أعلن المكتب الاتحادي للإحصاء بألمانيا زيادة عدد الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم تماماً، وأوضح أنه بلغ 17،6 مليون شخص في عام 2019.
وأشار المكتب اليوم بمقره في مدينة فيسبادن غربي ألمانيا إلى أن هذا العدد كان يبلغ 17،3 مليون شخص في عام 2018 وأضاف المكتب أن أغلب الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم (42 بالمائة منهم) يعيشون في مدن كبرى، ويعيش 26 بالمائة منهم في مدن متوسطة الحجم، فيما يعيش 32 بالمائة في بلدات صغيرة.
الحياة الفردية
وبحسب بيانات المكتب، فإن نموذج الحياة الفردية في ألمانيا هو الشكل الأكثر شيوعاً حالياً مقارنة بنموذج الحياة الثنائية، والتي بلغ عدد من يعيشون به 13،8 مليون شخص.
تجدر الإشارة إلى أن نسبة الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم زادت من 34 بالمائة إلى 42 بالمائة خلال الفترة بين عامي 1991 و2019، وفي الوقت ذاته تراجعت نسبة نماذج الحياة العائلية التي تضم خمسة أشخاص أو أكثر، من 5 بالمائة إلى 3،5 بالمائة خلال الفترة الزمنية ذاتها، بحسب المكتب.
وأشار المكتب إلى أن عدد النساء اللاتي يعشن في إطار نموذج الحياة الفردية يزيد على عدد الرجال، حيث بلغ عدد النساء اللائي يعشن بمفردهن العام الماضي 9 ملايين سيدة تقريباً من إجمالي الـ 17،6 مليون شخص الذين تم رصد أنهم يعيشون بمفردهم.
وأوضح العاملون بالمكتب الاتحادي للإحصاء أن ذلك يرجع إلى عدة أمور، من بينها زيادة متوسط العمر لدى النساء، وأوضحوا أن نسبة النساء اللائي يعشن بمفردهن وتزيد أعمارهن على 80 عاماً يزيد بمقدار أربعة مرات تقريباً عن نسبة الرجال.
وقال الباحث في شؤون المستقبل هورست أوباشوفسكي إنه لم يعد من الممكن بعد الآن الحديث في زمن كورونا عن «تدهور الأسرة كنمط حياة»، مضيفاً أن هناك علامات على انعكاس هذا الاتجاه.
الإحجام عن الزواج
وذكر أوباشوفسكي أن استطلاعات للرأي كانت تظهر انخفاضاً سنوياً منذ عام 2013 في نسبة من يتوقون إلى الزواج الرسمي وإنجاب الأطفال، حيث تراجعت من 75% إلى 63% حتى مطلع عام 2019، ثم ارتفعت النسبة على عكس المتوقع إلى 64% في شهر آذار/ مارس الماضي.
ووفقاً لأوباشوفسكي، يعيش 18 مليون شخص في ألمانيا بمفردهم، عن قصد أو غير قصد. بينما في عام 1991 كان عددهم 12 مليوناً فقط. وفي أوقات الأزمات شعر العزاب بأنهم تركوا وحيدين بين أربعة جدران، مضيفاً أن ما يسمى بالتباعد الاجتماعي في الأماكن العامة عزز هذا الشعور. ولكن أوباشوفسكي يرى أن الحياة الأسرية لا تقدم ثروة من العلاقات فحسب، بل أيضاً المساعدة المتبادلة.
وأشار الباحث إلى إن استطلاعاً للرأي تم إجراؤه في عام كورونا يثبت أن غالبية الألمان يفضلون الزواج في إطار شراكة مدنية معتمدة من السجل المدني بمعدل 69% لدى النساء و65% لدى الرجال.
وجاءت نسبة مؤيدي الزواج بين الألمان في الولايات الغربية 68%، مقابل 61% في الولايات الشرقية، وفقاً للاستطلاع. كما أشارت النتائج إلى أن التأييد الأكبر للزواج كان في فئة العمرية التي تتراوح بين 40 و64 عاماً بنسبة بلغت 72%.
وخلص أوباشوفسكي إلى أنه لم يعد يُنظر إلى وثيقة الزواج على أنها قيد، مشيراً إلى «إعادة تفكير» تحدث حالياً في هذا الأمر.
ولأول مرة منذ سنوات، ارتفع عدد حالات الطلاق بين الألمان، حيث بلغت العام الماضي 149 ألف حالة طلاق بقرار قضائي، بزيادة قدرها نحو ألف حالة مقارنة بعام 2018.
ولم تصدر إحصاءات أو بيانات بعد حول الآثار المحتملة لقيود كورونا هذا العام، إلا أن الخبراء يتوقعون موجة حقيقية من حالات الطلاق. ويوضح المعالج النفسي في برلين، فولفغانغ كروغر، أنه خلال مرحلة ذروة أزمة كورونا «كان هناك عبء جذري على العلاقات بسبب التقارب القسري»، على حد تعبيره.
إلا أن الباحث هورست أوباشوفسكي لا يرى أي تناقض بين هذا والتغيير الذي لاحظه في القيم حيث قال: «أولئك الذين انفصلوا يتوقون إلى علاقة جديدة».