أصدرت إحدى المحاكم البريطانية مؤخراً حكما بالسجن على عروس كانت قد خدعت أصدقائها وأفراد من أقاربها وادعت إصابتها بمرض السرطان من أجل أن يتبرعوا لها بمبالغ من المال وصلت قيمتها إلى 8500 جنيه استرليني قبل أن تنكشف الكذبة وتصل الأمور إلى المحاكم.
الأمنية الأخيرة قبل الرحيل
وكانت العروس (توني ستاندن) البالغة من العمر تسعة وعشرين عاماً قد حلقت شعر رأسها وأجرت مقابلة مع صحيفة محلية قالت فيها: " السرطان ينتشر في كل مكان من جسمي ..و قد وصل إلى الدماغ والعظام"، وأخبرت الصحيفة بأن ما تبقى لها في الحياة لا يتجاوز الشهرين وأن امنيتها الأخيرة وهي تحتضر هي أن تتزوج من حبيبها جيمس قبل ان يصل السرطان إلى مناطق أخرى من جسمها وهذا ما أثار تعاطف الناس معها وقام أصدقائها بإنشاء صفحة خاصة أطلقوا عليها اسم GoFundMe من اجل جمع التبرعات التي تساعدها في إقامة حفل العرس وتغطية كافة التكاليف على أن تذهب الأموال مباشرة إلى حسابها المصرفي وقد زادت وتيرة التبرعات بعد أن أعلنت توني بأنها ترغب في أن يشاركها والدها في العرس ويمسك بيدها ويسير بها في الممر قبل أن يموت هو الآخر بمرض السرطان الذي بلغ عنده مراحل متقدمة .
العرس الذي تحول إلى تراجيديا
ونجح الأصدقاء في جمع 8500 جنيه إسترليني (حوالي 11 ألف دولار) ذهبت مباشرة إلى حساب توني التي نجحت في إقامة العرس بأموال المتبرعين بعد أن عادت لإطالة شعرها ونظمت حفل استقبال في نادي رياضي ضم حوالي 150 مدعو. وكي تزيد من تراجيديا الموقف فإنها عرضت فيديو مؤثر لوالدها الذي كان قد توفي قبل العرس وقالت بأنه قد ظل قويا حتى النهاية الأمر الذي أبكى الأصدقاء وزاد من تعاطفهم معها، وبعد العرس سافرت توني مع زوجها جيمس البالغ من العمر اثنان وخمسون عاماً إلى تركيا لقضاء شهر العسل ونشرت من هنالك صوراً وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيها وهي راقدة على سرير المرض في الفندق وتبدو منهمكة في تصفح بطاقات المهنئين وفتح الأظرف المغلفة التي تضم بعض النقود وتقدم الشكر لمرسليها.
الخداع الذي لم يستمر طويلاً
ولكن كذب وخداع توني لم يستمر طويلاً بعد أن أثارت شكوك صديقتها المقربة آشليا عندما ادعت بأنها مصابة بفايروس كورونا، الأمر الذي دفع الصديقة إلى مواجهتها بشكوكها مما اضطرها أخيراً إلى الاعتراف بالحقيقة تحت ضغوط الأسئلة المحرجة وقالت أن هذه كانت طريقتها الوحيدة للحصول على المال من أجل إقامة العرس، وهذا ما سبب صدمة كبيرة للصديقة التي كانت قد تعاطفت معها وبكت طويلا وهي تراها تتوجع وتبرعت لها بمبلغ 525 جنيه إسترليني، ولم تتوانى الصديقة في تقديم شكوى وصلت إلى المحاكم لأن توني قد وصل بها الأمر إلى خداع حتى عريسها الذي لم يكن يعلم بما يجري من حوله واستغلت وفاة والدها لاستدرار العطف وجمع الأموال وقد بلغت بها القدرة على التمثيل ما يستحق حصولها على جائزة الأوسكار كما تقول الصديقة.
وبعد شهور طويلة من التحقيقات والاستماع إلى الشهود والتأكد من الأدلة الجرمية أصدرت محكمة الصلح في Chester (شيستر) الواقعة في شمال غرب انكلترا حكماً بالسجن لمدة خمسة شهور على توني ستاندن بعد أن اعترفت بجريمتها وقد وصفها القاضي بالوقحة والجشعة والخائنة لأصدقائها وللمجتمع وأن ما فعلته لم يقتصر على خداع الأصدقاء بل تعدى ذلك إلى استغلال عامة الناس عندما قامت بإجراء مقابلات صحفية لنشر اكاذيبها على الملأ والحصول على مزيد من التعاطف وصرف أموال التبرعات على حفلة عرس دون أن تشعر للحظة واحدة بالعار والخجل.