يحتاج الأطفال إلى سكر الدم (الجلوكوز) للحصول على الطاقة، ويستخدم المخ معظم هذا الجلوكوز ليكتمل نموه، وفي أثناء الحمل يحصل الطفل على الجلوكوز من الأم عبر المشيمة، أما بعد الولادة، فيحصل عليه من خلال حليب الثدي، أو من حليب الأطفال الصناعي، ومع تطور نمو الطفل ينتج جسمه بعض الجلوكوز في الكبد، ويعتبر انخفاض السكر عند الأطفال حديثي الولادة هو من الحالات غير الشائعة، والتي تحدث لعدد قليل جداً من الأطفال حديثي الولادة. والتي يكشفها لنا الدكتور وائل عبدالعال، اختصاصي طب الأطفال في مستشفى إن إم سي رويال.
أهم أسباب نقص السكر لدى الأطفال حديثي الولادة
1 - أسباب قبل الولادة مثل سوء التغذية للأم أثناء الحمل، أو استخدام الأم أدوية معينة مثل التيربوتالين أو إصابة الأم بداء السكري.
2 - أن يولد الطفل قبل موعده، أو أن يكون وزنه أقل من الطبيعي.
3 - أسباب أثناء الولادة مثل عدم توافق دم الأم مع الجنين ما يعرف بداء ريسوس، أو انحلال الدم الوليدي أو نقص الأكسجين أثناء الولادة.
4 - أسباب بعد الولادة مثل عدم كفاية الرضاعة، أو إصابة الطفل بعدوى أو ورم بالبنكرياس أو مرض بالكبد.
5 - بعض الأمراض الوراثية والتشوهات الخلقية وأمراض التمثيل الغذائي، واضطراب الهرمونات كلها من الممكن أن تتسبب في نقص السكر في دم الأطفال حديثي الولادة.
أعراض نقص السكر لدى الأطفال حديثي الولادة
من الضروري مراقبة العلامات الحيوية بعد الولادة مثل سرعة التنفس وسرعة ضربات القلب ودرجة الحرارة، وتركيز الأكسجين بالإضافة لمراقبة الأعراض، وتشمل العلامات الأكثر شيوعًا لانخفاض السكر لدى حديثي الولادة:
1 - الرعشة والرجفة. ويمكن تحول لون مناطق بالجلد والشفاه إلى الأزرق.
2 - سرعة التنفس أو انقطاع التنفس وسرعة ضربات القلب والشحوب المفاجئ، وانخفاض درجة حرارة الجسم وبرودة الأطراف.
3 - نوبات من التعرق وضعف العضلات ومرونتها.
4 -الخمول وعدم القدرة على البكاء، ونقص الحركة والطاقة وعدم الرغبة في الرضاعة وحدوث حركات غير طبيعية أو التشنجات.
مضاعفات خطيرة
قد يتسبب نقص السكر في دم الأطفال حديثي الولادة في مضاعفات خطيرة، إذ وجد أن الأطفال الذين عانوا من انخفاض مستويات السكر في الدم عند الولادة كانوا أكثر عرضة فيما بعد للإصابة بصعوبات في بعض المهارات الذهنية، كالتخطيط، وقوة الذاكرة، والقدرة على الانتباه والتركيز والتوافق البصري الحركي. والأمراض العصبية مثل التخلف العقلي، ونوبات صرع متكررة، وتأخر في النمو، واضطرابات في الشخصية، وقد يصل الأمر إلى ضعف وظيفة القلب والأوعية الدموية.
كيف نراقب سكر الدم لدى الرضع؟
وذلك عن طريق قياسه خلال أول 48 ساعة بعد الولادة على الأقل ثلاث مرات بعد الولادة، ويكون الفحص ببعض قطرات من الدم عادة ما تؤخذ من كعب الطفل ومقارنته بمستوى السكر الطبيعي للأطفال حديثي الولادة، ويتغير مستوى السكر في الدم مع التقدم في العمر، فيمكن القول بأن الرضيع لديه انخفاض في مستوى السكر بالدم، عندما يقل مستوى الجلوكوز في البلازما عن 30 ملليجرامًا/ديسيلتر في أول 24 ساعة بعد الولادة، وأقل من 45 ملليجرامًا/ديسيلتر بعد ذلك.
علاج نقص السكر في الدم
يكون بطريقة بسيطة وتعتمد أساساً على عمر الطفل، وتشمل تعزيز الرضاعة الطبيعية أو إعطاء الطفل مصدراً للجلوكوز عن طريق الفم بعد مزجه بالماء أو إعطائه بطريقة مباشرة سريعة عن طريق الحقن الوريدي إذا استدعى الأمر مع علاج الأسباب لضمان عدم تكرارها.