في شهر مارس / آذار من هذا العام، استيقظت الطفلة البريطانية إليزابيث من نومها وهي تصرخ من ألم شديد في منطقة الورك، وسارعت والدتها إلى إعطائها جرعة مخففة من الباراسيتامول الخاص بالأطفال مع الاستمرار في تدليك المنطقة، ولكن الألم زاد وتفاقم، مما اضطر الأم إلى التوجه إلى شعبة الطوارئ في المستشفى، وهناك خضعت الطفلة البالغة من العمر ست سنوات إلى فحوصات الدم والأشعة السينية ولم تظهر أية إشارة لإصابتها بمرض؛ لذا أخبروا الأم بـن ابنتها قد تشكو من رضوض وقتية في الورك.
الأطباء يتهمون الطفلة بادعاء المرض
وبعد مرور حوالي ستة أسابيع استيقظت إليزابيث مرة أخرى وهي تصرخ ولكن هذه المرة من ألم في ساقها اليسرى، وكان على والدتها نقلها إلى قسم الطوارئ مرة أخرى، وهناك قال الأطباء إنها لا تشكو من أي مرض وأن الألم قد يكون بسبب مرحلة النمو التي تمر بها وأن عليها أن تعود بها إلى المستشفى إذا لم يختفِ الألم، وبالفعل عادت الأم بابنتها إلى المستشفى بعد أيام لأن الوضع لم يتحسن، ولكن الأطباء لم يأخذوا الأمر على محمل الجد وأخبروا الأم أن ابنتها تتلاعب بعواطفها وتدعي الشعور بالألم ربما لأنها تنتظر المكافأة التي عادة ما تقدمها المستشفى للصغار، لكن الأم لم تقتنع بهذا الكلام لأنها كانت تدرك بغريزة الأمومة بأن هنالك أمراً ما ألمّ بابنتها ربما أكبر من أن يظهر في الأشعة السينية أو الفحص الأولي للدم، وظلت تذهب وتعود بابنتها وفي النهاية أظهر الفحص الأخير أنها تشكو من نقص في فيتامين D.وفق ما ذكرت ديلي ميل Daily mail.
وأخيراً انتصرت غريزة الأمومة
وفي شهر يونيو \ حزيران تحول الوضع إلى رعب بالنسبة للأم عندما ظهرت كتلة غير مؤلمة في خد إليزابيث، وفي المستشفى أجري لها التصوير بالرنين المغناطيسي وكشف الفحص عن خلل في عظام ساقها كما تأكد إصابتها بأورام في وجهها، وفي جميع أنحاء الجمجمة، وبعد فحص خزعة من ورم الوجه تأكد إصابة الطفلة إليزابيث بنوع نادر من سرطان الغدد الليمفاوية وهكذا وبعد سبعة شهور من قلق وشكوك الأم على ابنتها بدأت اليزابيث دورة العلاج الكيميائي الشاقة التي ستسمر لمدة عامين ونصف العام، وأكدت الأم في حديثها لصحيفة ديلي ميل Daily mail أنها قد صدمت بهذه الأخبار وإن كانت تشعر بأنها قد حصلت أخيراً على إجابات لقلقها الغريزي كأم وأن الأطباء يبذلون الآن جهودهم لعلاجها، وهي تريد أن تنشر الوعي بين الأهل وتحثهم على الوثوق بأطفالهم أولاً وبغريزتهم الخاصة ثانياً لأنهم يعرفون أطفالهم أكثر من غيرهم، ولا بد من الضغط على المستشفى من أجل الحصول على رأي طبي ثانٍ في الحالات المرضية المشكوك بها وعدم الشعور بالملل والضجر، فقد زارت هي المستشفى لأكثر من ثماني مرات وقاتلت من أجل ابنتها كما تقول.
بدوره أعرب متحدث باسم المستشفى عن أسف الطاقم الطبي لعدم الاستماع إلى مخاوف وقلق الأم لأن من الصعب جداً تشخيص حالات السرطان لدى الأطفال خاصة مع نوع نادر جداً مثل هذا، وغالباً ما يحتاج الطبيب إلى إجراء العديد من الاختبارات لاستبعاد الحالات الأخرى قبل الوصول إلى التشخيص الصحيح، وأن المستشفى يتمنى أن تتعافى إليزابيث سريعاً، كما يحث الناس على الاتصال بالطبيب فوراً إذا اعتقدوا أن هناك أمراً غير طبيعي ألمّ بأطفالهم أو بأحد أفراد أسرتهم..