تم هدم ما يصل إلى 144 طابقاً من برج مينا بلازا الشهير، الذي يضم أربعة أبراج بارتفاع 165 متراً في منطقة ميناء زايد بأبوظبي بنجاح في 10 ثوانٍ صباح يوم الجمعة. وقد كسب المطور الرئيسي المفوض للقيام بهذه المهمة شركة مدن العقارية Modon Properties لقباً جديداً لموسوعة جينيس للأرقام القياسية لأطول مبنى تم هدمه باستخدام المتفجرات. وبحسب موقع «جولف نيوز» أدى انفجار مدوٍ في الساعة الثامنة صباحاً إلى تغيير أفق العاصمة، حيث دُمرت الأبراج الأربعة بمقدار 6000 كجم من المتفجرات. وسيمهد الانفجار الداخلي الخاضع للسيطرة، والذي استمر لمدة 10 ثوانٍ، الطريق لإعادة تطوير منطقة الميناء التي تبلغ مساحتها 3 ملايين متر مربع، والتي من المقرر أن تصبح وجهة سياحية رئيسية.
هذا وقد تم الإعلان عن الهدم بعد فترة وجيزة من الانفجار من قبل مكتب أبوظبي للإعلام والمنظم البلدي في أبوظبي، دائرة البلديات والنقل (DMT)، والتي كلفت المطور الرئيسى مدن بإسقاط الأبراج، الأمر الذي أكسب شركة مدن لقباً جديداً في موسوعة جينيس للأرقام القياسية عن «أطول مبنى تم هدمه بالمتفجرات».
وجاء في الإعلان: «كجزء من المرحلة الثانية من إعادة إحياء منطقة ميناء زايد في أبوظبى، نجحت مدن العقارية في هدم أبراج مينا بلازا في 10 ثوانٍ»، مضيفاً أنه تم اتخاذ إجراءات أمان صارمة للتخفيف من آثار الهدم والتحكم في سحب الغبار الناتجة.
أما عن عمليات التفتيش بعد التفجير فقد تم إغلاق المتاجر والأسواق في منطقة الميناء مؤقتاً مساء الخميس، وستظل مغلقة حتى الساعة 4 مساءً يوم الجمعة.
قال «بيل أوريجان» الرئيس التنفيذي لشركة مدن، إنه يُجرى حالياً إجراء فحص ما بعد الانفجار، وهذا يشمل التحقق من أن جميع المتفجرات قد انفجرت، وأن الهيكل قد سقط في المكان المخطط له بالضبط، وأنه لا يوجد حطام خارج حدود المشروع. كما سنتحقق من استقرار كل الغبار، وأنه لم يكن هناك أي تأثير على المرافق المجاورة.
انفجار آمن
وعن الهدم فقد تم الهدم باستخدام المتفجرات البلاستيكية وسلك التفجير الذي تم تفجيره باستخدام 18000 مفجر مبرمج بشكل فردي. وأضاف «بيل أوريجان»: «سبب اختيارنا المتفجرات البلاستيكية هو أنها آمنة للغاية، ولا يمكن تفجيرها إلا من خلال إشارات كهربائية محددة، كما هذه المتفجرات كانت أيضاً في عهدة الدفاع المدني وشرطة أبوظبي منذ وصولها إلى الإمارات. وقد أزاحت الرياح البحرية الكثير من الغبار بالفعل.
لقد نظرت نمذجة في السيناريوهات المختلفة التى سيتم فيها إزالة الغبار، وكانت الرياح البحرية هى الأكثر ملاءمة لهم».
تمرين مشترك
نفذت الهيئة تمرين الهدم بالتنسيق مع شرطة أبوظبي، وفرق الاستجابة للطوارئ، وهيئة الدفاع المدني بأبوظبي، والإسعاف الوطني، ومركز إدارة الأزمات والكوارث في أبوظبي.
ووفقاً لمدن، فقد تم تنفيذ الهدم بالشراكة مع شركة هدم رائدة تتمتع بأعلى معايير السلامة الدولية المعمول بها لضمان سلامة جميع السكان والشركات والعاملين وعامة الناس، حيث اتخذت العديد من الإجراءات مثل الحملات الإعلانية والأدوات الإعلامية مثل البيانات الصحفية والمقالات والرسائل النصية القصيرة والملصقات والنشرات التوعوية الموزعة في المتاجر في الخضار وسوق الفاكهة، مسلخ أبوظبى، سوق النباتات وسوق السمك.
اختبارات COVID-19
تم إخلاء منطقة ميناء زايد بمساعدة شرطة أبوظبي وأجرت شركة طموح للرعاية الصحية اختبارات COVID-19 لـ750 عاملاً تم نقلهم إلى منشأة سكنية مؤقتة في مدينة المفرق العمالية. وأشارت الشركة إلى أن هؤلاء العمال سيعودون بمجرد إعادة فتح الطرق.
سهلت شرطة أبوظبي جوانب مختلفة من الهدم بما في ذلك تعزيز الأمن، حيث اتخذت الشرطة الإجراءات اللازمة لتأمين موقع الهدم بدوريات المرور، وضمان تدفق حركة المرور في المناطق المجاورة للموقع والتحويلات المناسبة للطرق، كما دعمت هيئة الدفاع المدني في أبوظبي بتأمين الموقع وفقاً لمتطلبات السلامة والوقاية، بما في ذلك إخلاء المنطقة المحيطة بالأبراج وتوفير سيارات الإسعاف والطوارئ والإطفاء والإنقاذ.
وبدعم من لجنة الهدم، تم وضع خطة أمنية ميدانية شاملة لتنفيذ عملية الهدم. وركز ذلك على حالة البنية التحتية للموقع من المباني الحكومية والتجارية والسكنية، والإشراف المباشر على إخلاء المناطق المجاورة، وضمان عزلها قبل عملية الهدم.
وضمت اللجنة الإعلامية إدارة الإعلام الأمني في قطاع شؤون القيادة بشرطة أبوظبي، ومكتب أبوظبي الإعلامي، ودائرة البلديات والنقل، ومدن العقارية.
خطط إعادة التطوير
بعد الهدم، ستتمكن المتاجر في المنطقة التي يتكون منها سوق السمك وسوق الفاكهة والخضراوات وسوق السجاد وسوق النباتات من استئناف العمل في وقت متأخر من بعد الظهر، حيث ستواصل هذه الأسواق، المجاورة لمينا بلازا غير المكتملة، العمل حتى مع بدء العمل في المرحلة الثالثة من إعادة تطوير ميناء زايد.
ستنشئ عملية إعادة التطوير هياكل جديدة لإيواء المتاجر الحالية، بالإضافة إلى إفساح المجال لمتاجر جديدة لبيع التحف والكتب. قال «أوريجان» إن المنطقة ستظل مركزاً حيوياً للتجارة، كما كانت منذ إنشائها في عام 1972.
