وقع طالبٌ فريسةً سهلة للنصابين الذين استثمروا حُلم دخول كلية الشرطة لديه، واستولوا منه على 150 ألف جنيه لمساعدته في دخول كلية الشرطة، وزاد الحُلم لدى الطالب؛ بل في أحيان كثيرة كان يتعامل مع زملائه على أنه أصبح ضابطاً، بناء على تأكيد صديقه له: «خلاص يا باشا جهز الدفعة الأولى 150 ألف، أنت نجحت في اختبارين، ووصلت لحد الطبي»، بالفعل دفع الشاب خريج الحقوق المبلغ لصديقه الذي أوهمه بأن علاقاته كبيرة بقيادة بارزة في وزارة الداخلية، وسياسي معرف أيضاً، وأنه تقابل معهما وأعطاهما بياناته، وأكدا إدراج اسمه بكشف المقبولين.
لم تخل معاملة الشاب ممدوح أمين، خريج كلية الحقوق، من المداعبة كلما تحدث مع أصدقائه، «يا ابني أنت وهو، كلها كام شهر، وخلاص همسح تليفوناتكم من عندي، بعد كده هتاخدوا ميعاد عشان تقابلوا محمد باشا»، لكن هذا الحُلم الجميل الذي عاشه الشاب، تبدد مع الإعلان الرسمي عن نتيجة المقبولين في كلية الشرطة، عندها جن جنونه وأصيب بحالة غضب شديدة، بعد أن وجد نفسه مستبعداً من كشوف المقبولين.
تقابل الشاب مع صديقه المتهم، في منطقة طرة البلد، وطلب منه أن يعيد إليه 150 ألف جنيه التى أخذها منه؛ فرفض ودارت بينهما مشاجرة أخرج خلالها المتهم سكيناً، وغرسه في صدر الشاب محمد أمين؛ فسقط على الأرض غارقاً في دمائه ومات في الحال، وهرب النصاب من مسرح الجريمة قبل وصول الشرطة.
وتحرر محضرٌ بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة، التى قررت انتداب الطب الشرعي لتشريح جثمان المجني عليه لبيان أسباب وفاته، وكلفت المباحث بإعداد تحرياتها، وضبط منفذ الجريمة.
بعد ساعات تمكنت الشرطة من القبض على المتهم الرئيسي و4 من معاونيه في الجريمة، وبمواجهته اعترف بتفاصيل الواقعة؛ موضحاً في بداية أقواله بمحضر الشرطة: «كان عايز يبقى ضابط شرطة بـ150 ألف جنيه بس، الناس بتدفع مليون وأكتر».
وأضاف المتهم، أن الشاب حضر إليه بعد إعلان نتيجة المقبولين بكلية الشرطة، وأنه كان ينوي الشر، بعدما طلب منه رد المبلغ الذي حصل عليه نظير مساعدته في دخول كلية الشرطة.
وأوضح المتهم أنه قال للمجني عليه: «ملكش عندي حاجة، أنت نجحت في اختبارين والطبي هو اللي طلعك، وده مفيش فيه مجاملة»؛ فاحتدم النقاش حتى انتهى بجريمة قتل الشاب على يد صديقه، بعدة طعنات متفرقة في الجسد.