طالب خبراء ومختصون في ندوة " دور المكتبة المدرسية في النظم التربوية والتعليمية بالدول العربية " بضرورة تبني الدول العربية والوزارات المعنية بالتعليم والثقافة والمرأة والأسرة والطفولة، والتوسع في فتح ونشر المكتبات المدرسية في كافة المؤسسات التعليمية التربوية بمختلف مراحلها الحكومية والأهلية، خاصةً بالمناطق الريفية المهمشة، داعيةً القيادات التعليمية ومنسوبي التعليم من مدراء ومعلمين ومعلمات وإداريين وحتى الطلبة، إلى توظيف التكنولوجيات الحديثة لتطوير العملية التعليمية وتأهيل وتدريب كوادر بشرية للنهوض بالمكتبات المدرسية الذكية.
المكتبات المدرسية لغرس روح السعادة في جيل المستقبل
نظمت الندوة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألسكو"، مع جمعية رحاب الأسرة والطفل، هيئة المرأة العالمية للتنمية والسلام بالشرق الأوسط والهيئة الدولية للتحكيم والعلوم القانونية في المغرب، بمناسبة اليوم العربي للمكتبة المدرسية وأقيمت على المنصة الافتراضية زووم،, وقد شارك فيها خبراء ومسؤولين من مختلف القطاعات الحكومية والغير الحكومية، ومراكز البحث ومُنظّمات المجتمع المدنيّ.
أوصت الندوة بأهمية تشجيع الطلبة في المدارس على ممارسة المزيد من الأنشطة الثقافية والمسرحية إلى جانب الأنشطة الرياضية والألعاب البيداغوجية من خلال الصور و الفيديوهات، حتى يتولد لدى الطفل حب الاطلاع وكثرة المطالعة في المكتبات المدرسية، وطالبوا كذلك بغرس روح السعادة في المكتبات المدرسية لبناء جيل المستقبل.
بهذا الخصوص، أكد مديرعام منظمة "الاسكو"، د.محمد ولد عمر، في ندوة المكتبة التي أقيمت تحت شعار " المكتبة المدرسية فضاء تعلم وابداع وحرية "، على أهميّةِ الدورِ الذي تؤدّيه المكتبة المدرسية في تحقيقِ رسالةِ المؤسّسةِ التعليميةِ وأهدافِها التربويةِ والتعليميةِ والثقافيةِ والاجتماعيةِ من خلال الوظائفِ التي تقومُ به والخدماتِ التي تُقدّمها للطلبةِ والمعلّمينَ، منوها إلى أن المكتبة المدرسية تساعدُ المتعلّمينَ على تجويد التعليم، وبناء ثقافتِهم بما تًتيحه لهم من فرصِ البحثِ عن المعارفِ والعلومِ وتطوير مهاراتِهم وميولِهم القرائيةِ وتُعِدُّهُم ليكونوا مواطنينَ أحرارا ومُثقّفينَ قادرينَ على الإبداع والمشاركةِ الفعّالةِ في تنميةِ أوطانهم ومجتمعاتِهم .
وقال الدكتور محمد ولد عمر ,أتي تنظيم الندوة وفق إطار اهتمام الألكسو دائما بالمكتبةِ المدرسيةِ وسعتْ إلى تعزيزِ مكانتِها وتطويرِها لتأديةِ وظائفِها في النُظمِ التعليميةِ، وتجويدِ التعليم وتحسينِ مُخرجاتِه في الدولِ العربية، لافتاً إلى إن الألكسو عقدت منذ سنة 1998 (تونس 11-4 سبتمبر ) ندوةَ "المكتباتُ المدرسيةُ ودورُها المستقبليُ في المجال التربوي والثقافي"، وسَعَت إلى تحويلِ توصياتِها إلى مُنجزٍ مَلموسٍ.
فيما أوضحت أ. هدي بن نصيب , رئيسة منظمة رحاب الأسرة والطفل، بأن الندوة المكتبة المدرسية لها أهمية في اثراء المداخلات والنقاشات وتبادل الخبرات لتوجيه دور المجتمعِ المدني في تحسينِ وضعيةِ المدارسِ عن طريقِ إرساءِ ثقافةِ المطالعةِ والتعلمِ في المكتبات في المؤسسات التربويةِ، وكذلك تسليطِ الضوءِ على النقائصِ، وستعمل على محاولة ايجادِ حلول لإرساء ثقافة المطالعة في مؤسساتِنا التربوية بما يُخَوِّلُنا من لعب دور في تجاوُزِ هذه النقائصِ ومعالجة أسبابِها
من جانبه شدد د. خضير الصالحي, مدير المركز الإعلامي العراقي , على ضرورة تطوير المكتبات المدرسية باعتبارها أهم المرافق التربوية , ومن وجهة نظر الصالحي بأن المدرسة ليست مكان لحشو أذهان الطلبة "انما تساعدهم على النمو المتكامل من خلال القراءة والاطلاع "، وقال د. خضير الصالحي : بأن المدرسة العصرية والنموذجية نحتاج إلى تذكير وتطوير ما هو ايجابي ومعالجة ما هو سلبي , داعيا الى تذليل المعوقات التي تحول دون تطويرها , من خلال تفعيل الخطط الوزارية والمشاريع التي تتكفل بالمكتبات المدرسية , و تقوية إدارة المكتبة لتحقيق رسالتها ولتنهض بوظائفها.
ترأس الندوة العلمية و التخصصية أ.هاشمي العارضاوي، القائم بأعمال الإدارة بمنظمة الألسكو، والإعلامية مليكة الجباري، وشارك بالندوة متحدثين من مختلف الدول الخليجية والعربي.