كان لي صديق قليل النظافة قليل الأدب، قليل الكرم وقليل اللباقة، ولكنه فجأة تغير وأصبح كثير النظافة كثير الأدب، كثير الكرم وكثير اللباقة.
عندما رأيت هذا التغيير لصديقي سألته: ما الذي غيرك يا صاحبي؟
فقال: الحب يا أحمد.
حين قال الحب أحببت التوغل في الموضوع والاستزادة منه، فقلت له: كيف ذلك؟
فقال: سأقول لك الصراحة يا أخي العزيز، لقد أحببت ابنة جيراننا وتقدمت لخطبتها، وأثناء فترة الخطوبة تعلقت بها أكثر وهي تتحدث معي مرة وتصد مرة أخرى، فقلت لها: لم الصدود؟
فقالت: إنك شاب طيب، ولكنك بحاجة إلى التهذيب والتطوير.
حين قالت هذا الكلام، بدأت أشتغل على تطوير نفسي وتنمية ذاتي؛ من أجل تحسين عاداتي وطباعي، حتى ترتقي هذه الطباع والعادات إلى مستوى هذه البنت التي أحببت، هذه كل الحكاية باختصار يا صديقي أحمد.
في النهاية أقول:
لقد اختصرت كل هذه التغيرات في ناصية أقول فيها:
الحب يعلمنا أشياء كثيرة، ومن أهمها أنه يحفزنا على النظافة واللباقة..
وقد قيل لأحد البصريين: إن ابنك قد عشق..!
فقال: أي بأس في هذا؟ إنه إذا عشق نظف وظرف ولطف، الحب محرك لكل الفضائل.