إعتادت دار "شوميه" أن تحتفل بكنوز الطبيعة أو تلك التي روّضتها يد الإنسان، وذلك من خلال رسومات وتصاميم تشكّل إرثاً حقيقياً يسلّط الضوء على الجمال الريفي الذي يربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
في ديسمبر الجاري، تعيد "شوميه" إحياء هذه التقاليد المرتبطة بالطبيعة من خلال مجموعة من المجوهرات الفاخرة الغنيّة بتناقضاتها. وتظهر زهرة الرنوكولوس كرمز شاعريّ جديد يُزهر في حديقة الدار ليتحوّل إلى شعار للجمال. فنجدها تزيّن عقدين فاخرين ومميّزين: "إكلوزيون دو شوميه" و"إسكيس دو شوميه" يعبران عن قدرة الدار على الإبتكار ويجسّدان المهارة في الجمع بين فنون الخط واللون.
تمّ تقديم تصميميّ "إكلوزيون دو شوميه" و"إسكيس دو شوميه" في مجلس غرفة أم الشّيف في وسط جميرة. وتأتي هذه المناسبة لتعبّر عن أهميّة التوازن في الحفاظ على إرث الدار ورسم معالم جديدة لمستقبلها. إنه حوار بين الماضي والحاضر والمستقبل يتميّز بأهمية كبيرة بالنسبة للإمارات العربية المتحدة ولرؤية الشيخ زايد.
إفتُتح مجلس غرفة أم سيف في العام 1955 ليشكّل مصيفاً للراحل الشيخ رشيد بن سعيد آل مكتوم. وهو معروف تقليدياً بأجواء الهدوء والسكينة التي توفّرها الطبيعة العربيّة حيث الهواء المنعش وأشجار النخيل.
"إكلوزيون دو شوميه":
تتطلّع دار "شوميه"، في إطار ارتباطها العميق بجذور الفن، إلى خبراء حركة الرسم المتحرر لما يتمتعون به من قوة في التعبير وتنسيق الألوان النقيّة التي تستنهض الأحاسيس. ويأتي تصميم "إكلوزيون دو شوميه" أشبه بقصيدة تحتفل بالأنوثة المشرقة من خلال التدرّجات المتوهّجة لأحجار التزافوريت والإسبينيل الوردي. تقوم هذه الأحجار الملوّنة والمنحوتة بتزيين خواتم غير متوازية في تصاميمها أما الأقراط التي تأخذ شكل بتلات الأزهار فتتناسق بشكل لافت مع منحنيات الأذن.
إلى جانب هذه الأزهار الثمينة، نشهد ظهور فراشة تأخذ شكل بروش يذكّر بتصميم آخر من الإبتكارات الموجودة بأرشيف الدار. وهي تتلوّن بتدرجات من الأخضر المشرق إلى الأحمر الناري، ومن البرتقالي المنعش إلى الرمادي مستحضرتاً أزهار الرنوكولوس الخاصة بدار "شوميه" في مجموعة من المجوهرات الإستثنائيّة.
تتفتّح هذه الأزهار أيضاً على أقراص الساعات لتحوّلها إلى لوحات فنيّة مشرقة تعبّر عن مهارة فريدة: أحجام هيكليّة مرسومة يدوياً، زخرفات ذهبيّة رقيقة، وموانىء مشغولة بعناية بالتعاون مع الفنانة الشهيرة آنيتا بورشي. تشكّل هذه القطع المتألّقة بألوانها صدى للوفرة والحيوية التي تتمتع بها الطبيعة.
"إسكيس دو شوميه":
في تحية تقدير لأكثر الألوان الرمزيّة المعتمدة من قبل "شوميه"، تتلوّن أزهار الرنوكولوس بتدرجات الأزرق من خلال أحجار الزفير السيلاني والتنزانيت التي تزيّن عقد "إسكيس دو شوميه". يُشكّل هذا التصميم مقاربة مختلفة للإبداع الذي تتمتع به الدار وهو يسلّط الضوء على التوازن المونوكرومي الذي يُظهر الحسّ الفني الذي تتمتع به "شوميه" في مجال رسم الخطوط وما يرافقه من براعة في تنفيذ كل قطعة من المجوهرات.
يأتي استعمال الألماس المرصوف، وعرق اللؤلؤ، والأونيكس ليستحضر الخطوط التي ترسم عنق الزهرة وحواف بتلاتها محوّلاً إياها إلى خاتمين، أقراط للأذنين، ساعة، وعقد قابل للتحوّل إلى بروش. وتقوم الأحجار الثمينة بإبراز الخطوط الرقيقة والأحجام المدهشة لهذه التصاميم مما يجعلها تشبه زهرة الرنوكولوس الذي يعبّر تفتّحها عن عمق الحب الذي يسكن القلب. إنها طريقة جديدة ومعاصرة لتسليط الضوء على الرسم كخطوة أساسيّة في تصميم المجوهرات، ومثل الأشعة السينيّة تكشف عن البنية الخفيّة عادةً للإبداع.