اجمع علماء التربية وسلوكيات الطفل ..أن الطرق التي يتواصل بها الآباء مع أطفالهم لها آثارها العميقة على صحتهم النفسية وقدرتهم على التحكم في دوافعهم وانفعالاتهم وبناء علاقات صحية مع الآخرين في المستقبل القريب والبعيد؛ فعملية تنشئة الطفل تبدأ منذ لحظة ولادته وإلى أن يبلغ سن البلوغ، بهدف إعداده لحياة مستقلّة من خلال تعليمه الالتزام بقواعد المجتمع الذي يعيش فيه، وكيفية التعامل مع الآخرين بالشكل الصحيح. للحديث عن فن وأصول تربية الأبناء والتعامل معهم تحدثنا خبيرة التربية الدكتورة ابتهاج طلبة الأستاذة بكلية الطفولة المبكرة
حقائق تربوية
التربية لا تقتصر على السنوات الأولى فقط من عمر الطفل، ولكنها تستمرّ إلى فترة المراهقة، فالرعاية والإشراف المستمرّ يوفّر شعوراً بالأمان العقلي والجسدي للأطفال
توفير الدعم والتوجيه المستمرّ للطفل في سنواته الأولى يساعده على التطوّر في الجانبين العاطفي والسلوكي على أكمل وجه، ويُشعره بالطمأنينة والأمان، ممّا يساعد على بناء شخصيته وتطوير ثقته بنفسه وبالآخرين
أهمية التوجيه والإشراف خلال مرحلة المراهقة لا يقلّ عنه في مرحلة الطفولة، فذلك يساعد على حماية المراهق من التوجّه إلى الأنشطة السيئة كتناول الكحول، أو الاكتئاب بسبب مروره بظروفٍ صعبة
فن تربية الأبناء..6 خطوات
أولا .. على الآباء توطيد علاقاتهم بأبنائهم بأسلوب الإقناع
مع التبرير وإتاحة الخيارات ،بدلا من الصراخ والنهر والإحراج أو استخدام الثواب والعقاب، وتعرف هذه الطريقة في التربية باسم التربية الإيجابية
وتجمع بين مزايا التربية الصارمة والمتساهلة التي تعطي الطفل مطلق الحرية ليتصرف حسب رغبته، والطريقة مبنية على التقمص الوجداني مع التركيز على التعاطف والاستجابة لمشاعر الطفل التي دفعته لممارسة سلوكيات خاطئة
ثانيا..تعزيز وتكوين ثقة الطفل بنفسه
وبنائها في وقت مبكّر من الطفولة، فهي تبدأ من شعور الطفل بالحبّ والاهتمام من قِبل والديه منذ صغره، وتتطوّر مع مرور الوقت ؛ إذ يشعر الطفل بالثقة بالنفس من خلال منحه بعض الصلاحيات للتصرّف في بعض المواقف
وإحراز تقدّمه اتّجاه تحقيق هدف معيّن، ومدح الأهل له والثناء على تصرّفاته الجيدة، وتعلّمه مهارات وقدرات جديدة، ممّا يُشعره بالرضا عن نفسه، وغيرها من الأسباب
ثالثا..تعليم الطفل روح المشاركة والتعاون
قد يجد الطفل في مراحل طفولته المبكّرة صعوبة في مشاركة الآخرين ، وقد يضع احتياجاته قبل كلّ شيء، ولكنّه يُصبح شيئاً فشيئاً أكثر استعداداً للبدء بالمشاركة مع من حوله، وهنا يظهر دور الأهل
بتشجيع الطفل ومدحه والثناء على تصرّفاته، وقد يساهمون في تعزيز مفهوم المشاركة لديه من خلال تعليمه الأنشطة القائمة على التشارك مع الآخرين بدلاً من التركيز على الألعاب التي تهدف إلى المنافسة والفوز فقط
رابعا..تربية الطفل على الاحترام والتقدير
قد يرغب الآباء في تعليم أطفالهم كيفية التعامل باحترام مع الآخرين وضبط مشاعرهم، وإنّ أفضل الوسائل والأساليب المتّبعة في ذلك هو تطبيق مثال أمامه يدلّ على التصرّف والتعامل معه ومع الآخرين باحترام
كالاستماع لحديث الكبار دون مقاطعته، وتقبّل وجهة النظرالأخرى، والتعامل مع الآخرين بلطف وتقدير، ممّا يجعله يتعلّم ذلك فيعكسه على تصرّفاته.
خامسا..تعليم الطفل لغة الاعتذار
عادة ما يشعر الأطفال بالحرج من تقديم الاعتذار لبعضهم البعض، ولكنّ هذا أمر غير صحيح، إذ يجب تربية الأطفال على أنّ كلمات الاعتذار يمكن أن تُقال بسهولة ووضوح
بل ولا تشكّل أي حرج عندما يكون الخطأ صادر منه، بل إنّ الاعتذار يُعدّ تصرّف سليم يُشكر عليه الطفل، ممّا سيجعله يغيّر من سلوكه
سادسا.. تنمية الذكاء العاطفي لدى الطفل
يُعدّ تنمية الذكاء العاطفيّ وتعزيز مفهوم التعاطف لدى الطفل من أهمّ أساليب التربية الواجب إتباعها معه، إذ يقوم مبدأه على أن يضع الطفل نفسه مكان الآخرين فيراعي مشاعرهم ويأخذ أفكارهم على محمل الجدّ
وفي حال حدوث خلاف بين الطفل وأحد أصدقائه فإنّه يمكن الطلب من الطفل أن يتخيّل طبيعة مشاعر صديقه، بالإضافة إلى تشجيعه على إدارة عواطفه والتحكّم بها، والعمل بطريقة إيجابيّة لإيجاد حلّ مناسب
أنماط تربية الأطفال...أي نوع تلتزمين به ؟
التربية التسلّطية
يوصف الآباء المتسلّطون عادةً بأنّهم صارمين، يستخدمون أسلوب التأديب الصارم مع أطفالهم؛ فيركّزون على استخدام العقوبات بشكل كبير، مع التقليل من التفاوض والحوار بينهم وبين أطفالهم.
هؤلاء الآباء يتصفون بأنهم أقلّ رعايةً لأطفالهم ، و لديهم توقّعات مرتفعة من أطفالهم، مع نسبة قليلة من المرونة في التعامل معهم.
التربية المتساهلة
وفيها يسمح الآباء المتساهلين أو المتسامحين لأطفالهم بفعل ما يريدون مع تقديم القليل من التوجيه والإرشاد لهم، ويمكن وصفهم بأنّهم أصدقاء لأطفالهم أكثر من كونهم أباءً لهم
التواصل بينهم وبين أطفالهم مفتوح على كلا الاتّجاهين، فهم يتيحون لأطفالهم الفرصة لأن يقرّروا ويختاروا ما يفضّلونه بأنفسهم بدلاً من تقديم التوجيهات لهم.
التربية دون المشاركة
يمنح الآباء في هذا النمط أطفالهم الحرية الكاملة، وعلى الرغم من أنّ بعضهم قد يتدخّل لاتّخاذ قرارات مهمّة في التربية، إلّا أنّ البعض الآخر لا يكون لديه معرفة كاملة في كيفية التربية، ولذلك فهم غالباً لا يتدخّلون بقرارات واختيارات أطفالهم
غالباً يسمحون للطفل بفعل ما يريد، وقد يكون السبب في ذلك نقص معلوماتهم في كيفية التعامل ورعاية طفلهم.. تواصلهم مع أطفالهم يكون محدوداً
التربية الرسمية أو الموثوقة
يتميّز الآباء في هذا النمط بمنطقية التفكير وتقديم رعاية جيدة للأطفال، ولذلك يمتاز أطفالهم بالانضباط الذاتي والقدرة على التفكير بالاعتماد على أنفسهم
يتّصف الآباء ضمن هذا النمط بأنّهم يقدّمون الكثير من الرعاية لأطفالهم، لديهم توقّعات وأهداف عالية من أطفالهم، ولكنّها موضوعة بشكلٍ واضح، ممّا قد يجعل الأطفال يضعونها في قائمة الأهداف المراد تحقيقها.