تناقلت وسائل الإعلام صورة الممرضة سناء القادري التي تنتمي إلى عائلة مهاجرة في هولندا من أصول مغربية، وذلك لكونها أول ممرضة تطعم بلقاح كورونا.
وقد شكلت سناء حدثًا هولنديًا وعالميًا وأصبحت نجمة التلفزيون بمجرد إعلان اسمها على رأس قائمة الملقحين في الأراضي المنخفضة.
وتنتمي سناء لأسرة مغربية مهاجرة، وتعمل بإحدى دور لرعاية المسنين بمدينة ايندهوفن جنوب هولندا، وقد أثارت مبادرتها التي كانت عن طواعية تامة حديث الناس خاصة المهاجرين المغاربة، حيث عبرت عن سعادتها رغم بعض التردد الذي عاشته هي الأخرى بخصوص فعالية اللقاح، لكنها قررت أن تتطوع كأول ممرضة في هولندا بعد أن اقترحها مديرها وبعد اقتناعها التام إثر بحثها الخاص وايمانها بقوة العلم كما قالت في حديثها لوسائل إعلامية متعددة في هولندا.
وقد تلقت سناء العديد من رسائل التهنئة سواء من السلطات الهولندية أو من السفارة المغربية وحتى من مواطنين صفقوا للمبادرة.
ويبدو أنها التفاتة ذكية لتعزيز ثقة الهولنديين عامة والمهاجرين بصفة خاصة لأجل الإقبال أكثر على اللقاح. وسلطت الأضواء على سناء التي كانت قبل هذا التاريخ ممرضة عادية تؤدي عملها بسلام منذ ازيد من عشر سنوات لتصبح نجمة في حملة التطعيم ضد الفيروس الذي دشنته هولندا ابتداء بداية يناير الجاري .ويشكل المغاربة نسبة هامة من المهاجرين الذين استقروا بهولندا منذ الخمسينات أغلبهم هاجروا لأجل العمل ويمثلون نسبة هامة في تشكيلة المهاجرين من باقي الجنسيات العربية والأجنبية.
تقول نورا ازرقان لـ "سيدتي" وهي مهاجرة مغربية تعمل كمسؤولة مسيرة لعدد من المؤسسات الاجتماعية بامستردام: "أرى ان تقديم مغربية مهاجرة كأول ممرضة وامرأة شابة لأجل التلقيح فيها إشارة تقدير وثقة".
وتجدر الاشارة أن الممرضة سناء حينما تم الحديث عنها والترويج لاسمها فقد قدمت كمواطنة هولندية أولا وأخيرًا لكن طبعا كان هناك احتفاء بالاسم وبحث في الهوية التي أحالت بسهولة على أصولها المغربية، فعلا شكلت سناء الحدث لدرجة أن أحد المعلقين في التلفزيون قال كفى من تداول هذا الخبر إلا توجد غير سناء في هولندا. وتضيف نورا تلقى المغاربة بصفة خاصة الخبر بارتياح ورضى، وحتى المهاجرين الأجانب وبعد أن كانت مغمورة جعلها اللقاح مشهورة جدا وهذا سيشعرها بالفخر أكيد.ولعلها فرصة لتعزيز ثقة الهولنديين المهاجرين الذين كثيرا مايكونون محط نقاش في محطات متعددة بسبب قضية عدم الاندماج والاختلاف الثقافي، وأظن أن الدولة الهولندية منحت إشارة إلى أن كل مواطنيها سواسية واللقاح سيستفيد منه الجميع.
وتعرف هولندا إغلاقا شاملا خلال الشهرين الأخيرين من نهاية العام الماضي، خاصة بعد ارتفاع متزايد لعدد الإصابات بكورونا، الأمر الذي جعل السلطات الصحية تتخذ إجراءات أكثر صرامة لأجل السيطرة على الوباء، بعد أن عاشت بداية الوباء أزمة في أسرة الانعاش. وتتطلع هولندا الى تلقيح ما يقارب مليونين ونصف من أطقم الصحة في المرحلة الأولى. ويبلغ عدد سكان هولندا حوالي 18 مليون نسمة من ضمنهم أزيد من 4 مليون مهاجر.