أختتم مركز لندن للبحوث والاستشارات ومقره العاصمة البريطانية لندن مؤتمره الدولي العاشر والثاني على المنصة الافتراضية بالتعاون مع مدارس الفجر النموذجية بالقدس، على مدى 3 أيام متواصلة في الفترة من 27 الى 29 سبتمبر أيلول 2020 بعنوان "التعليم في الوطن العربي تحديات الحاضر واستشراف المستقبل "، عبر خمسة محاور تتعلق بقضايا التربية والتعليم وكيفية إيجاد حلول عملية لمشكلات التعليم العربي للحاق بركب العالم المتقدم"
عشرة أعوام على إنشاء مؤتمر التعليم في الوطن العربي
وبهذا الخصوص، قال مدير عام المؤتمر، مدير عام مركز لندن للبحوث د.محمد عبد العزيز: "أقام المركز تسعة مؤتمرات علمية دولية خلال السنوات السابقة وبناء على توجيهات رئيس المركز أ.د ناصر الفضلي اجتهد فريق عمل المركز ليكمل عشرة مؤتمرات بمناسبة مرور عشرة أعوام على إنشاءه بالعاصمة البريطانية لندن، فكان التعاون مع مدارس الفجر النموذجية التي أحسنت التعاون في إتمام المؤتمر الدولي العاشر حول قضايا التعليم برئاسة المدير العام ورئيس المؤتمر د.خالد الدويك الذي وفر كافة الإمكانات لإنجاح المؤتمر والمنسق العام أ.محمد وحيد الذي بذل طاقة وأظهر احترافية في الأداء".
وتابع عبد العزيز : "في ظل ما تواجه الأنظمة التربوية في الوطن العربي من تراجع على عدة أصعد ومقابل تحديات متنوعة ومتعددة، ندعو إلى ضرورة إعادة النظر في الجوانب المختلفة للعملية التربوية. لذلك اجتمعت إدارة كلّ من مدارس الفجر الجديد النموذجية بالقدس ومركز لندن للبحوث والاستشارات وقررا التعاون فيما بينهما نحو إقامة مؤتمراً دولياً يستقطب عدد من العلماء والباحثين والاختصاصيين العرب في مجالات العلوم التربوية المختلفة لعصف الذهن ولتبادل الأفكار والمعارف والانجازات ومناقشة التعليم في الوطن العربي، من حيث وضع الأيدي على تحديات الحاضر ومحاولة تشخيصها و استشراف مستقبل آفاق التعليم لاسيما في القدس، وذلك من خلال أوراق بحثية متخصصة في العلوم التربوية المختلفة".
وقالت رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر د. نضال حماد: "ناقش المؤتمر 60 بحثاً علمياً في عدد من المحاور"، ومنها محور القيادة التربوية في ظل التعليم الحديث المعاصر، قضايا معاصرة في التربية الخاصة، تكنولوجيا التعليم و التعلم، القيادة التربوية وضمان الجودة ووسائل الإعلام و دورها في التنشئة.
ومن بين 13 جلسة علمية ترأسها نخبة متميزة من كبار الأساتذة الأكاديميين والمتخصصين من الجامعات العربية، اختارت إدارة المؤتمر 21 بحثاً هي الأكثر حصولاً على درجات التقييم تصدرتها ستة أبحاث من فلسطين للباحثتين سارة إبراهيم ونادرة حمد، من الجزائر للباحثة د . حنان حاجي، من مصر للباحثة د.هناء الخولي، ومن المغرب للباحث د.محمد الرياحي، ومن السودان للباحثين سعيد موسى ومحمد خريف، ومن الكويت الباحثة أ. سارة كميخ.
توصيات مؤتمر التعليم في الوطن العربي
وأكد رئيس المؤتمر د. خالد دويك أن المؤتمر نجح بفضل الله ثم جهود القائمين عليه في بلوغ أهدافه ورسالته، راجياً أن تجد توصياته وعددها 14، صدى لدى صناع القرار لإصلاح الخلل في ملفات التعليم العربي في الدول العربية، ومن هذه التوصيات:
- ضرورة العمل على إصدار منشور خاص (كتيب) بمثابة موسوعة متخصصة تضم مختلف المفاهيم والمصطلحات المتعلقة بالرقمنة وتطبيقاتها المختلفة المتعلقة بمجال التعليم والسعي في توحيدها بين الدول العربية.
- وضع دليل شامل يوضح الإجراءات الواجب اتخاذها على المدى القريب والمتوسّط والبعيد، للرفع من قيمة الخدمات التربويّة التي تقدّمها المؤسّسات التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة في الوطن العربي.
- تكوين منصة علمية عربية تضم مجموعات مكونة من الباحثين العرب ( ذوي الكفاءة العالية ) لهدف التعاون والمشاركة فى مجال التقنيات الحديثة مستثمرين في ذلك الفضاء الرقمي وتطبيقاته الرقمية بشكل عام.
- مطالبة وزارات التربية والتعليم في الوطن العربي إيلاء أقصى اهتمامها وتسخير الطاقات كافّة لتسهيل عملية التحوّل نحو التعلّم الإلكتروني والتعليم عن بُعد في ظل استمرار جائحة كورونا، وربما بعدها.
- تحويل الأموال والموارد الماديّة والعينيّة كافّة نحو التعليم الإلكتروني بهدف تطوير عمليّة التعليم، وبخاصة تلك الأموال الخاصّة بما يُعرف بالمسؤوليّة الاجتماعيّة.
- ضرورةُ استغلال الرسالة الإعلاميّة للفضائيات العربيّة بما يخدم اللُّغة العربيَّة ويُسهم في الارتقاء بها، من خلال ضبط ما يُقدم عبر وسائل الإعلام، وإخضاعه للسياسة التَّربويّة الشّاملة.
- اعتماد خطاب إعلامي موضوعي موحد من خلال وسائل الإعلام.-
- إعداد مناهج إعلامية وفق أسس علمية مهنية حضارية وحيادية.
- إنتاج المصطلحات العربيّة والمتابعة المستمرة لأنشطة المجامع اللُّغويّة ومراكز التَّعريب وتوظيف جديدها إعلامياً، حتى تجد هذه المفاهيم طريقها للذُّيوع الجماهيري.
- قيام المنظمات والهيئات والجمعيات بدورها التربوي والتوعوي إلى جانب وسائل الإعلام من أجل دعم عملية التعليم الإلكتروني.
- تقبل الثقافات العلمية الجديدة، وفق برامج متفق على مضامينها وعلى طرائق تنفيذها.
- دعوة الأسر لتشجيع أبنائها على مواكبة هذا النوع من التعليم الحديث، وتهيئة الظروف المناسبة لهم.
- تعزيز البنية التحتية لشركات الإنترنت، والتنسيق مع شركات الاتصالات لتوفير حزم كافية، وإبداء التسهيلات لمواقع التعلم الإلكتروني التابعة للمدارس والجامعات في سبيل تحقيق فرص عادلة لجميع الطلاب للانتظام في العملية التعليمية.
- العمل على نشر ثقافة القياس والتقويم الإلكتروني في الجامعة الحكومية وغير الحكومية من أجل ترشيد الاستهلاك، وتوفير الوقت، وضمان حقوق الطلاب.
وزاد الدويك ختمت التوصيات بضرورة تشجيع البحث العلمي، ودعم التكوين المستمر في مجال التكنولوجيا والاتصال، الاهتمام بالتطوير المهني لأعضاء هيئة التدريس خاصة في المجالات التقنية، تطوير المناهج وفقاً لمتطلبات التعليم الإلكتروني، وكذلك التأكيد على كون الجامعة الافتراضية هي ضرورة ولكن لا يمكن أن تكون خياراً بديلاً ولا خياراً موازياً، بل هي تعضيد وتأهيل للجامعة الواقعية؛ فهي تجربة من داخل هذه الجامعة التي تحتاج إلى تأهيل واعتراف بما حققته من تراكم إيجابي طيلة عقود.