معظم الأثرياء ورجال الأعمال والقادة وكبار الشخصيات العامة يفضلون إدخال أطفالهم مدارس دولية داخلية صارمة أو مدارس مختصة بمعالجة الأطفال المضطربين نفسياً أو المشاكسين لينشأوا بطريقة محافظة وجيدة،لكنهم يجهلون أنهم بذلك قد يعرضون أطفالهم لنوع مقيت من القسوة التي تحفر عميقاً في مشاعر وذاكرة أطفالهم وتوجعهم لسنوات طويلة من الداخل،ومن بين هؤلاء: وريثة سلسلة فنادق هيلتون العالمية باريس هيلتون.
كشفت المليارديرة الأمريكية ووريثة سلسلة فنادق هيلتون العالمية باريس هيلتون أنها تعرضت للإيذاء النفسي والجسدي في مدرسة داخلية عندما كانت بسن المراهقة.
وبحسب وسائل إعلام مختلفة،جاء اعتراف باريس هيلتون ضمن فيلم وثائقي عنها، طرحته عبر قناتها الرسمية على موقع "يوتيوب"، بشهر سبتمبر/ أيلول، والذي يحمل اسم "هذه هي باريس –This is Paris" .
وقالت المليارديرة الأمريكية باريس هيلتون البالغة من العمر "39 عاماً" في الفيلم الوثائقي أنها تعرضت للإيذاء النفسي والجسدي، ووُضعت في الحبس الانفرادي لساعات، وأجبرت على تناول أدوية غير معروفة.
وكشفت هيلتون سبب اعترافها في هذا الوقت بالذات عن تعرضها لهذا الإيذاء في فيلم وثائقي،وهو سعيها لإغلاق المدرسة نهائياً.
قاطعت والديها 20 عاماً
واعترفت باريس هيلتون أيضاً ،بأنها قاطعت والديها لمدة 20 عاماً لأنهما أرسلاها إلى مدرسة بروفو كانيون في ولاية يوتا الأمريكية.
وكانت الهدف الحقيقي من الفيلم ،هو تسليط الضوء على باريس هيلتون كسيدة أعمال وتوضيح التصورات الخاطئة عنها، لكن الأمر تطور للحديث عن مشاكل مراهقتها .
Paris Hilton tells @michaelstrahan she "was physically, psychologically, emotionally abused on a daily basis" at her old school and chose to speak out about in her new documentary "so this doesn't happen to other children," calling it "the most important thing" she’s ever done. pic.twitter.com/V4ULSf6y4q
— Good Morning America (@GMA) October 9, 2020
تابعي المزيد:باريس هيلتون تساند صديقتها بريتني سبيرز في معركتها القانونية للتحرر من وصاية والدها
لم تتعمد الاعتراف بالعنف الذي تعرضت له
ورغم أن باريس هيلتون لم ترغب في البداية أن يتعرض فيلمها الوثائقي "هذه هي باريس" لقضية الإيذاء النفسي والجسدي الذي تعرضت له خلال فترة المراهقة، إلا أنها أكدت للمشاهدين أن المخرجة ظلت تشجعها أكثر وأكثر على الحديث عن هذا، حتى أدركت أن هذا قد يساعد فعليا كثيرا من الناس.
ولفتت باريس هيلتون إلى أنه بسبب كشفها عن ماضيها المضطرب في الفيلم الوثائقي، تلقت رسائل شكر من العديد من الناس.
وفي أول رد منها على اتهامات باريس هيلتون لها، قالت مدرسة "بروفو كانيون" في بيان عبر موقعها الرسمي،إنه " يرجى ملاحظة أن المالك السابق باع المدرسة في أغسطس/آب 2000. لذلك لا يمكننا التعليق على طريقة الإدارة أو تجربة مريض قبل ذلك الوقت".
وأضاف البيان: "على مدى العقدين الأخيرين تطور علاج مشاكل الصحة النفسية، نعمل مع أفراد معقدين بشدة يشكلون غالباً خطراً على أنفسهم وعلى الآخرين، ومدرسة بروفو كانيون ملتزمة بسلامة المرضى والموظفين".
تسعى بقوة لإغلاق المدرسة
Once @ParisHilton gets behind a cause, you know it's a legitimate, meaningful, and worthwhile one. Such an inspiration to so many, one who always uses her powerful voice for good. #shutdownprovo #VeteransForParis pic.twitter.com/Fmp3nqfxXf
—ᴍᴇʀᴇᴅɪᴛʜ ᴡʏɴɴᴇ-ᴍᴏʀᴛᴏɴ (@ChitownJewrean1) October 9, 2020
وخلال ظهورها في برنامج "صباح الخير أميركا- Good Morning America" يوم الجمعة 9 أكتوبر- تشرين الأول 2020 ،كشفت باريس هيلتون أنها تخطط لاحتجاج سلمي ضد المدرسة.
وقالت "اليوم سنذهب إلى يوتا مع مئات الناجين الآخرين، عندما كنت طالبة هناك، تعرضت للإيذاء الجسدي والنفسي والعاطفي على أساس يومي، لذلك أستخدم منصتي لإحداث فرق حتى لا يحدث هذا لأي أطفال آخرين في مدارس تدّعي تحسينها للسلوك.
وضمن جهودها في إغلاق المدرسة أنشأت باريس هيلتون عريضة رقمية تطالب بإغلاق المدرسة،ووقع عليها لغاية يوم الجمعة أكثر من 127 ألف شخص.
وكانت باريس هيلتون قد أدخلت من قبل والديها لهذه المدرسة في أواخر حقبة التسعينيات حين كانت بعمر 17 عاماً ،بعد أن واجهتها مشكلة تسللها من المنزل إلى الخارج لحضور حفلات في نوادي ليلية،وأمضت فيها 11 شهراً قبل أن تغادرها لدى بلوغها سن 18 عاماً.
ويكشف فيلم "هذه هي باريس" أسراراً كثيرة تثير الجدل حولها،ورؤيتها الخاصة للحب والزواج،وتعرضها للإيذاء الجسدي والنفسي في المدرسة،والتنمر عليها وعلى الأطفال من قبل مسؤوليها،وكيف شقت طريقها للملايين وطورت نفسها واصبحت شخصية مؤثرة إجتماعياً قبل ابتكار مواقع التواصل الإجتماعي بسنوات طويلة،لكنها تقول اليوم:" أنه لا يجب بناء الفتيات الصغيرات سعادتهن على اهتمام الغرباء".
وتساءلت بعض وسائل الإعلام إن كان اعترافها بتعرضها للإيذاء عفوياً أم مقصوداً لكسب تعاطف الملايين وزيادة شعبيتها أكثر مما يمنحها صورة أكثر إنسانية وليست كمجرد أيقونة إجتماعية أو شخصية نسائية شهيرة في عالم الموضة والمال والأعمال.