ينطلق رالي داكار السعودية 2021 اليوم الأحد، وتستضيفه البلاد للعام الثاني على التوالي، ويستمر 13 يوماً، خلال الفترة من 3 إلى 15 يناير الجاري، بتنظيمٍ من وزارة الرياضة، وبالتنسيق مع الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية.
وخلال حفل الافتتاح، الذي جرى أمس السبت، عبَّر الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، عن سعادته باستضافة بلاده هذا الحدث الرياضي العالمي الأشهر بالقول: "نسعد باستضافة أشهر وأكبر المتسابقين في سباق يعدُّ الأكبر والأضخم على مستوى العالم، وسيكون المشاركون على موعد جديد مع مشاهدة تضاريس وطبيعة جديدة، تختلف عن سابقتها في العام الماضي، وهي امتداد لما تتمتع به بلادنا الغالية من طبيعة متعددة ومتنوعة في مختلف مناطق السعودية، وهنا أود الإشارة إلى الجهود الكبيرة التي بذلت لتسهيل كافة العوائق والصعوبات، في ظل الظروف الحالية التي تجتاح العالم بأكمله جرَّاء جائحة كورونا، حيث كان لمتابعة وحرص واهتمام ولي العهد دور كبير في تذليل كل المصاعب، بفضل الله عز وجل، وهو الأمر الذي يجعلنا دوماً نفخر بقيادة هذا الوطن الغالي، فأهلاً بكل الضيوف ومرحباً بداكار من جديد على أرض السعودية".
ويعبر المتسابقون عشر مدن سعودية خلال 12 مرحلة مختلفة، يتخللها يوم راحة في مدينة حائل بمسافة تصل إلى سبعة آلاف و600 كيلومتر.
ومنحت اللجنة المنظمة كافة المتسابقين مساحةً للمنافسة القصيرة أمس السبت عبر المرحلة التمهيدية استعداداً لدخول أجواء المنافسة الفعلية التي تنطلق اليوم، إذ قطع المشاركون فيها مسافة 129 كيلومتراً في المجموع، ومثلها 11 كيلومتراً في المسار الخاص بجدة.
وتقام اليوم المرحلة الأولى، حيث تنطلق منافسات الرالي من محافظة جدة باتجاه بيشة في مسارات تزخر بالتحدي عبر عديدٍ من الوديان والمناطق الصخرية الخلابة، بمسافة 622 كيلومتراً، تتخللها مرحلة خاصة تقدَّر بـ 277 كيلومتراً.
وستكون المرحلة الثانية عبر منطقة مليئة بالكثبان الرملية بمسافة إجمالية 685 كيلومتراً، تتخللها مرحلة خاصة تبلغ 457 كيلومتراً، حيث ينطلق المتنافسون من بيشة إلى وادي الدواسر محاولين تخطي صعوبات هذه المرحلة التي تشتمل على كثيرٍ من الطرق الوعرة قبل الوصول مجدداً إلى مسارات رملية.
وتقام المرحلة الثالثة في وادي الدواسر، حيث تمثل البوابة الرسمية للربع الخالي، الذي سيواجه فيه المتنافسون الكثبان الرملية المرتفعة، التي تحتاج إلى تكتيكات خاصة خلال السباقات. وتعدُّ المرحلة فرصة حقيقية للمشاركين لتوسيع الفارق مع منافسيهم، وتبلغ مسافتها 630 كيلومتراً، تتخللها مرحلة خاصة يقطعها المشاركون وتبلغ 403 كيلومترات.
بعد ذلك تأتي المرحلة الرابعة، التي تبدأ من وادي الدواسر وحتى الرياض، وتعدُّ المرحلة الأطول في السباق بشكل عام، إذا ما تم احتساب مقطع الترابط، إذ تبلغ مسافتها 813 كيلومتراً، منها مرحلة خاصة تبلغ 337 كيلومتراً، وسيكون المزيج المتنوع من المسارات سبباً في عدم منح المشاركين أي وقت للراحة، كما أن الأخطاء خلال هذه المرحلة قد تتسبَّب في تراجعٍ كبير، كون هذه المسارات تعدُّ من المراحل الانتقالية.
بعد ذلك تبدأ المرحلة الخامسة، وهي مرحلة طويلة وشاقة، يخوضها المشاركون من الرياض إلى القيصومة، ويجب عليهم فيها التحلي بالصبر في طريقٍ يتميز بكثرة الكثبان الرملية والصخور، ما يتسبَّب في انخفاض معدلات السرعة في المسار الذي يبلغ طوله 622 كيلومتراً، بمرحلة خاصة تبلغ 456 كيلومتراً.
وفي المرحلة السادسة، يقطع المشاركون مساراً رملياً بأكمله في حائل بمسافة تبلغ 618 كيلومتراً، ومرحلة خاصة تبلغ 448 كيلومتراً، تُختبر فيه قدرات المتنافسين ومهاراتهم في القيادة في مختلف الفئات التي يضمها السباق، قبل أن يتمتعوا بيومٍ واحد من الراحة في المدينة ذاتها "حائل"، ليتمكنوا من فحص مركباتهم، وإنجاز أعمال الصيانة، قبل العودة مجدداً إلى منافسات الرالي الكبير.
بعدها، تقام المرحلة السابعة "الماراثون"، التي تنطلق من حائل باتجاه سكاكا، وتبلغ مسافتها 737 كيلومتراً، وبمرحلة خاصة تقدَّر بـ 471 كيلومتراً، يواجه فيها المشاركون سلسلة من الجبال الرملية، و100 كيلومتر من التنافس في السباق صعوداً ونزولاً عبر الجبال. وسيجبر المتسابقون على التعامل مع مركباتهم بأنفسهم في حال وجود أي أعطال أو غير ذلك.
أما المرحلة الثامنة، التي تعدُّ الجزء الثاني من مرحلة الماراثون، وتبلغ مسافتها 709 كيلومترات، مع مرحلة خاصة تبلغ 375 كيلومتراً، فسيعيش المشاركون فيها أجواءً رائعة، ويستمتعون بمشاهدة المناظر والطبيعة الخلابة في هذا الجزء من مناطق السعودية، الممتد من سكاكا حتى مدينة المستقبل "نيوم".
وفي الجولة التاسعة، على ضفاف البحر الأحمر، يخوض المتنافسون في الرالي في "نيوم" مسافة تبلغ 579 كيلومتراً، ومرحلة خاصة تبلغ 456 كيلومتراً، يتخللها أجزاء تحتاج إلى السرعة وأخرى رملية، وعلى المشاركين فيها توخي الحذر، وهو ما يجعلها واحدة من أصعب المراحل.
وتمتد المرحلة العاشرة من نيوم للعلا، ويعايش فيها المتنافسون مزيجاً من المناظر الطبيعية والمناطق شديدة الانحدار، وتبلغ مسافتها 583 كيلومتراً، بمرحلة خاصة تقدَّر بـ 342 كيلومتراً. وقد يستفيد الملاحون المخضرمون من هذه الجولة في شق طريقهم عبر الوديان.
وستكون المرحلة الـ 11 أطول مرحلة خاصة في الرالي بـ 511 كيلومتراً، وبمسافة إجمالية تبلغ 557 كيلومتراً من العلا حتى ينبع، حيث ستحدد بشكل كبير شكل المنافسة بين المتسابقين المتبقين، وفيها ستعود الكثبان الرملية بمسافة تبلغ 100 كيلومتر، وقد تكون الفوارق في الأزمنة بين المشاركين كبيرة.
وستحدِّد المرحلة الـ 12 الفارق بين المتنافسين، وستحسم تتويج الأبطال بالألقاب، وتبلغ مسافتها 452 كيلومتراً، بمرحلة خاصة تقدَّر بـ 225 كيلومتراً، من ينبع حتى نقطة النهاية والتتويج في جدة. وتعدُّ هذه المرحلة أشد المراحل تنافساً وقوة، حيث سيضطر خلالها المتسابقون، خاصةً مَن سيكونون في المقدمة، إلى تقديم كل ما لديهم لحسم الأمتار الأخيرة من الرالي الطويل والشاق.
يذكر أن رالي داكار 2020 هو النسخة الـ 42 من رالي داكار، وأول نسخة تقام في القارة الآسيوية، بعد أوروبا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، وقد استضافته السعودية في الفترة ما بين 5 إلى 17 يناير 2020، ومرَّ السباق بمراحل عدة، بدأت من مدينة جدة، مروراً بمشروع البحر الأحمر، ثم مدينة نيوم، تلتها العلا، ثم حائل، فالرياض ثم الأحساء، والربع الخالي، وصولاً إلى "القدية" في مدينة الرياض.
وفاز في رالي داكار السعودية 2020 في فئة السيارات السائق الإسباني المخضرم كارلوس ساينز، فيما حلَّ حامل اللقب القطري ناصر العطية ثانياً، يليه الفرنسي بيتر هانسيل.
وتوِّج سائق فريق هوندا، الأمريكي ريك برابك، بلقب رالي داكار السعودية 2020 في فئة الدرَّاجات النارية للمرة الأولى في تاريخه، ومنح فريقه اللقب بعد غياب 18 عاماً عن منصات التتويج.