في حدث تاريخي يعد الأول من نوعه عربياً تستضيف العاصمة السعودية الرياض يومي السبت والأحد الموافق 21 و22 نوفمبر الحالي أعمال قمة الدورة الخامسة عشرة لاجتماعات قادة مجموعة العشرين(G20) برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وهو ما يعكس الدور المحوري الكبير للسعودية وذلك على الصعيدين الإقليمي والدولي، فمن خلال انعقاد هذه القمة تتطلع السعودية إلى تعزيز التعاون مع شركائها من الدول الأعضاء لتحقيق أهدافهم، مع إيجاد توافق دولي حول القضايا الاقتصادية المطروحة والتي سيتم تناولها في جدول الأعمال، ومنها القضايا المؤثرة على الاقتصاد العالمي كالطاقة والبيئة، والمناخ والاقتصاد الرقمي، والتجارة والزراعة، والرعاية الصحية والتعليم والعمل، بهدف تحقيق الازدهار والاستقرار في هذه الدول، بجانب البحث عن الفرص التي تسهم في رفع مستويات المعيشة والرفاهية بين شعوب العالم، من أجل تحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة.
وقد سبق أن تم عقد عدة اجتماعات وزارية تحضيرية، لممثلي مجموعة الدول الأعضاء، بمشاركة ممثلين عن البنوك والمنظمات الدولية الصحية والتنموية والتجارية، منذ أن تم الإعلان عن استضافة السعودية لهذه القمة، من أجل مناقشة عدد من المواضيع والقضايا، ولعل أبرزها ما يعزز التعاون بين هذه الدول في مجال أمن واستقرار أسواق الطاقة، كذلك تم مناقشة تمكين ودعم المرأة، وتعزيز مشاركتها في الاقتصاد العالمي، كذلك تم التطرق ومناقشة كيفية استمرار دول العشرين في حربها ضد الفساد، لتكون مثالاً يُحتذى به، كذلك ناقش الوزراء كيفية تأسيس أول صندوق دولي يهدف إلى الإسهام في مساعدة المدن والتجمعات الحضرية في التعامل مع تبعات جائحة كوفيد-19 والحد من تأثيره الإنساني والاقتصادي، بجانب التحديات والطوارئ المستقبلية مما يجعلها أكثر متانة وقدرة على مواجهة أي من هذه الظروف، وغيرها من القضايا التي تهم دول مجموعة العشرين، وبسبب هذه الجائحة التي تجتاح العالم حالياً ستعقد جدول أعمال القمة « افتراضياً».
يذكر أن المجموعة تأسست في عام 1999م، وكانت تُعقد على مستوى وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية، لعقد مناقشات رفيعة المستوى عن القضايا الاقتصادية والمالية وفي أعقاب الأزمة المالية في عام 2008م، رُفع مستوى المجموعة لتضم قادة الدول الأعضاء، وانعقدت قمة قادة مجموعة العشرين الأولى في واشنطن في نوفمبر 2008م، لم يتم تنظيمها في أي دولة عربية.
وتتشكل دول مجموعة العشرين من ثلثي سكان العالم، حيث تضم 85% من حجم الاقتصاد العالمي، و75% من التجارة العالمية، كما تمثل الدول العشرين أضخم اقتصاديات العالم.