استطاع الفنان السعودي الشاب بدر اللحيد أن يُثبت نفسه في الدراما المحلية في السنوات الماضية،لافتاً الانتباه إليه بإمكاناته وقدراته التمثيلية الهائلة التي أبرزها في عديدٍ من الأعمال الدرامية، حيث شارك في بطولتها إلى جانب كبار النجوم السعوديين.
وفي الموسم الدرامي الرمضاني الماضي، خاض اللحيد دور البطولة في أولى تجاربه الدرامية بالخليج العربي عبر المسلسل الإماراتي "قلوب بيضاء"، الذي حقق نجاحًا كبيرًا وقت عرضه في الموسم، وبعده أيضًا.
"سيدتي" التقت الفنان بدر اللحيد، وحاورته في موضوعات مختلفة، لا سيما في أعماله الفنية، وحياته الشخصية.
بدايةً، حدِّثنا عن تجربتك بأداء دور البطولة في أول عملٍ درامي خليجي لك من خلال المسلسل الإماراتي "قلوب بيضاء"؟
تجربةٌ أكثر من رائعة، تشرَّفت فيها بأداء دور البطولة في أول عملٍ خليجي لي بمشاركة باقةٍ من النجوم السعوديين والإماراتيين. المسلسل تم تصويره في أبو ظبي، العاصمة الإماراتية، وكانت كواليس العمل جميلةً للغاية، وسادها جوٌّ من الود والمحبة بين الجميع، من طاقمٍ فني وتقني وإداري.
أدَّيت في "قلوب بيضاء" دور عبدالله الذي يدخل في مشكلات مع زوجته، ويخاف منها نوعًا ما، ودائمًا ما يضعها في مواقف محرجة.
العمل إماراتي، يتناول قصة عائلةٍ سعودية، تعيش في الإمارات، ويتطرق إلى عديدٍ من الموضوعات الاجتماعية والأسرية والإنسانية المنوَّعة، في قالبٍ لايت كوميدي خفيفٍ وظريف، يعتمد على كوميديا الموقف.
ماذا عن الأعمال الدرامية التي قدمتها خلال الفترة القليلة الماضية؟
قدمت أخيرًا دور البطولة في المسلسل السعودي "لوحة مائلة"، وهو عملٌ جيد جدًّا، وكما علمت من الإنتاج أنهم سيعيدون مونتاجه، وسيعرضونه على منصة إلكترونية عالمية.
تدور أحداث العمل حول صديقين، يتورطان خلال مرحلتين من حياتهما في أعمالٍ خطيرة وغير قانونية، ويسعيان بعدها إلى الانتقام من بعضهما، وتصفية الحسابات بينهما بسبب الخيانة، كما يتطرق إلى مشكلاتٍ اجتماعية أخرى في قالبٍ من الغموض والإثارة والتشويق، ومن المتوقَّع عرضه قريبًا جدًّا، من إخراج سمير عارف، وتأليف فهد الأسطا، ويشاركني في بطولته مجموعةٌ من الفنانين، أذكر منهم علي السعد، محمد الدوسري، عبدالله الحارثي، نورة عسير، رضوى مازن، محمد شامان، جبران الجبران، ونورا عصر.
كذلك، شاركت في العام الجاري في بطولة المسلسل الدرامي السعودي "مامجي"، وهو عملٌ متميز في فكرته، وطريقة طرحه الجديدة، إضافةً إلى الإخراج الراقي، والصورة المبهرة التي قدمها المخرج الكويتي يعقوب المهنا، ويمكن عدَّه مسلسلًا خارجًا عن المألوف إذا ما قمنا بمقارنته بالأعمال المحلية والخليجية، وأدَّيت فيه دورًا من أكثر الأدوار التي أحببتها في كافة أعمالي الدرامية، وهو دور "زد"، إذ وجدت أن الشخصية قريبةٌ جدًّا إلي، وقد تمَّ عرض المسلسل على قنوات MBC، وتطبيق "شاهد" قبل شهر رمضان الماضي، وتدور أحداثه في قالب من الأكشن والإثارة والتشويق حول رجل أعمالٍ مهووس بلعبة "مامجي"، ويحلم بتطبيقها على أرض الواقع، لذا يُسخِّر أمواله ونفوذه لتحقيق هدفه، مستفيداً من متاجرته بالأسلحة، وعضويته البارزة في المافيا العالمية، من تأليف علاء حمزة، وبطولة: فيصل العيسى، سامر المصري، عبدالله الطراروة، إلهام علي، نيرمين محسن، عبدالعزيز برناوي، ومهند الجميلي.
ما جديدك الفني، وهل لك أعمالٌ درامية سنراها قريبًا على الشاشة؟
عُرِضَ عليَّ خلال الفترة القريبة الماضية عديدٌ من النصوص الدرامية، ومبدئيًّا اتَّفقت على المشاركة في ثلاثةٍ منها، لكن إلى الآن لم تدخل حيز التنفيذ بسبب الظروف والأوضاع الحالية بعد تفشي كورونا، وهذه الأعمال، هي: مسلسل "الدفع رباعي"، عملٌ درامي، يتكوَّن من 30 حلقة، سيُعرض قريبًا على قناةmbc، ومسلسل "فندق الأقدار"، الذي يتضمَّن أفكارًا جديدة، ويتميز بقصته الجميلة، ويقدمه شبابٌ سعودي مبدع، انتهوا قبل فترة من تقديم مسلسل "وساوس" الذي عُرِضَ أخيرًا على منصة إلكترونية عالمية، وحقق نجاحًا لافتًا، ويتألف من عشر حلقات، وسيُعرض على تطبيق "شاهد"، كما أشارك في بطولة مسلسل "خلف خلاف" الذي سيتم تصويره في دبي الإماراتية.
أيضًا، انتهيت أخيرًا من تصوير دوري في بطولة المسلسل الدرامي الاجتماعي السعودي "ضحايا حلال"، وأقدِّم فيه شخصيةً مركَّبة، تحمل عديدًا من الأبعاد الجميلة، وتظهر في رابع أو خامس حلقةٍ تقريبًا، وأتوقَّع للمسلسل تحقيق نجاح باهر، لتقديمه قصةً قوية وجريئة نوعًا ما، حيث يتحدث عن أربع فتيات، يقعن ضحايا زواج المسيار بسبب ظروف حياتهن الصعبة وغير الطبيعية. العمل فكرته جميلة جدًّا، وطرحه مختلفٌ تمامًا، وسيُعرض على تطبيق "شاهد" قريبًا، ويتكوَّن من عشر حلقاتٍ، من تأليف السورية نور شيشكلي، وإخراج المصري أحمد مدحت، وإنتاج MBC STUDIOS، وبطولتي، وكلٍّ من سناء بكر يونس، ميلا الزهراني، العنود سعود، نسرين الراضي، وخالد صقر.
كذلك، تمَّ ترشيحي للمشاركة في بطولة المسلسل الدرامي الاجتماعي السعودي "تساهيل"، الذي صوَّرنا منه حلقة بايلوت في الرياض أخيرًا، ومن المقرَّر عرضه على شاشة mbc، وتدور أحداثه في إطار كوميدي مشوِّق، ويتناول عددًا كبيرًا من القضايا والمواقف الاجتماعية، فكرة وإنتاج محمد الراشد، وسيناريو عبدالعزيز عطا الله، وبطولة نخبة من النجوم، أذكر منهم علي السبع، بيومي فؤاد، ليلى السلمان، ميلا الزهراني، محمد الراشد، وزبيدة.
تابعوا المزيد : بدر اللحيد إلى المنتجين: تنازلوا قليلاً لأجل الدراما السعودية
البطولة المطلقة
كيف تختار أعمالك الفنية، وهل هناك شروطٌ معينة لقبولها؟
أختارها بناءً على النص الدرامي الذي يُعرض علي، حيث أقرأه جيدًا قبل أي شيءٍ، وأهتمُّ بالكيف قبل الكم، حتى قبل الاتفاقات المادية والالتزامات التعاقدية، فالنص الجيد يقودني لأداء العمل، وفي بعض الأحيان أتنازل عن أجري المتعارف عليه إذا كان النص يستحق ذلك.
أحيانًا تظهر عندي نظرةٌ ورؤيةٌ خاصة، تجعلني أشعر بمجرد قراءة النص، أنه سيكون عملًا مميزًا، أو لا، وبشكلٍ عام، لا أجامل أحدًا في اختياراتي الفنية، والعمل الذي لا يعجبني، أرفضه مباشرةً، منها أعمالٌ تمَّ عرضها على قنوات كبرى، ما سبَّب لي مشكلاتٍ كثيرة، وأغضب بعض المنتجين مني.
هل تهتم بالبطولة المطلقة أم بطبيعة دورك ومدى تأثيره في العمل؟
في الحقيقة، أحرص على تقديم البطولة المطلقة، وبالطبع أوافق على الفور على ذلك، خاصةً إذا كان العمل قويًّا، وهذا الأمر يحدث مع أي فنانٍ، يُعرض عليه دور البطولة.
إعطاؤك دور البطولة من قِبل صنَّاع أي عملٍ، يعني أنهم يثقون بك وبما تقدم، وهذا أمرٌ جيد لأي ممثلٍ، لكنني أحيانًا أنجذب للنص الدرامي إذا ما كان دوري فيه مميزًا وإن لم يكن دور بطولةٍ، مثلًا، شاركت في مسلسل "مامجي"، لأنني أُعجِبت بشخصية "زد" على الرغم من أنها لم تكن "شخصية بطولة"، إذ كانت جميع شخصيات العمل مهمةً ومؤثرةً فيه، كما أنني أحبُّ الأعمال الجماعية، لا سيما أن الشخصية فيها، أحيانًا، تكون مرسومةً بدقة أفضل من شخصية البطل، وهذا ما حدث في فيلم "دم عائض"، فشخصية عائض، بطل العمل، التي قدمها زميلي فيصل العمري، لم تتجاوز "سالم"، التي قدمتها، فشخصيتي فيه كانت تميل إلى الشر، وتركت بصمةً واضحة، تجاوزت البطل في الفيلم.
وأؤكد أن البطولة إذا كانت في عملٍ هشٍّ، تنقلب نقمةً على الفنان، لذا من الأفضل أن يبحث عن تقديم دورٍ مميَّز في عملٍ درامي قوي.
بشارة خيرٍ
اليوم، دور العرض السينمائي بدأت تنتشر في كافة المناطق السعودية، كيف ترى ذلك؟
افتتاح عددٍ كبير من دور العرض السينمائي في مختلف المناطق السعودية، وعرض بعض الأفلام المحلية المتميزة، مثل فيلم نجد، فيها بشارة خيرٍ للفنانين بولادة سينما جديدة، ستؤسِّس لصناعة سينما حقيقية، وتعطي ثقةً بالفيلم المحلي، وتثبت قدرة المنتج السعودي على تقديم أفلامٍ جيدة، وعرضها في دور السينما ببلاده، وأتمنى أن تكون هناك أفلامٌ مميزة في مقبل الأيام، وألَّا تُعرض في هذه الدور إلا الأعمال التي تستحق العرض، ويُطلق عليها "أفلامٌ سعودية"، ففي رأيي، إذا لم يجد هذا الأمر اهتمامًا، فسيتجه الجميع إلى الإنتاج السينمائي المختص وغير المختص بالفن والسينما.
ما رأيك فيما تعيشه السعودية حالياً من ازدهار ثقافي وفني؟
نحن قادمون على رؤيةٍ للمستقبل، وانفتاحٍ ثقافي يُشرِّف بتدشين أكاديميات ومعاهد فنية في الجامعات قريبًا، بدعمٍ من وزارة الثقافة، كما أن هيئة الترفيه، وبدعمٍ من رئيسها، تساند الأعمال المسرحية في البلاد.
من وجهة نظرك، ما المطلوب من العاملين في المجال الفني لمواكبة هذا التطور؟
أتمنى التوفيق للفن والدراما والمسرح والسينما في السعودية، وأطالب صنَّاع الأعمال الفنية المحلية بتقدير هذا الانفتاح عبر تقديم أعمالٍ وأفكارٍ جديدة وجيدة، وأتمنى أن نلمس وعيًا وتقدمًا وتطورًا أكبر في الدراما والفن السعوديين في مقبل الأيام.
أعدُّ الجميع زملائي
ما طبيعة علاقتك بالوسط الفني؟
علاقاتي الخاصة، وحياتي اليومية العائلية والأسرية ومع الأصدقاء بعيدة جدًّا عن الوسط الفني، وليست لدي أي علاقات صداقة في الوسط، لكنني أعدُّ الجميع زملائي، ويجمعني بهم كل خيرٍ ومحبةٍ واحترام، وأكنُّ لهم كل تقديرٍ، وأتواصل مع أغلب الفنانين والنجوم السعوديين في المناسبات المختلفة.
كيف ترى تأثير الشللية على الدراما، هل هو إيجابي أم سلبي؟
الشللية تؤثر سلبًا على الدراما السعودية، بل وتضرُّ الفنان نفسه. وجود الممثل كل عام مع الفريق نفسه من الممثلين يضرُّه شخصيًّا، وهذا عكس ما يحدث في الدراما الخليجية والعربية، حيث نرى النجوم في كل عملٍ مع طاقمٍ مختلف من الممثلين وصنَّاع الأعمال، مثل سعاد عبدالله، وحياة الفهد، وبالتأكيد هذا ذكاءٌ، سواءً في جهة الصورة، أو النص، أو الشخصيات، إضافة إلى الأجواء، والطرح والفكرة الجديدة.
من جهتي، أرفض تمامًا الشللية، والعمل مع "جروب" معيَّن كل عام، والحمد لله، أعتقد أنني محظوظٌ، لكوني أعمل مع الكل، ولا أُحسَب على أحدٍ، أو على "جروبٍ" معيَّن، وهذا يعود إلى ابتعادي عن الوسط الفني في حياتي اليومية، ورغبتي في تنويع أدواري وأعمالي الفنية.
"السوشال ميديا"
كيف تتعامل مع "السوشال ميديا"، ومتى تلجأ إلى الـ "بلوك"؟
"السوشال ميديا" لها أهلها والمتخصِّصون فيها. من جهتي، أنشط كثيرًا في تويتر وإنستغرام، فقد فتح هذان الموقعان لنا نحن الفنانين آفاقًا رحبة، ففيهما أنشر أخباري، وأقوم بتسويق آخر أعمالي الفنية، كما أتواصل مع الجمهور بشكل مباشر ودائم.
خاصية الـ "بلوك" ألجأ إليها عندما يتجاوز شخصٌ ما حدود الأدب والاحترام، فلا مكان لأي إنسانٍ غير محترم في حساباتي الشخصية.
هذا أنا
مَن هو بدر اللحيد الإنسان؟
بدر اللحيد الإنسان، هو بدر اللحيد الممثل. أنا إنسانٌ طبيعي جدًّا، وأحبُّ البساطة، وأبتعد عن التصنُّع والتكلُّف، وأصفِّي نيتي مع الجميع، وأحبُّ نفسي وما أنا عليه الآن، ولا أقلِّد أحدًا، وأعشق عملي والفن والتمثيل كثيرًا، وأحرص دائمًا على تقديم أدوارٍ تلامس الجمهور، وأن أكون دائمًا موجودًا في أعمالٍ متميزة.
ماذا عن الحب والزواج؟
الحمد لله، عشتُ الحب والزواج، ورزقني ربي الأولاد، وهذا أكبر حبٍّ. شعورٌ جميل أن تحبَّ الحياة، وتهتم بنفسك أكثر، لأنك مسؤولٌ عن عائلةٍ، وأنا أحبُّ عائلتي كثيرًا، زوجتي وأولادي ووالدي ووالدتي وأشقائي وشقيقاتي، والحب الحقيقي وجدته في ابنَي عزام وعبدالله.
ما الفريق الرياضي الذي تشجعه؟
أنا هلالي الهوى، ومتعصبٌ للزعيم.
ماذا عن طفولتك؟
وُلِدتُ، ونشأتُ، وترعرعتُ، وما زلت أعيش في الدرعية، أيقونة التاريخ، حيث تُذكَر في التاريخ قبل 574 سنة، وهي عاصمة الدولة السعودية الأولى، وأرض الإنجازات والبطولات.
حينما أتكلم عن الرياض، أستحضر قصيدة الأمير سعود بن عبدالله التي يقول فيها:
قلبي تولّع بالريـاض .. حـب ورثتـه مـن الجـدود
يا صفحة ناصعـة البياض .. زرعتـي الصحـرا ورود
يا نجد يا أرضي وسماي .. يعجز عن الوصف اللسـان
الحـب مالي فيه رأي .. وما أظن لـي غيـرك مكـان.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
