توقفت منذ سبعة أشهر تقريبا الحياة بساحة جامع الفنا بسبب انتشار وباء كورونا، وهو ما أثر بشكل سلبي على المدينة الحمراء التي لم تعد تستقبل زوارًا ، بعد أن كانت تعج بالسياح من داخل وخارج المغرب، بل وكانت ملتقى الثقافات المتعددة التي كانت تصب فيها ليل نهار في احتفال خاص بالحياة ومباهجها.
وبعد نداءات عديدة لأهل مراكش وجمعيات متنوعة من المجتمع المدني ،على اعتبار أن الساحة تعد القلب النابض للمدينة، نظم عددمن الأدباء والحكواتيين والفنانين والحقوقيين لقاءً تحسيسيًا بجامع الفنا، لإعادة الحياة للساحة بعد شهور من الركود. وهو اللقاء الذي شكل مناسبة لاستعادة قليل من بهجة الساحة و ضخ الحياة في شرايينها، حيث لاقت المبادرة استحسان السكان الذين استبشروا خيرآ لاستعادة وهج الحياة بهذا الفضاء التاريخي الذي ذاعت شهرته في العالم.
عن هذه المبادرة يقول الكاتب والإعلامي ياسين عدنان لـ "سيدتي" إنه كان لابد من التفكير في استعادة ساحة جامع الفنا، باعتبارها قبلة السياح الأولى بمراكش، فالحياة بالمدينة الحمراء، تبدأ من ساحة جامع الفنا، لذلك جاء التفكير في صناع الفرجة بالساحة الذين تم نسيانهم لشهور منذ بداية الحجر.
الساحة لا تستقيم بدون الحكواتيين والفرق الموسيقية الشعبية و صناع الفرجة عموما، الذين يتسللون كل مساء. يفترشون رقعة صغيرة وسط ساحة تعج بالزائرين، لتقديم عروضهم الساخرة، و سرد السير والحكايات، في انتظار أن ينفحهم السياح ببعض الدراهم التي تشكل قوت يومهم.
هؤلاء للأسف لم يتلقوا دعمًا من أي جهة كانت، في الوقت الذي تلقي فيه الفنانون والمسرحيون وغيرهم دعمًا من طرف وزارة الثقافة، علمًا أن الساحة تعد مصدر رزقهم الوحيد.
وأشار ياسين إلى خطورة الاقتصار على وضع كل البيض في سلة السياحة، بسبب ما نتج عنه من انعكاسات سلبية على اقتصاد المدينة، كما دعا إلى التفكير في تنويع مصادر الانتاج والدخل بعد أن أظهرت الجائحة أنه لا يمكن الرهان على السياحة لوحدها.
وعلى الرغم من أن الوباء لا يزال يسجل أرقامًا مخيفة، سواء في عدد الإصابات أو الوفيات إلا أنه لا يمكن تسليم المدينة لشبح الموت، ويقول عدنان: لابد من منح الأحياء فرصة الحياة، و حياة المدينة تبدأ من ساحتها، إذ لا يمكن على الإطلاق تخيل وجود المدينة الحمراء من دون جامع الفنا، دون اغفال اتخاذ كافة الاحترازات للحد من انتشار الوباء.
وأكد عدد من المشاركين في فعاليات هذا اللقاء التحسيسي، على إمكانية عودة الحياة للساحة و فتحها من جديد في وجه الزوار، في ظل الشروط الاحترازية الصحية خاصة وضع للكمامات واحترام مسافة التباعد الجسدي، مبرزين الدور الهام و الحيوي الذي تلعبه الساحة في جلب السياح من مختلف بقاع العالم.
تجدر الاشارة أ، مدينة مراكش هي من أهم مدن المغرب السياحية التي كانت تستقطب سياحا من مختلف الجنسيات على طول العام،غير أن الوباء غير كل شيء وأصبحت المدينة شبه خالية من السياح ، وتجري اجراءات حثيثة اليوم من وزارة السياحة المغربية وعدد من الفاعلين لإعادة استقطاب السياح وفتح الذين بدأوا يصلون الى المدينة في اطار اجراءات صحية صارمة كخطوة أولية لاعادة البهجة للمدينة الحمراء التي عشقها نجوم من كل بقاع العالم.