الحديث عن الجمال مثل الحديث عن الحال، إنه دائم مستمر لا ينتهي، فالجمال يستوعب الآراء، ويحتضن الأقوال، ويتقبل وجهات النظر المختلفة، ولهذا السبب من حق كل إنسان أن يبدي رأيه في تعريف الجمال ومفهومه وقوانينه، وحتى أشجعكم على طرح آرائكم في الجمال، سأذكر لكم سبعة آراء على الطاير، خطرت في بالي هذا الصباح، وسأجعل الآراء بعدد أيام الأسبوع حتى نتأمل في كل يوم رأياً، وإليكم اليوميات:
السبت: يقول الفيلسوف يوهان وولفجانج جوته: «الجمال مسألة نسبية».
الأحد: يقول الأديب رشدي صالح في الحب الإنساني: «لا توجد مقاييس ثابتة للجمال».
الإثنين: يقول الأديب مصطفى لطفي المنفلوطي: «الجمال هو التناسب بين أجزاء الهيئات المركبة سواء أكان ذلك في الماديات أو في المعقولات وفي الحقائق أم الخيالات».
الثلاثاء: يقول أحد الحكماء: «الجمال مملكة لا حدود لها».
الأربعاء: تقول الكاتبة أوجين دي لا كروا: «الجمال لا يمكن وزنه بالموازين».
الخميس: يقول الأديب عمر رضا كحالة: «إن الجمال اعتبار نسبي، وإن أذواق الناس تختلف في تقديره، فما تحسبه أنت جميلاً قد يحسبه غيرك قبيحاً، وهذا سبب ما نراه من اختلاف نموذج الجمال عند الأمم باختلاف الأزمنة والأمكنة وتطور تلك الأمم حسب العوامل المختلفة من إقليمية وفكرية وتهذيبية وغيرها».
الجمعة: يقول الأديب جبران خليل جبران: «كل الحقائق نسبية إلا حقيقة الجمال فهي مطلقة».
وفي النهاية أقول:
يا قوم ويا شباب وصبايا، هذا عنقود جمالي من شجرة عنب، ولديَّ مزرعة كاملة من أعناب الجمال، ولكن لن أذكرها كلها، بل أعطيكم هذه الجرعة؛ حتى أشجعكم لكي تخرج ما في أفئدتكم من مفاهيم وقوانين للجمال.
لذلك هيا اكتبوا وارسموا الجمال، ثم أرسلوه لي، مع تحيات.. «الجمال».