عاد المصمم والمدير الإبداعي لدار "بيربيري" في مجموعته الأخيرة التي عرضها في لندن لربيع وصيف 2021 الى جذوره المتواضعة وطفولته في القرى الجبلية المحاطة بالغابات. لقد شكلت فترة الحجر الصحي له متنفساً ليعود الى الجذور وليكون قريباً من بيئته، فانطبعت الغابات والشواطئ في باله وتجسّدت في ستين زياً صممها ريكاردو تيتشي.
لقد تلاعب المصمم بإيحاءات المحيط واتخذ من سمك القرش مصدر إلهام له وركّز على الاستيحاء من الطبيعة بشكلها البدائي الساحر.
تسعة أشهر قضاها المصمّم ريكاردو تيتشي قرب والدته في منطقة لايك كومو في إيطاليا، وهو يهتم بأمور الحديقة والطهو فكانت المجموعة عصارة فترة التأمل والوحدة التي قضاها.
لقد نظمت "بيربيري" العرض من دون جمهور حفاظاً على السلامة العامة في زمن الكورونا وتهادت العارضات على أداء الفنانة إليزا دوغلاس الرائع.
تدابير صحية متشددة اتخذتها الدار من تخصيص حجرات ضيقة لكل عارضة ليتم تبديل الملابس داخلها قبل بدء العرض. واستخدم المصمم ألواناً تتراوح ما بين الأبيض والعاجي والأزرق ليتناقض مع طبيعة الغابات التي تم فيها التصوير. وازدانت بعض الأزياء برسوم من البحر وكأنها خربشات صبيانية لحورية. كما رأينا المعاطف الطويلة والأزياء المزركشة وسادت ألوان صدفية رائعة ومنها معطف الترنش كوت الرائع المتشح بالأزرق وأحببنا البلوزات المصنوعة من الشباك الشفاف.
اعتبر اللون الأزرق سيد الموقف في هذا العرض ويليه لون البيج بكل تموجاته والتي نسقها المصمم مع أحذية مطاطية بيضاء تغطي حتى أعلى الفخذين. كما توّج إطلالاته أحياناً بقبعات المسافرين التي تشبه خوذة الصيد واعتمرتها العارضات مع حقائب cross body bags. هي مجموعة ثنائية اللون باستثناء بعض الإطلالات النادرة بالأخضر التي مرت ولو بشكل خاطف وأخرجت العرض من رتابة ألوانه.