أطلقت وكالة ناسا على أول مهمة لدراسة كويكبات طروادة "لوسي"، حيث اقتربت المركبة الفضائية من الإطلاق، بعد أن قام فريق "لوسي" بدمج أجهزتها العلمية الثانية المسماة L’TES، وهو عبارة عن مقياس للانبعاثات الحرارية. عند اكتمالها، ستحتوي المركبة الفضائية على ثلاث أدوات علمية، وتقول دونيا دوجلاس براد شو..مديرة مشروع لوسي من مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في جرينبيليت بولاية مريلاند الأمريكية في تقرير نشره المركز:
كويكبات طروادة
تقول: إن دمج اثنتين من الأدوات الثلاث يعد إنجازاً مثيراً...وكويكبات طروادة عبارة عن كويكبات صغيرة أو أقمار ترافق كوكباً أو قمراً أكبر أثناء دورانه حول الشمس على مسافة كوكب المشترى...وتأخذ البعثة اسمها من سلف الإنسان المتحجر (الذي أطلق عليه مكتشفوها "لوسي")، والذي قدم هيكله العظمي نظرة فريدة لتطور البشرية، وبالمثل، ستحدث مهمة لوسي ثورة في معرفتنا بأصول الكواكب وولادة نظامنا الشمسي منذ أكثر من 4 مليارات سنة..
دراسة الخصائص المادية لأسطح الكويكبات
تقول وكالة ناسا : إن مهمة لوسي ستحدث ثورة في معرفة أصول الكواكب وولادة النظام الشمسي. تم تطوير L’TES بواسطة مهندسين من جامعة ولاية أريزونا، وهي في الأساس شاشة حرارية عن بُعد..وسوف يقيس طاقة الأشعة تحت الحمراء البعيدة المنبعثة من كويكبات طروادة أثناء تحليق لوسي.
وتقول ناسا إن الأداة وصلت إلى لوكهيد مارتن سبيس في 13 ديسمبر، وتم دمجها في المركبة الفضائية في 16 ديسمبر. قياس درجة حرارة كويكبات طروادة سيوفر للباحثين معلومات عن الخصائص المادية لأسطح الكويكبات. لن تلمس لوسي سطح أي من الكويكبات التي تدرسها.
سيسمح L’TES للفريق باستنتاج ما إذا كانت المادة السطحية مفكوكة، مثل الرمل، أم متماسكة وصلبة مثل الصخور. بالإضافة إلى ذلك، ستجمع تلك الأداة معلومات طيفية باستخدام عمليات رصد الأشعة تحت الحمراء الحرارية في نطاق الطول الموجي من 4 إلى 50 ميكرومتراً.
كل أداة لها تحدياتها الخاصة
ويقول الباحث الرئيسي للأجهزة في جامعة ولاية أريزونا، فيل كريستنسن: "استخدم الفريق المسؤول عن تصميم تلك الأداة خبرته في تصميم وتصنيع وتشغيل مطياف انبعاث حراري مماثل في مهمات أخرى مثل (أوسايرس-ركس) والماسح الشامل للمريخ، أثناء قيامنا ببناء هذه الأداة".
ويضيف: "كل أداة لها تحدياتها الخاصة، لكن بناءً على تجربتنا، نتوقع أن تقدم بيانات ممتازة، بالإضافة إلى بعض المفاجآت المحتملة حول هذه الأشياء الغامضة".
وعلى الرغم من التحديات المحيطة بوباء (كوفيد – 19)، من المقرر إطلاق لوسي في أكتوبر 2021، كما كان مخططاً في الأصل.
المركبة الفضائية جاهزة للانطلاق
ويقول الباحث الرئيسي للبعثة، هال ليفيسون، من معهد ساوث ويست للأبحاث: "إنني معجب بخفة ومرونة هذا الفريق للتعامل مع أي تحديات تواجههم، فقبل 5 سنوات فقط كانت هذه المهمة فكرة على الورق، والآن لدينا العديد من المكونات الرئيسية للمركبة الفضائية، والحمولة التي تم تجميعها واختبارها وجاهزة للانطلاق".
وبالإضافة إلى مقياس الانبعاثات الحرارية، تم مؤخراً تثبيت الهوائي عالي الكسب، والذي سيمكن المركبة الفضائية من التواصل مع الأرض للملاحة وجمع البيانات، فضلاً عن القياس الدقيق لكتل كويكبات طروادة.
وانضمت هذه الأداة إلى كاميرا لوسي الأعلى دقة، والتي تم بناؤها من قبل مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية، وتم تركيبها في أوائل نوفمبر.
ومن المقرر تسليم أداة لوسي العلمية المتبقية، وهي "كاميرا التصوير الملون" و"مقياس طيف الأشعة تحت الحمراء" خلال وقت قريب جداً.