درست تصميم الأزياء في جامعة أسترالية، واجتهدت لتطوير موهبتها التي اكتشفتها في الصغر، واستطاعت بعد مسيرة حافلة بالتحديات افتتاح علامتها الخاصة في الأزياء تحت اسم "مايان".
ونظراً لشغفها الكبير بـتصميم الأزياء، تمكَّنت في مرحلةٍ متقدمة من الوصول بإبداعاتها للعالمية، حيث عرَّفت المهتمين بالموضة بجمال الأزياء السعودية.
المصممة لولو المهنا أبا الخيل، التقتها "سيدتي" فحدَّثتنا عن مشاركتها في أسبوع الموضة بنيويورك، كما كشفت عن أبرز المحطات في مسيرتها المهنية، وقدمت نصائحها للمصممات المبتدئات.
بدايةً، عرِّفينا بنفسكِ مَن لولو المهنا؟
اسمي لولو المهنا، وُلِدت في الرياض، ودرست التصميم والموضة والتصوير الفوتوغرافي والفنون البصرية، وحصلت على شهادة من جامعة box hill في أستراليا.
كيف بدأتِ مسيرتكِ في الأزياء، ولماذا اخترتِ هذا المجال؟
لطالما أحببت عالم الأزياء منذ كنت صغيرةً في السن، فقد كان ولا يزال شغفي الدائم، ووسيلتي للإبداع.
في بداياتي، كنت أركز على ملابس وإكسسوارات مَن حولي، إضافة إلى تنسيق ملابسي، من ثم تصميمها، لأقرِّر بعدها إطلاق علامتي الخاصة للجميع.
متى أطلقتِ علامتكِ الخاصة بالأزياء؟
بالنسبة إلي، شكَّل عام 2018 نقطة تحولٍ كبيرة في حياتي، حيث أسَّست فيه علامتي الخاصة للأزياء، وأطلقت عليها اسم مايان MAYAN، وقد جاء ذلك بعد سنوات من الشغف بعالم الموضة والأزياء.
ما أبرز التحديات التي واجهتكِ في مسيرتكِ العملية بوصفكِ مصممةً؟
من أهمها المنافسة في عالم الأزياء والتصميم، إذ إنها كبيرة جداً، وهذا ما دفعني إلى أن أكون متميزةً في تصاميمي، وتجنُّب التكرار، كما واجهت صعوبات في قلة الموارد والأيدي العاملة.
ما البصمة التي تحاولين إبرازها من خلال تصاميمكِ؟
أحرص على أن تكون تصاميمي فخمةً ومريحة في الوقت ذاته، لذا أعتمد تصاميم مميزة وغريبة وغير مكررة، لا سيما الملابس المزيّنة بالإكسسوارات، إذ تعطيها لمسة جمالية ممزوجة بالفخامة.
ما طبيعة السيدة التي تتوجهين إليها بتصاميمكِ؟
أتوجَّه بتصاميمي لكل سيدة عصرية وكلاسيكية.
كيف تختارين المواد والمنسوجات في تصاميمكِ، وماذا تفضلين؟
في الواقع، لا أفضِّل خامةً معينة، وأستخدم ما أراه مناسباً لقيمة التصميم وجماله في المقام الأول، وقد أجمع بين نوعين من القماش في بعض التصاميم، وعلى الرغم من أنَّ خياراتي تعدُّ جريئة إلا أنها في الوقت ذاته بسيطة ومريحة، وتناسب المرأة التي تريد التميز دائماً بأناقة فريدة، أما الثمن، فيختلف حسب القطعة والخامات المستخدمة فيها.
نلاحظ تنوعاً كبيراً في تفاصيل تصاميمكِ، حدِّثينا عن هذا الجانب؟
تتنوع تصاميمي عن غيرها من خلال الأقمشة المستخدمة، إضافةً إلى "الشك" والتطريز اليدوي، الذي يعدُّ جزءاً مهماً فيها، ودائماً ما أختار أقمشةً فخمة ومريحة في الوقت ذاته وغير متكررة.
هل تعتمدين على خطوط الموضة في إبداعاتكِ؟
إطلاقاً، بل أحرص على أن تظهر القطعة مميزةً وفريدة أكثر من مواكبة الموضة العالمية.
شاهدنا صوراً لقطعٍ من أزيائكِ في العلا، كيف وجدتِ هذه التجربة، ولماذا اخترتِ هذه المدينة للتصوير؟
العلا مدينة جميلة، وتزخر بالمناظر الخلابة والتضاريس الرائعة، وتعدُّ وجهة سياحية عالمية، لذا فضَّلت التقاط بعض الصور فيها حتى يرى العالم كله جمال بلادنا.
أسبوع الموضة في نيويورك، كيف حصلتِ على فرصة المشاركة في هذه المناسبة، وما إيجابياتها؟
تلقيت اتصالاً وطلباً بالمشاركة في أسبوع الموضة بنيويورك، والحمد لله، جاءت هذه التجربة أكثر من رائعة، وقد سعيت خلال مشاركتي في هذه المناسبة إلى تعريف العالم بأهم التصاميم السعودية ومميزاتها، والحصول على الفرصة للوصول إلى العالمية، وحقاً تلقيت العديد من دعوات المشاركة في عروض أزياءٍ بمختلف أنحاء العالم.
بماذا تميَّزت أزيائكِ التي عُرضت في أسبوع الموضة؟
لأنني أعشق النقوش المعاصرة، والأشكال الجمالية المميزة في الأزياء، فقد دمجتها بتصاميم بسيطة وفخمة في آنٍ واحد، كما قدمت في أسبوع الموضة ملابس كلاسيكية بشكل عصري، إذ عرضت ثمانية تصاميم مختلفة من ملابس معاصرة عبارةٌ عن فساتين وجاكيتات وعباءات من وحي الثقافة العصرية السعودية، مصنوعة من الجلد والصوف وبألوانٍ دافئة.
بماذا شعرتِ بعد تفاعل وزير الثقافة مع مشاركتكِ في أسبوع الموضة بنيويورك؟
سُعدت جداً بذلك، وشعرت بالفخر لدعمه لي، فنحن نستمد القوة والمثابرة من قيادتنا.
من وجهة نظركِ، ما الذي تحتاج إليه المرأة السعودية لتصل للعالمية؟
تحتاج إلى التميز في التصاميم، والتعامل باحترافية مع القطع التي تقدمها.
استناداً إلى خبرتكِ، بما تنصحين المصممات المبتدئات عند البدء بمشروعاتهن؟
أنصحهن بأن يتَّصفن بالعزيمة والمثابرة عند إطلاق مشروعاتهن، وأن يواجهن أي صعوبات تعترضهن لإثبات أنفسهن.
كيف ترين واقع صناعة الأزياء في السعودية؟
أرى أن هناك فرقاً كبيراً حالياً، مقارنةً مع الماضي، مثلاً هناك كثيرٌ من المصممين والمصممات السعوديين الموهوبين، لكنَّ بعضهم يفتقر إلى الدعم لتحويل إبداعاته إلى علامة تجارية كبيرة، وقد أنشأت الحكومة السعودية أخيراً هيئة الأزياء والتصميم من أجل مساعدة المصممين والمصممات السعوديين على إطلاق علامات تجارية معترف بها دولياً.