تتميز مدينة العلا بتنوع ألوان الصخور فيها، والذي يثير الانتباه من لحظة وجودك في الطائرة استعداداً للهبوط في مطارها الجميل، ولهذا التنوع إشارات ودلالات مهمة في علم الجيولوجيا والتي تشير كل منها إلى حقبة زمنية معينة.
نصحبكم هنا لتفسير هذا المشهد الجميل لنعرف ماذا يكمن وراء كل لون؟ وما هي قصته؟
الصخور الأساسية أو الصخور النارية
وهي التي تشكلت منها الأرض وهي عبارة عن عناصر عديدة كانت في حالة منصهرة وبعد التبريد تصلبت وشكلت لنا هذه الصخور، ثم أتت مرحلة أخرى وهي عوامل التعرية الجوية التي فككت هذه الصخور وكونت لنا ما يسمى بالصخور الرسوبية، وهي التي شكلت العلا، لذلك نجد اختلافاً رائعاً في صخورها وألوانها ومسمياتها إذ يقول الله تعالى: «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ» سورة فاطر الآية 27،
صخور على هيئة ميناء متتابع
لذلك نجد الصخور الرسوبية ذات اللون الأحمر والأبيض، قد تشكلت على هيئة بناء متتابع من الأسفل إلى الأعلى في حوض ترسيبي مائي غمر هذه المنطقة قديماً قبل ٥٥٠ مليون سنة، فكل طبقة لها عمر مختلف عن الطبقة التي تعلوها حيث توجد بين طبقاتها أحافير حيوانية ونباتية مختلفة.
الصخور السوداء في العلا
يرجع هذا الأمر إلى حدث جيولوجي آخر وهو انفتاح البحر الأحمر، وذلك بانفصال القارة الأفريقية عن الجزيرة العربية وتشكل البحر الأحمر قبل ٢١ مليون سنة تقريباً، مما أدى إلى عملية رفع الجزيرة العربية من الجهة الغربية وظهور الطفح البازلتي الأسود في الأعلى غرب العلا، وهبوط في صخور العلا بعد أن كانت العلا مرتفعة على مستوى واحد، مما أدى لانخفاض وسط العلا بفعل هذه الحركة البنائية وأصبح وسطها ممراً لمياه الأمطار المتتابعة التي نحتت صخورها الهشة فأصبحت العلا على ماهي عليه وادياً تحيط به الجبال من الشرق والغرب.
الصخور المتحولة
وهي عبارة عن صخور ذات أساس ناري أو رسوبي تعرضت للضغط والحرارة بفعل الحركات التكتونية الأرضية بعد انفتاح البحر الأحمر السابق ذكره، وهذا ما ميز العلا بتواجد الأحجار الكريمة غربها، خاصة مثل الزمرد الأخضر الشفاف الجميل، والكوارتز الشفاف النقي، والزفير وهو من أنواع الياقوت والعناصر الأرضية النفيسة من الذهب والفضة والرصاص وغيرها.