لقد كتب عن الحب كثيراً وسيكتب أكثر وأكثر، لأن كل نفس ذائقة الحب، ومن حق كل نفس أن تصف خبرتها في هذا الغرام الذي تطال جمراته الجميع.
الحب، كلمة مكونة من حرفين، ولكنها دوخت الكرة الأرضية، فالحاء تذكرهم بالحمى والحرارة والحرب والحياة والحرية والحوار والحرمان والحماس والحيرة.. الخ
والباء تذكرهم بالبرود والبعد والبدايات والبلوى والبلادة والبلاغة والبلوغ والبناء والبهذلة... الخ
الحب له مئات التعاريف، لأنه عمل تختلط فيه المشاعر المادية مع الروحية.. والعاطفية مع النفسية.. ونعم، التعاريف كثيرة لأن الحب نفسه يتغذى من التناقضات، ومن تعدد الخبرات والتجارب، فهو جميل ومتعب، وهو اتصال وانفصال، وهو إقبال وإدبار، وهو اتحاد بين طرفين، وهو لقاء وفراق، وهو حرب بين الثنائيات التي تتصارع طوال الوقت.
الحب كما يقول أنطوان دي سانت: «ليس أن ينظر اثنان إلى بعضهما.. بل الحب أن ينظر الاثنان في اتجاه واحد».
ويقول العقاد: «إذا ميز الرجل المرأة بين جميع النساء فذلك هو الحب، وإذا أصبحت النساء جميعاً لا يعنين الرجل وتعنيه امرأة واحدة فذلك هو الحب».
والسؤال هنا هو كيف يبدأ الحب؟
هل يبدأ بصدمة؟ هل يبدأ بعد خصام؟ (ما محبة إلا من بعد عداوة)، هل يبدأ من أول نظرة إذا صادف القلب الخالي؟ هل يبدأ حين يهتم شخص بآخر؟.. إلخ
كل هذه الأسئلة وجيهة، وكل هذه الحالات عشتها وعرفتها ومرَّت عليّ وعلى غيري، لذلك لا يمكن أن تكون هناك إجابة خاطئة في أسئلة الحب.
في النهاية أقول:
الحب كلمة بسيطة، ولكنها كلفت البشرية الكثير من التكاليف النفسية والمالية والعاطفية، ومع كل هذا لم يكتف الحب بهذا، فهناك ملايين الضحايا قادمون إلى دنيا الحب، وكما قال الفنان طلال مداح: «كلنا في طريق الحب ماشيين».