لا شك أن اللغة العربية هي إحدى أهم اللغات العالمية، فهي لغة القرآن الكريم، وتعد اللغة الخامسة من حيث انتشارها عالمياً، كونها كالبحر المليء بالكنوز والدرر، من حيث مفاهيمها ومفرداتها الكثيرة المستعملة وأضدادها ومرادفاتها، ونجد أن أهم ما يميز لغتنا العربية أن حروفها وطرق كتابتها لها أكثر من طريقة، والتي تندرج تحت ما يسمى بالخط العربي...ماذا يمثل الخط العربي لجيل اليوم؟
حقبة تسيطر عليها التكنولوجيا
الدكتور الفنان عبدالله فتيني، أستاذ الفنون بجامعة أم القرى، ورئيس الجمعية العلمية للخط العربي، يرى أن الجيل الجديد يعيش حقبة زمنية تسيطر عليها التكنلوجيا، مما أبعده عن جماليات الخط العربي، لكن في الوقت ذاتة فإن إقامة المعارض والفعاليات كالمهرجانات التي أصبحت تشكل رافداً قوياً في الحركة الثقافية والترفيهية تجعل الخط العربي حاضراً في جميع المحافل، فهو جزء من هويتنا وتراثنا اللغوي.
ودعا دكتور فتيني الفنانين التشكيلين والحرفين من مختلف المناطق لإبراز معالم التراث، بما تحمله من قيم أخلاقية وتشكيلية، والمساهمة بحيوية في إثراء المشهد الثقافي، حيث أنه في ضوء المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، تبرز أهمية التشجيع على المشاركة في الأنشطة التراثية والتقليدية، التي ترسخ احترام ثقافتهم الوطنية وتعزز روح الانتماء لديهم.
قلة اهتمام
وعن متذوقي الخط العربي هذه الفترة، بيَّن أنه بفضل المعارض الفنية الخاصة بجماليات الخط العربي هناك عدد كبير من جميع الفئات على تلك المعارض. وقال: «للأسف الاهتمام بكتابة الخط قليل» داعياً المسؤولين في وازرة التعليم للاهتمام بالخط العربي وجعله مادة مستقلة من أجل المحافظة عليه، خاصة بعد الاعتماد على الكمبيوتر في الكتابة، والتي تضمنت الخط العربي بأنواعه؛ موضحاً أن الكمبيوتر خطوط مشوهة.
حث الناس على تعلم وتحسين الخط العربي
وحول النهوض بالخط العربي بين فئة الشباب؛ يقول مدرب تنمية المواهب والقدرات للطلاب، والخبير الدولي المعتمد بالخط العربي عمران حافظ: «بالنسبة لبعض الشباب أصبح الاهتمام بالخط العربي ضعيفًا جدًا، لدرجة أني أتفاجأ برداءة خطهم لأبعد حد، بالإضافة إلى وجود أخطاء إملائية كثيرة سواء في كتاباتهم اليدوية، أو كتاباتهم الإلكترونية، ولكن في المقابل توجد فئات لا بأس بها من الناس يهتمون بالخط العربي؛ وألاحظ ذلك عندما أقوم بالإعلان عن إقامة دورات تدريبية في تعلّم وتحسين الخط العربي، فيبادرون بالاستفسار والمشاركة فيها».
ويرى أنه ينبغي النهوض باللغة بالخط العربي، من خلال حَثّ الناس على تعلّمه وتحسينه، وإقامة المسابقات والبرامج التعليمية والتدريبية في ذلك، وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة والاهتمام بها.