عثر علماء أستراليون على جمجمة عمرها مليونا عام في حفريات أثرية في أعماق كهف بجنوب إفريقيا. وقال باحثون من جامعة لاتروب إن هذا الاكتشاف هو أقدم مثال معروف ومحفوظ لأشباه البشر ذوي الأدمغة الصغيرة المسمى Paranthropus robustus وفقاً لـ the gardien.
اكتشاف مهم
وأشار العلماء أن الجمجمة التي تم العثور عليها أقرب إلى حجم جمجمة الأنثى، التي عثر عليها سابقاً 2018 في نفس الموقع، مما يوفر أول دليل عالي الدقة على التطور الجزئي لأنواع أشباه البشر المبكرة، وفق مجلة «nature» العلمية. قالت عالمة الأنثروبولوجيا القديمة أنجيلين ليسي «بينما كنا السلالة التي انتصرت في النهاية، يشير السجل الأحفوري قبل مليوني سنة إلى أن بارانثروبوس روبستوس كان أكثر شيوعًا من الإنسان على الأرض»
حتى وقت قريب، اعتقد العلماء وجود بارانثروبوس روبستوس في هياكل اجتماعية مماثلة للغوريلا، حيث يعيش الذكور المهيمنون في مجموعة من إناث بارانثروبوس روبستوس الأصغر.
كان علماء الآثار قد اكتشفوا هيكلاً عظمياً بشرياً بدائياً عمره 70000 عام في العراق، حيث أن الهيكل العظمي كان متطورًا بما يكفي لأداء طقوس الموت، تم العثور على البقايا التي تتألف من جمجمة ساحبة ولكنها كاملة وصدر به ضلع، في كهف يسمى شنايدر على بعد 500 ميل شمال بغداد.
أشباه البشر
وأوضح علماء الآثار أنه على الرغم من أن جنسها لم يتحدد بعد، إلا أن التحاليل المبكرة تشير إلى أن الهيكل العظمي، المسمى «شنايدر زد« لديه أسنان ومتوفى بمنتصف العمر - حسب ما ذكر موقع «ذا صن» - كان الكهف أيضًا موطنًا لرفات 10 أشخاص آخرين من البشر البدائيين تم حفرهم قبل حوالي 60 عامًا، مع كتل من حبوب اللقاح القديمة تحيط بأحد الهياكل العظمية.
يجادل الباحثون بأن هذا الاكتشاف يمكن أن يؤدي إلى نظام منقح لتصنيف وفهم البيولوجيا القديمة لأسلاف الإنسان - وهو تطور مهم في مجالهم.
قال عالم الآثار آندي هيريس إن الجمجمة، التي أعيد بناؤها من مئات القطع العظمية، تمثل بداية سلالة بارانثروبوس روبستوس الناجحة للغاية التي كانت موجودة في جنوب إفريقيا لمليون سنة.
وقال: «مثل كل المخلوقات الأخرى على الأرض، لنبقى ناجحين، تكيف أسلافنا وتطوروا وفقًا للمناظر الطبيعية والبيئة من حولهم».
نعتقد أن هذه التغييرات حدثت في وقت كانت فيه جنوب إفريقيا تعاني من الجفاف، مما أدى إلى انقراض عدد من أنواع الثدييات المعاصرة. من المحتمل أن يكون تغير المناخ قد تسبب في ضغوط بيئية دفعت التطور داخل Paranthropus robustus.
ونظر بعض علماء الآثار إلى وجود حبوب اللقاح كدليل على أن هذه الأنواع المتجانسة لم تدفن موتاهم فحسب، بل فعلت ذلك أيضًا بالزهور، مما يتحدى الاعتقاد السائد بأن البشر البدائيين كانوا أغبياء، واستحوذ اكتشاف حبوب اللقاح على اهتمام الأثريين وأصبح كهف شانديار مشهورًا باسم «مقبرة الزهور»، ووصف كريس هنت، أستاذ علم الحفريات الثقافية بجامعة جون مورس بليفربول، أن العثور على «شنايدر زد» يمثل اكتشافاً رائعاً حقًا».
وقال كريس هنت إن البقايا العلوية مكتملة بشكل مذهل، على الرغم من أن الجمجمة ضعفت بسبب االضغط تحت أطنان كثيرة من رواسب الكهوف، وأوضح كريس هنت، أنه تم وضع الجثة في مكان منخفض على أرضية الكهف في وضع شبه مستلق، مع وضع حجر كبير خلف الرأس وهذا الاكتشاف يغير فهمنا للسلوك البدائي.