أظهر نموذج علمي لحركة صفائح الأرض أنه في غضون 200 مليون سنة ستلتحم القارات الثلاث آسيا وأوروبا والقارة الأمريكية لتصبح ما يمكن تسميته (آماسيا)؛ حيث تشهد الأرض تحولات بارزة، فتبتعد قارة عن الأخرى، أو تلتحم الواحدة بالأخرى بها فتصبحان قارة واحدة تُوصف بـ«العملاقة»، ويقول علماء الأرض، إن القارات العملاقة تنشأ بشكل بطيء للغاية، عندما تلتحم قارة بأخرى، ولا تحدث هذه الظاهرة سوى مرة واحدة في كل 600 مليون سنة، وذلك بحسب مجلة «ساينس ماغ» العلمية، ولمزيد من التفاصيل، نتابع التقرير الآتي.
التحام قارات الأرض يتطلب ملايين السنين
علماء الجيولوجيا يرجحون أن يحدث هذا الأمر مستقبلاً، لكننا لن نشهده على الإطلاق؛ لأنه يتطلب ملايين السنين.
ويشرح الباحثون أن هذه القارات العملاقة ستنشأ؛ لأن الأرض تتأثر بظاهرة «زخف الصخور» في طبقة من الأرض تعرف بـ«الوشاح» أو «الدثار».
وهذا الوشاح هو طبقة تحت الأرض بسمك يقارب 2885 كيلومتراً، ويسجل هذا المستوى درجة حرارة مرتفعة ومتفاعلة على هيئة ماء في طور الغليان.
أما القشرة التي نعيشُ فوقها مباشرة في الكوكب فيتراوح سمكها بين 30 و60 كيلومتراً.
قارة "بانغيا" العملاقة انشطرت قبل 200 مليون سنة
وتؤدي درجة الحرارة المتقدة في المنطقة تحت الأرضية إلى تزحزح القارات مع مرور الوقت، ومن هنا يحصل تغير لافت في الخريطة.
ويتوقع نموذج علمي مبني على حركة «تكتونية الصفائح» أنه في غضون مئتي مليون سنة القادمة، ستصطدم كتلة أوراسيا (أوروبا وآسيا) بالقارة الأميركية، وسينشأ ما يمكن تسميته بـ«آماسيا».
ويقول عالم الجيولوجيا في جامعة هارفارد، بول هوفمان، وهو أحد المشاركين في الدراسة، إن هذه الفكرة ليست مفاجئة.
وتشير البيانات العلمية إلى وجود قارة واحدة عملاقة تسمى «بانغيا» قبل 200 مليون سنة، ثم انشطرت ونشأت منها القارات التي نعرفها حالياً وتفصلها بحار ومحيطات.
تزحزح القارات يرافقه تغير في المناخ
في غضون ذلك، يرجع العلماء أن تعود القارات الموجودة كافة إلى الالتحام ببعضها البعض، خلال مئتي مليون سنة، باستثناء القطب الجنوبي.
وفي المنحى نفسه، يرجح الباحثون أن تصبح القارات كلها عند خط استواء كوكب الأرض، خلال 250 مليون سنة.
وعلق الدكتور جاد محمد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن تحركات صفائح الأرض العميقة أمر طبيعي، قديماً كانت القارة العملاقة والتي تناثرت إلى ست قارات وهي حالياً في طور الالتحام مرة أخرى، لكن هذه التحركات غير محسوسة؛ لأنها تظهر عقب ملايين السنين، وهو ما لا تدركه أعمار البشر.
وبما أن قارات العالم ستتزحزح من مكانها الحالي، فإن أمور المناخ ستشهد تغييراً لافتاً، في المستقبل.