بعض الأشخاص يولودون بطفرة جينية نادرة، حيث يبدو أن الرجال في عائلة "أبو" يتشاركون في طفرة جينية نادرة جداً، لدرجة أنه يُعتقد أنها تؤثر فقط على حفنة صغيرة من العائلات في العالم، فهم ليست لديهم بصمات أصابع.>>يعيش "أبو ساركر"، البالغ من العمر 22 عاماً، مع أسرته في قرية في منطقة راجشاهي الشمالية، وكان يعمل كمساعد طبي حتى وقت قريب، فيما كان والده وجده مزارعيْن، وفقاً لوكالة "إل بي بي سي".
"بييتر إيتين " و" أبو"..بدون بصمات
والحالة النادرة التي من المرجح أن عائلة ساركر مصابة بها، بأديرماتوغليفيا، حالة أصبحت معروفة على نطاق واسع، واكتشفت لأول مرة في عام 2007؛ عندما اتصلت امرأة سويسرية، في أواخر العشرينات من عمرها، ببيتر إيتين، طبيب الأمراض الجلدية السويسري، حيث كانت تواجه مشكلة في دخول الولايات المتحدة، فرغم تطابق وجهها مع الصورة الموجودة في جواز سفرها، لكن لم يتمكن ضباط الجمارك من تسجيل أي بصمات أصابع لها؛ لأنه لم تكن لديها بصمات أصابع.
ولم يكن وجود بصمات أصابع أمراً مهماً أيام جد "أبو"، وقال "أبو": "لا أعتقد أنه فكر في الأمر على أنه مشكلة".
عندما كان "أبو" لا يزال صبياً في عام 2008، قدمت بنغلاديش بطاقات الهوية الوطنية لجميع البالغين، وكانت قاعدة البيانات تتطلب بصمة الإبهام.
ولم يعرف الموظفون المرتبكون كيفية إصدار بطاقة لأمل ساركر، والد "أبو"، والذي حصل عليها أخيراً مختومة بـ"لا توجد بصمة إصبع".
ماذا قال "أمل"..وماذا فعل؟!
وأصبحت بصمات الأصابع إلزامية لجوازات السفر ورخص القيادة في عام 2010، وبعد عدة محاولات؛ تمكّن أمل من الحصول على جواز سفر بإبراز شهادة من لجنة طبية.
ومع ذلك، لم يستخدم أمل جواز سفره مطلقاً، ويرجع ذلك جزئياً لخشيته من المشاكل التي قد يواجهها في المطار، وعلى الرغم من أن ركوب الدراجة النارية أمر ضروري لعمله في المجال الزراعي، إلا أنه لم يحصل على رخصة قيادة.
وقال أمل: "لقد دفعت الرسوم، واجتزت الاختبار، لكنهم لم يصدروا لي رخصة؛ لأنني لم أستطع تقديم بصمة إصبع".
ويحمل أمل إيصال دفع رسوم الترخيص معه، لكن لا يساعده ذلك دائماً عندما يتم إيقافه، فقد تم تغريمه مرتين.
وقال أمل إنه شرح حالته للضابطين المرتبكين، ورفع أطراف أصابعه لهما، لكن لم يتنازل أي منهما عن الغرامة.
وأضاف أمل قائلاً: "إن هذه تجربة محرجة دائماً بالنسبة لي".
جميع أفراد العائلة على شريحة الأم!!
وفي عام 2016، ألزمت الحكومة مطابقة بصمة الإصبع مع قاعدة البيانات الوطنية؛ من أجل شراء شريحة للهاتف المحمول.
وقال "أبو" بابتسامة ساخرة: "لقد بدوا مرتبكين عندما ذهبت لشراء شريحة، وظل برنامجهم يتجمد في كل مرة أضع فيها إصبعي على جهاز الاستشعار".
وقد تم منع "أبو" من شراء شريحة، ويستخدم جميع أفراد عائلته الذكور الآن شرائح صادرة باسم والدته.