شهدت شوارع لندن التجارية اكتظاظا وزحاماً غير مسبوق بعد أن تدفق مئات الألوف من المتبضعين إلى شوارع (أوكسفورد ستريت) و(نايتس بريدج) و(بوند ستريت) ووقفوا في طوابير طويلة عند بوابات المتاجر الشهيرة ومنها (Selfridges) و(John Lewis) و(Debenhams) و(Topshop) و(Primark) بعد نحو ثلاثة شهور من الإغلاق الذي شهدته العاصمة وانتهى في الثاني من هذا الشهر حيث تزامن رفع الإغلاق مع قرب الاحتفال بأعياد الميلاد الذي يتطلب تسوقا عائلياً للهدايا التي يقدمها الناس لبعضهم البعض ومحاولة البحث عن البضائع (اللقطة) التي عادة ما تخضع للتنزيلات الهائلة والخصومات التي تصل إلى أكثر من 70% حيث اعتادت العائلة البريطانية على انفاق ما قيمته نحو 700 جنيه إسترليني على التسوق خلال أعياد الميلاد.
النوم في الخيام بانتظار فتح الأبواب
وقد شهدت الباصات ومحطات قطار الأنفاق زحاماً شديداً وطوابير طويلة تتطلب الانتظار لأكثر من ساعة كما نام بعض المتسوقين الليل بطوله في خيم صغيرة قرب المتاجر فيما بدأ توافد البعض الآخر منذ الساعة الثالثة صباحاً ما أجبر بعض المحلات على فتح أبوابها مبكراً، وقد حدثت خلال هذا الزحام فوضى ومشاكل أمنية عندما قام مئات من المتسوقين وأغلبهم من الشاب والمراهقين بإثارة الشغب وحاولوا اقتحام المتاجر من دون الالتزام بأقنعة الوجه وقوانين التباعد الاجتماعي، فيما دخل بعضهم في مشاجرات وعراك لأنهم كانوا يرفضون الانتظام في الطابور أو الالتزام بنصائح الموظفين الذين كاوا يطلبون منهم الحفاظ على مسافات مناسبة ما تطلب استدعاء الشرطة التي تدخلت لاستعادة النظام وحاولت تفريقهم وشكلت حاجزاً يمنع مرورهم كما اعتقلت بعض الأفراد منهم.
رحلات تسوق ممتعة
ومن المؤمل أن تبقى المتاجر اللندنية مفتوحة لفترة أطول في الفترة التي تسبق أعياد الميلاد مع خيار العمل على مدى سبعة أيام في الأسبوع ولمدة أربعة وعشرين ساعة يومياً، لتعويض الخسائر والأضرار التي منيت بها متاجر التجزئة وسلع الرفاهية الراقية بسبب الإغلاق الذي شهدته العاصمة، حيث تصل هذه الخسائر إلى نحو تسعة مليارات جنيه إسترليني، وقد ساعدت الإعلانات الترويجية والتخفيضات الكبيرة على دفع الناس إلى الخروج من المنازل والتخطيط لرحلات تسوق ممتعة خاصة مع السماح بفتح المطاعم والمقاهي والنوادي وصالونات الحلاقة، ما شجع الناس على العودة إلى الحياة الطبيعية بعد أن وعدهم رئيس الوزراء بوريس جونسون بجولات تسوق يسودها الأمان والثقة، كما اتخذت المتاجر بعض التدابير الصحية منها إقفال غرف القياس، وحظر دخول كل أفراد العائلات الكبيرة وحث الزبائن على الدفع باستخدام طرق أخرى غير النقد كلما كان ذلك ممكناً، ووضع أنظمة وحواجز أحادية الاتجاه، والطلب من المتسوقين تعقيم أيديهم عند الدخول وعدم لمس البضاعة التي لا ينوون شراءها.