح أهمية الكتاب وفائدة عادة القراءة للطفل..وتأثيرها النفسي والاجتماعي
أنا "عمر"، سني 11سنة، بالصف السادس الابتدائي، أحب قراءة القصص والألغاز، الكتاب صديقي منذ أن كنت طفلاً، وبعد أن علمني أبي القراءة صغيراً، فكنت أول من يستيقظ بالبيت لقراءة قصة قبل موعد تناول الإفطار والذهاب للمدرسة
أصعد بهدوء على الكرسي لأفتح المكتبة التي وضع فيها أبي القصص المصورة والكراسات الملونة - والتي كان يجلبها لي في كل مناسبة كهدية محببة- وأنتقي ما أريد
اليوم أصبحت أجيد القراءة والكتابة، بتُ أنتقي وحدي الكتب والقصص التي تجذبني بالمكتبات ومعارض الكتب ، ولا أكتفي بالقراءة عبر ألنت أو "التاب"، أحب تصفح الكتاب بين يدي، أقلب أوراقه بأصابعي
والجديد وما رغبت في إخباركم به أصدقائي وصديقاتي ، أنني أصبحت أحمل لقب، "صاحب الجملة المفيدة" أطلقتها عليّ معلمتي في الفصل ، وعرفها معظم زملائي بالمدرسة وكذلك أصدقائي بالنادي؛ في نهاية كل درس تطلب مني المعلمة إضافة جملة جديدة مفيدة أعرفها عن الموضوع الذي تتكلم عنه وتشرحه
وهذا جعل معلمتي تُشركني في مسابقة للقراءة والمعلومات على مستوى المدارس، استعددت لها واستعنت بوالدي ليحضر لي كتباً تضم معلومات أكثر، ودخلت المسابقة وأحرزت نتائج مبهرة
وقبل النتيجة النهائية وأمام قلقي وحيرتي، أخبرتني أمي - لتدخل الفرحة والأمل إلى قلبي- بأن زميلة لي بالفصل شاهدتها منذ عامين بفناء المدرسة يوماً، فقالت لها بطفولة جميلة: "عمر شاطر جداً يا طنط، يعرف حاجات ما نعرفها"
ضحكنا معاً، وجاءت النتيجة موفقة؛ الأول في المسابقة على مرحلة الابتدائية
والآن أصبح فخري واعتزازي بنفسي كبيراً؛ بفضل المعلومات التي استطعت تخزينها بعقلي من قراءتي، ونفعتني في دراستي وربما مستقبلي بعد ذلك، هكذا كان يقول أبي ويكررها
وأنا أقول: أحب القراءة، والكتاب رفيقي وقت فرحي وحالة ضيقي
وسط أسطر الصفحات أسافر إلى بلاد بعيدة وأعرف شخصيات جديدة
أتعلم الحكمة وأدرك قيمة الاجتهاد وكيف يكون السعي لتحقيق الآمال؟
فهل تشاركونني هذا الزهو الجميل؟ هل تحبون القراءة مثلي، لينطق لسانكم بكل مفيد؟
هل ستجعلون من الكتاب صديقاً ورفيقاً، ومعلماً؟