يلعب الغذاء الصحي والمتوازن دورًا كبيرًا في المحافظة على صحة الإنسان، ووقايته _قدر المستطاع_ من الأمراض، ولأننا بتنا نعيش في زمن لا يخلو من الأوبئة والأمراض المستعصية لابد أن نولي غذاءنا اهتمامًا أكبر، ونسعى لتناول كل ما يعود على صحتنا بالفائدة والحماية.
وفي اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة، وتزامنًا مع حملة سيدتي "صحتي أمانة"، وفي ظل تفشي وباء كورونا في معظم دول العالم التقينا مستشارة التثقيف الغذائي "طرفة الشمري" لتحدثنا عن هذا الجانب المهم والذي يغفل عنه الكثيرون.
تعزيز الجهاز المناعي أمر مهم
بداية تؤكد الأستاذة "طرفة" أنّ الفيروسات موجودة منذ القدم، إلا أنّ التعامل معها يختلف من وقت إلى آخر، وتعزيز الجهاز المناعي لا يوجد له وصفة سحرية أو تناول دواء معين خاص به، بل علينا أن نحاول مرارًا وتكررًا في استخدام المصادر الطبيعية لتعزيز المناعة، ولا يعني هذا استغناءنا عن الذهاب للطبيب المختص إن دعت الحاجة لذلك، أو إن لم يُجدِ استعمال المصادر الطبيعية.
كما يعتبر الجهاز المناعي في الجسم بمثابة خط للدفاع ضد الأمراض المعدية، وليعمل بكفاءة يحتاج للغذاء السليم والمتوازن.
ولابد أن نعلم بأنّ الإنسان متى ما اختار الغذاء الصحي المتوازن الصحيح فإنّ ذلك سيقوي من جهازه المناعي، وستوفر له الحماية من الفيروسات، ويتصدى لها بقوة.
أطعمة تدعم المناعة وتقويها
متى ما كانت تغذية الإنسان سليمة فإنها ستنعكس على جهازه المناعي، ولعل من الأغذية التي تدعم المناعة:
1/ الحمضيات مثل: الجريب فروت، البرتقال، الليمون. حيث تعزز استجابة الجهاز المناعي بسرعة ضد الالتهابات.
2/ الأحماض الأمينية الموجودة في المكسرات، والحبوب كحب اليقطين والسمسم، فهي تساعد على توليد أكسيد النيتريك الداعم للخلايا المناعية.
3/ فيتامين A الموجود في بعض الأغذية كالكبدة، والبطاطا الحلوة، والجزر، والزنك الموجود في اللحوم، والمأكولات البحرية، حيث يعمل فيتامين A والزنك في تنظيم انقسام الخلايا لتحقيق استجابة ناجحة في الجهاز المناعي.
4/ فيتامينE الموجود في المكسرات، والزيوت النباتية.
5/ السيلينيوم الموجود في الحبوب الكاملة والمأكولات البحرية، وفيتامين C الموجود في الكيوي والفلفل البارد.
6/ البروبيوتيك الموجود في منتجات الألبان، فهو له تأثير في تعزيز المناعة عن طريق تقليل أو تأخير ظهور الأمراض المعدية.
الجهاز المناعي ومضادات الأكسدة
مضادات الأكسدة هي عبارة عن جزيئات تحافظ على الخلايا من التلف الذي قد تسببه الجذور الحرة فيها، والجذور الحرة هي عبارة عن نتاج طبيعي عن عملية الأيض، كما أنّ الجهاز المناعي يستخدمها من أجل القضاء على البكتيريا، وبالتالي فإنّ حاجتنا لمضادات الأكسدة أمر لا مفر منه.
فيجب ألا يغفل الشخص عن الإكثار من تناول مضادات الأكسدة الطبيعية الموجودة في الفواكه الملونة بالألوان الزاهية كالحمراء والصفراء والخضراء، إضافة إلى البرتقالية حيث تكثر فيها مضادات الأكسدة، ومن بين الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة: القرفة، والبهارات، والريحان، والشبت، والتوت، والشوكولاتة الداكنة، والخرشوف، والكرنب، والمكسرات، كما توجد في القهوة والشاي الأخضر، ولا يعني ذلك أنه المنقذ من أي مرض أو مشكلة صحية إلا أننا لا ننكر أنّ جزءًا من المضادات موجودة فيه، ومع ذلك لا يجب أن نجعله الدواء السحري لتقوية المناعة، بل هو من الأشياء الطبيعية التي تحتوي على مضادات الأكسدة التي تساعد على مقاومة المرض.
ممارسات تقوي جهازنا المناعي يجب ألا نغفل عنها
هناك ممارسات يجب أن نقوم بها لنقوي جهازنا المناعي، وهي:
1/ التعرض لأشعة الشمس.
2/ وممارسة النشاط الرياضي اليومي من عشر دقائق إلى نصف ساعة يمارسها الشخص كيفما أراد.
3/ أخذ قسط كافٍ من النوم.
4/ تجنب الضغط النفسي.
5/ تجنب التدخين.
6/ الحرص على أخذ اللقاحات.
7/ شرب الماء بكميات مناسبة.
المجتمع بات أكثر وعيًا والإعلام قام بدوره
بات لدى المجتمع الآن ثقافة بالتغذية السليمة، وأصبح على يقين بأنّ جهاز المناعة القوي مرتبط بما يتناوله الشخص، خصوصًا في وقت انتشار العدوى.
كما تقيد بالإجراءات التي فرضتها الحكومة والتي تقي من العدوى، مثل: غسل اليدين، بصورة متكررة، وارتداء الكمامة، والطبخ الجيد للأطعمة.
وأيضًا لعب الإعلام دورًا بارزًا من خلال توعية المجتمع بأهمية تقوية الجهاز المناعي من خلال التغذية السليمة، وحثهم على الالتزام بكل ما يجنبهم المرض والتقاط العدوى.