تشهد المملكة العربية السعودية حراكاً ثقافياً غير مسبوق، تماشياً مع رؤية 2030، وظهر ذلك جلياً في ازدياد عدد المكتبات العامة وإقبال الناس على معارض الكتاب وانتشار دور النشر المحلية، وذلك يبشر بالعودة للاهتمام بالثقافة والمعرفة كما كانت عليه سابقاً...في الحديث عن الثقافة كانت ومازالت الساحة الثقافية في السعودية ترحب بالمجالس الثقافية التي تقام عادة بمجهودات فردية، لأشخاص لهم نصيب من العلم والمعرفة، ورعوها مادياً في سبيل نشر الثقافة والحوار.
وعلى نفس الخطى أسست ضيفتنا مجلساً ثقافياً في مدينة جدة، أسمته المقام الثقافي، وبات منذ إنشائه يستضيف كبار الشخصيات من مختلف المناحي الثقافية في حوارات مفتوحة مع الحضور، وحقق نجاحاً لافتاً، وعن فكرته وتأسيسه وأهدافه حاورنا أميرة الفاضل.
حدثينا عن نشأة فكرة تأسيس مجلس ثقافي
قبل إنشاء المجلس كنت أُنظم مجموعات قرائية مع بعض الأصدقاء، إضافة لحضور بعض «الصالونات الأدبية النخبوية» في ذلك الوقت، وكانت فكرة تأسيس مجلس ثقافي بطابع بسيط بعيداً عن التكلف لا تفارق ذهني؛ إيماناً أن من شأن المجالس أن تخلق صوراً ونماذج لمجتمع منفتح على الآخرين، ومن هنا نشأت الفكرة وسعيت إلى تحقيقها.
من الجميل أن نرى شابة تهتم بالثقافة، ما سبب شغفك بهذا المجال؟
منذ صغري كان الكتاب هو الرفيق الذي لم يخذلني يوماً، كنت أقرأ كل ما هو متوفر وليس كل ما أريد، من الطريف أني قرأت كتباً لم تتناسب مع عمري حينها، ولم أفهمها لكن كنت أتفاخر بقراءتها في المدرسة، وطبعاً أعدت قراءتها بعد أن كبرت، والكثير من التساؤلات كانت تدور في ذهني، وأزعم أن ذلك يحدث مع كل قارئ، إضافة لإعجابهم بطرح الكاتب، وهنا أود أن أقول أن مجلس «المقام الثقافي» أتاح لي لقاء الكاتب وإيجاد الإجابات التي كنت أبحث عنها.
لا أتبنى توجهاً
ما هي أهداف مجلس المقام الثقافي وماهي المحاور والأفكار التي يتبناها؟
أطمح إلى تنشيط دائرة الفكر، ونقلها من أصحابها إلى الباحثين عنها، وأتمنى أن أكون وفقت في ذلك.
وفيما يخص الأفكار التي تناقش فأود أن أؤكد أن المجلس لا يتبنى توجهاً معيناً فكل فِكر قابل للطرح والنقاش وحتى الانتقاد.
من أبرز الضيوف الذين استضافهم مجلس المقام الثقافي، ومن الشخصيات التي تتمنين استضافتها؟
استضاف المجلس عدداً كبيراً من الشخصيات على سبيل المثال، أستاذة حليمة مظفر، دكتور سعيد السريحي، الكاتب أحمد مشرف، الروائي عبد الله ثابت، الروائي عبده خال، دكتورة أروى خميس، وغيرهم، وهنا أحب أن أضيف أن كل شخص شارك في اللقاءات لا يقل أهمية عن الآخر.
أما الشخصيات التي أطمح إلى لقائهم أو استضافتهم هم سعود السنوعي، حسن كمال، عبدالوهاب الرفاعي، خولة حمدي.
ما مدى إقبال الشباب خاصة على أمسيات مجلس المقام الثقافي؟
بفضل من الله وتوفيقه، حقق المجلس أصداءً إيجابية وحضوراً ووهجاً إعلامياً، أما عن إقبال الشباب ففي اعتقادي، ولأن المجلس أتاح لهم طرح ومناقشة أفكارهم وحتى مشاركتهم في اختيار الضيف، فإنهم باتوا حريصين على حضور الجلسات والأمسيات، ويزداد الحضور ويتنوع في كل مرة.
ما الخطة المستقبلية لمجلس المقام الثقافي؟
الأطفال جزء من الخطة التوسعية المستقبلية للمجلس، وذلك من خلال طرح ما يمكن أن يجذب اهتمامهم، سواء في الأفكار أو القضايا أو الضيوف، كما يمكن أن نخوض تجربة «البودكاست» في حال كان الضيف من خارج المملكة، والبحث عن جهات ترعى المشروع، بشكل عام لدينا كثير من المخططات تنتظر الوقت المناسب لها.
برأيك الاهتمام بالثقافة في المجتمع السعودي إلى أين يتجه وما الحلول أو الأفكار لدعمها؟.
رؤية 2030 فتحت آفاقاً غير مسبوقة على المشهد الثقافي السعودي، ووزارة الثقافة تقدم جهودًا جبارة حيث أن رؤيتها أن تزدهر المملكة العربية السعودية بمختلف ألوان الثقافة، لتثري نمط حياة الفرد، وتسهم في تعزيز الهوية الوطنية وتشجيع الحوار الثقافي مع العالم.
وأعتز بأني كنت أحد المحاورين في اللقاءات الثقافية الافتراضية التي قدمتها هيئة الأدب والنشر والترجمة بوزارة الثقافة السعودية.
بطاقة
أميرة الفاضل الغامدي: بكالوريوس إدارة أعمال، مؤسسة مجلس المقام الثقافي (مبادرة مجتمعية غير ربحية)،
مهتمة بالمبادرات الثقافية بشكل خاص والتطوعية بشكل عام، حاصلة على العديد من الدورات في مجال التقديم والمقال والإعلام.