قصص للأطفال قبل النوم عادة جميلة تواظب عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، ويسعد بها الأبناء فرحين. بقربهم من والدتهم، وحتى يكبر قلبهم بالمعاني الجميلة، وقصة " الخالة سعدية " واحدة من القصص التي تدعو الطفل لحب واحترام العمل، والتعامل برفق مع العاملين بالمنزل
تبدأ الحكاية ب "منى"..هي صبية صغيرة بالصف الأول الإعدادي، تتميز بالنشاط والذكاء وحب المعرفة، كثيراً ما تساعد والدتها في أعمال المطبخ وتحضير بعض أطباق الحلوى
هل يمكنني أن أعرفكم بضيفة جديدة محبوبة انضمت إلى أسرتي!
هي الخالة سعدية. هكذا نناديها ، تقوم بمساعدة أمي في أعمال المنزل، وتزورنا مرتين أسبوعياً
لاحظت أن أمي ترحب بالخالة سعدية وتقوم معها بواجب الضيافة بحب وابتسامة دائمة على شفتيها
تعد لها وجبة الإفطار وتواليها بالحلويات مع الشاي أو فنجان القهوة أثناء فترة استراحتها أو قيامها بصلاة الظهر
كثيراً ما تساءلت: لماذا هذه المعاملة الخاصة للخالة سعدية؟ ولماذا هذا الاهتمام من جانب أمي بضيافة الخالة سعدية؟
لم يمهلني الوقت لأسأل أمي. وجاءت الإجابة وحدها بإحدى حصص التربية الإسلامية بالمدرسة، وحديث رسولنا الكريم عن ضرورة إكرام الضيف، والتأكيد على المعاملة الحسنة لمن يقوم بخدمتنا بالمنزل
وأن علينا أن نطعمه مما نأكل، ولا نحمله ما لا يطيق من العمل، وأن نعطيه أجره قبل أن يجف عرقه ، سمعت الدرس وفي خيالي ظهرت صورة الخالة سعدية
: هنا سألت معلمتي عن معنى حديث الرسول فقالت: العاملة بالمنزل - مثلاً- تبذل جهداً كبيراً في عملها، وظروف الحياة بأعبائها المادية الكبيرة قد لا يستطيع تحملها رب البيت وحده، ويحتاج لمن يعاونه ليكف نفسه ذل السؤال ويصون كرامته.
وأضافت: كل عمل شريف مهما كانت بساطته ، علينا أن نشجعه ونثني عليه،وأن نهتدي برسول الله ونعجل في إعطاء من يقوم به أجره وشكره.. أي قبل أن ينهي العمل
رجعت "منى" إلى منزلها، وقد زادت تقديراً للخالة سعدية لما تقدمه من خدمات لأسرتها
كما زاد حبها لوالدتها لما تقدمه من مساعدة وترحيب بالخالة سعدية
والآن هيا بنا نعمل كما أوصانا الرسول، وكما سمعنا من "منى" عن الخالة سعدية
فهل ترحبون معي بكل خالة تأتي للمنزل لتساعد وتشارك في نظافته وتنظيمه وإعداد الطعام؟
والآن..عزيزتي الأم: هل وصل الهدف من القصة؟ وهل علقت ابنتك على القصة بسؤال أو استفسار؟ .. لاحظت أي تغيير على تصرفاتها تجاه عاملة المنزل..شاركينا قصتك